أردوغان يطرد اللاجئين السوريين من بلاده

كتبت - خلود عدنان


منذ عام 2011 فتح الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، أبواب بلاده للسوريين، ليس بداعى الكرم منه «كما يدعى»، وإنما ليكونوا الوتر الذى يلعب عليه لارتداء عباءة الخليفة المنقذ للمسلمين فى بقاع الأرض، محاولاً صرف الأنظار عن انتهاكات حقوق الإنسان فى بلده، وليتمكن من التوغل فى الأراضى السورية لتحقيق أطماعه فى استعادة إمبراطوريته العثمانية الساقطة، وقد يكونوا أيضًا سبيله للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.. ورغم معاناتهم النفسية والمادية وظروفهم الصعبة، إلا أن 3.5 مليون لاجئ سورى لم يشكلوا يومًا عبئًا على تركيا، بل قدموا دعمًا كبيرًا للاقتصاد التركي، وساهموا فى تحريك عجلة الاقتصاد فى وقت سحب أغلب المستثمرين أموالهم من البنوك خشية عواقب تأزم الوضع الاقتصادي، ولكن الرئيس التركى نكر فضلهم فى إنقاذ اقتصاده المتهاوى وعرضهم للسخرة، وترك نساءهم يعانون التحرش والاغتصاب، وهدد بترحيلهم إذا لم ينتخبوا حزبه العدالة والتنمية، وعايرهم باستهلاكهم الأطعمة والملابس التى دفعوا ثمنها مثل غيرهم.
لم يفوت أردوغان فرصة ضاقت فيها أحواله إلا وهدد بتهجير السوريين، وهو ما اقتدى به بن على يلدريم مرشح حزب «العدالة والتنمية» الخاسر بإسطنبول، أنه فى حال لم ينتخبه السوريون سيقوم بترحيلهم.
وبالفعل انتخب السوريون حزب أردوغان، ولكن لم تكف أصواتهم لتجاوز الفارق الذى أحدثه أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول الفائز، فوقعوا فريسة العنصريين من أحزاب المعارضة، ولم يتحرك أردوغان لإنقاذهم.
«تأكلون من طعامنا وتستهلكون مواردنا.. أنتم سبب فى أزمتنا الاقتصادية» كان هذا تصريح من «يلدريم» رئيس الوزراء التركي، وبعد خسارته فى الانتخابات المحلية حان وقت تنفيذ التهديد والوعيد، وبالفعل أمهلت سلطات ولاية إسطنبول، حتى 20 أغسطس السوريين المقيمين بشكل غير قانونى فى المدينة لمغادرتها، فى وقت تؤكد منظمات غير حكومية سورية حصول حالات طرد سوريين من تركيا إلى سوريا.. وأكدت ولاية إسطنبول فى بيان أن أكثر من 547 ألف سورى يعيشون فى إسطنبول «فى إطار نظام الحماية المؤقتة»، بعدما فروا من سوريا نتيجة النزاع القائم هناك منذ 2011.
وتابع البيان الذى نشر بالتركية والعربية أن «الأجانب من الجنسية السورية الذين ليسوا تحت الحماية المؤقتة أى غير مسجلين أو ليست لديهم إقامة سيتم ترحيلهم إلى المحافظات المحددة من وزارة الداخلية»، مشيرا إلى أنه «تم إغلاق باب التسجيل الجديد للحماية المؤقتة فى إسطنبول».
وقال «تم إعطاء مهلة حتى تاريخ 20 أغسطس 2019 للأجانب من الجنسية السورية الذين يملكون هويات حماية مؤقتة فى محافظات غير إسطنبول ويعيشون فى إسطنبول، حتى يعودوا إلى محافظاتهم»، مشيرا إلى أنه سيتم ترحيل «الذين لا يعودون حتى نهاية المهلة إلى المحافظات المسجلين فيها».