السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وسام الاحترام حسام عاشور قلب الأسد

وسام الاحترام حسام عاشور قلب الأسد
وسام الاحترام حسام عاشور قلب الأسد




ليست الأرقام القياسية وحدها هي التي جعلت من اللاعب أيقونة فى «القلعة الحمراء» باقى الأندية الرياضية، فقد شارك فى 500 مباراة مع ناديه وحصد 35 بطولة، كما أنه لم يحتج إلى كتب التنمية البشرية ولا مدربيها لتعلم الانتماء وقوة الإرادة، فقد أيقن منذ دخوله قطاع الناشئين بالنادى الأهلى أن النجاح لا يأتى إلا بقوة وإرادة وجهد عظيم.
■ ■
يؤمن اللاعب حسام عاشور بأن ما يدركه العقل يستطيع الإنسان أن يحققه فى حياته، لذا استطاع أن يجذب انتباه المدرب البرتغالى مانويل جوزيه فى 5 دقائق فقط شارك فيها أمام الزمالك بعد أن تم تصعيده من قطاع الناشئين إلى الفريق الأول، وهو لم يبلغ وقتها عامه الثامن عشر، اقتنع جوزيه انه أمام لاعب مختلف يملك من المهارة والقوة والسرعة ما لا يملكه الكثيرون، وقبل كل هذا يملك روحا قوية لا تقهر هى «روح الفانلة الحمراء»،  فالأبطال لا يصنعون فى ساحات التدريب، الأبطال يصنعون من أشياء عميقة فى داخلهم، هى الإرادة والحلم والرؤية، فكانت تلك البداية نحو رحلة المجد الكروى مع النادى الأهلي.
■ ■
هو ساحر خفى لا تشعر به، ينشر تعاويذه فى مختلف ارجاء المستطيل الأخضر، فهو من هؤلاء النجوم الذين يلعبون أدوارا غاية فى الأهمية، قد لا تدركها العيون، لكن لا تستقيم الأمور فى حال غيابهم، وبكل تأكيد تستقر وتتحقق الإنجازات والبطولات بمجرد حضورهم ومشاركتهم.
■ ■
جندى مجهول بدونه يختلف الأداء وبحضوره تأتى البطولات.. هو القائد الذى يعد منافسا لأكبر أندية القمة بحجم البطولات التى حصل عليها.. ولم لا فهو من استحق أن يقال فيه إنه ناد صاحب أرقام قياسية والوحيد القادر على منافسة النادى الأهلى العريق.
■ ■
قليلون فى عُرف الساحرة المستديرة من يعرفون الوفاء الكروى فى زمن الاحتراف..لكن الانتماء بالنسبة إليه عقيدة والبطولات عنده دماء تجرى فى العروق.. غاية هدفه إرضاء جماهيره العظيمة والقتال لإسعادهم.
■ ■
«عاشور» الذى كان أول لاعب وسط ارتكاز عصرى فى تاريخ الدورى المصرى منذ عهد البرتغالى مانويل جوزيه لم يعرف طوال مشواره الكروى الممتد عبر 16 عاما سوى الإنجازات والبطولات والأرقام القياسية ومع توالى المدربين وتعاقب «الخواجات» على الإدارة الفنية لـ«الأحمر» ظل «الفتى الأسمر» من أهم الأوراق التكتيكية الأساسية فى تشكيلة الجميع.
مدربون كبار منهم : جوزيه ومرورا بالبدرى ويوسف وجاريدو ويول وكارتيرون ووصولا إلى لاسارتى الجميع يعرف قيمة مسمار الوسط ودوره الكبير مع مجهوده الوفير فوق الميدان ومعظم من قام بتدريب الاهلى خلال القرن الـ21 أثنى كثيرا على عاشور رغم أن اللاعب لم يحرز فى مشواره سوى 3 أهداف فقط، لكن هذا لم يكن أبدا سلبية تعيبه أو نقطة ضعف لأن دوره فى الملعب ليس التسجيل، بل صناعة اللعب وتوزيع التمريرات لزملائه فى الحالة الهجومية أو افساد الهجمات وإنقاذ فريقه فى الأحوال الدفاعية.
■ ■
  دخل عاشور تاريخ «القلعة الحمراء» كأصغر من حمل شارة الكابتن، عندما حملها  لأول فى مباراة الدور الثانى من موسم 2009/2010 أمام اتحاد الشرطة، والتى انتهت بفوز الاحمر بأربعة اهداف لهدفين.
■ ■
عاشور شارك مع منتخبات الناشئين والشباب فى أكثر من بطولة كما خاض دورة الصداقة الودية 2007 ودورة الألعاب العربية فى نفس العام لكن مع المنتخب الاول يظل قلب الاسد لغزا محيرا لعدم تواجده واستدعائه فى المباريات الدولية والبطولات الكبرى.
■ ■
تبقى كلمة الشكر واجبة للاعب عظيم قدم ومازال يقدم الكثير.. وربما دموعه التى انهمرت بعد تتويج الاهلى بالدورى مؤخرا تلخص معاني رائعة للأجيال القادمة حول الوفاء والانتماء لكرة القدم والنادى الذى تلعب لصالحه.. هو أسطورة فى حصد البطولات.. هو من لا يعرف الكثيرون قيمته إلا عندما يغادر الملعب.. هو عنوان التحدى وإنكار الذات.. لأجل كل ما سبق وأكثر وجدناه عن جدارة يستحق «وسام الاحترام».