السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مدينة الثقافة والفنون

مدينة الثقافة والفنون
مدينة الثقافة والفنون




نافذة ثقافية وفنية تفتحها مصر للاطلاع بشكل أوسع وأرحب على الثقافة والفنون العالمية من خلال إنشاء مجمع للفنون بمدينة العلمين الذى يحتوى على دار أوبرا وأخرى بالعاصمة الإدارية الجديدة التى تعد من أكبر دور الأوبرا فى الشرق الأوسط،
تهدف هذه الأماكن إلى عدم تمركز الإبداع فى منطقة واحدة  كما تتعدد أوجه النشاط الفنى وتتوسع لتشمل أماكن أخرى داخل وخارج القاهرة ومن المتوقع أن تنتهج دور الأوبرا الجديدة نهجًا آخر فى شكل ومنطق الأعمال المقدمة فقد تتوسع بشكل أكبر فى استضافة فرق من الخارج لتقديم عروض وأعمال لأهم وأكبر فرق الرقص والباليه والأوركسترا السيمفونى.

مسارح متنوعة وقاعات عرض سينمائى
تبلغ مساحة دار أوبرا العاصمة الجديدة مائة فدان تضم ثلاثة مسارح كبرى تتسع لأكثر من 2500 شخص للمسرح الواحد كما تضم مدينة الثقافة مركزًا للإبداع الفنى وقاعة عرض سينمائى مرتبطة بالأقمار الصناعية وقاعة احتفالات كبرى تستوعب 2500 شخص مجهزة بأحدث التقنيات، مسرح الصغير بقاعتين تستوعبان 750 شخصًا للعروض الخاصة، مسرح الجيب ويستوعب 50 شخصًا ومسرح الحجرة، مركز الإبداع الفنى لشباب المبدعين، قاعة عرض سينمائى يتم ربطها بالأقمار الصناعية، وثلاث قاعات للتدريب، استوديو تسجيل صوتى مجهز بأحدث التقنيات، متحف تاريخ الأوبرا ومتحف مفتوح للفن الحديث، مكتبة موسيقية ومكتبة مركزية تسع 6000 شخص ومدينة للفنون بها رسم، نحت، موسيقي، تمثيل، رقص، أدب، الشعر.
إيناس عبد الدايم
وعن هذا التوسع المعمارى الكبير بمنطقتى العلمين والعاصمة الجديدة قالت وزير الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم فى تصريحات خاصة..
       التوسع فى الرقعة نفسها طبيعى فى معظم الدول ودولة بحجم مصر فى الشق الثقافى والفنى لا بد أن يكون لها العديد من المنشآت المتناثرة فى الأحياء لأن التمركز فى العاصمة يؤدى إلى الاختناق، وبالتالى لا بد أن نتحرك خارج الأماكن والأطراف لذلك فكرة العاصمة الجديدة شيء عظيم للغاية كما أن العلمين لن تقتصر خدماتها على محافظة الإسكندرية فقط بل سوف تمتد إلى مطروح وغيرها من المدن المجاورة للساحل الشمالي، لأن هذا المكان يحتاج إلى المزيد من المسارح والثقافة.
وتضيف.. أذكر أننا أثناء تنظيم مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا فى كل عام كانت تأتى لنا الحجوزات من محافظات مختلفة مثل بورسعيد، أسوان والأقصر وبالتالى التوسع فى إقامة دور للأوبرا بهذه المناطق سيخفف الحمل عن دار الأوبرا بوسط البلد، بجانب ضرورة إضافة بعد ثقافى لهذه الأماكن المحرومة من الثقافة فعلى سبيل المثال فى منطقة مثل سيدى عبد الرحمن المقيمون هناك مفتقدون وجود منفذ ثقافى حقيقى ونحن كوزارة ثقافة لدينا فقر فى المساحات المتاحة والأماكن المخصصة قد تكون ضئيلة بهذه المدن ومساحاتها بسيطة ليس لدينا قصر كبير أو أراض يتم تخصيصها لنا منذ فترة طويلة لذلك تطوير المنطقة وإنشاء مدينة للثقافة والفنون من حولها خطوة مهمة ورائعة.
وتقول.. حاليًا نحن نمتلك أكثر من مسرح تابع لدار الأوبرا المصرية فى أكثر من محافظة مثل المسرح الكبير والصغير والمكشوف ومسرح الجمهورية ومعهد الموسيقى العربية، ودار أوبرا إسكندرية مسرح سيد درويش، وأوبرا دمنهور، واحة الثقافة فى السادس من أكتوبر، أوبرا المنصورة، مسرح طنطا وهو ليس أوبرا كالمتعارف عليه بمفهوم الأوبرا لأن تصميمه على هذا النمط مكلف جدا لكنه مسرح يستوعب اشكال متعددة ومختلفة من الفنون وهذه المسارح تتنقل عليها عروض الأوبرا طوال السنة بجانب مسارح قصور الثقافة التى تضم على خشبتها عدد متنوع من العروض المسرحية والموسيقية مثل قصر ثقافة قنا وأسيوط ودمنهور أكبر من مسرح الأوبرا وشرم الشيخ وغيرهم الكثير يتم تبادل عروض الفرق على خشبتها على مدار العام وبالتالى الإزدياد فى التوسع بإنشاء مساحات ثقافية أخرى قد يساهم بشكل كبير فى رقى المجتمع لأن الثقافة عامل رئيسى فى تهذيب وتغيير السلوك وبالطبع هذه الأماكن ستكون منفذ لإكتشاف مواهب جديدة فى مواقعها لأن هذه المساحات الثقافية سيكون هدفها الوصول لكافة طبقات المجتمع ولن تقتصر على مخاطبة فئة بعينها.  

سمير العصفورى
كذلك رحب المخرج المسرحى سمير العصفورى بهذه المشروعات الثقافية الهامة وقال أيضا..فى آخر زيارة لى بتونس ذهبت إلى المناطق الجهوية والتى تعادل الأقاليم لدينا بمصر وفى كل منطقة توجد دور عرض وأوبرا كبيرة وقطاع ثقافى متكامل تكون له نفس أهمية قطاع الثقافة بتونس العاصمة؛ وكنا قد أثارنا الموضوع فى أكثر من مرة لعمل مجمع مسارح بمنطقة العتبة لإنقاذها من الباعة لأن هذا المكان أصبح محكوم عليه بالإغلاق بسبب تكدس البائعين أمام المسارح وعدم وجود الرعاية الكاملة له وعندما حرقت الأوبرا القدمية لم تقف وقتها الدولة بجانب استرداد المكان الأصلى لها وتم التخلص من منطقة عبقرية حديقة الأزبكية ثم قدمت اليابان منحة الأوبرا الجديدة، وللأسف اصبحت هذه المنطقة غير مطهرة من البائعين وبالتالى فهى منطقة خطيرة للغاية.
  ويضيف..لدينا اتجاه لخلق عواصم جديدة فى أراضى جديدة بعد ما عانيناه من إرهاق بالقاهرة لأنها ازدحمت وحلها العمرانى أصبح صعبا وبالتالى سيكون الحل الأسهل فى إخلاءها من الدواوين الحكومية وانتقالها إلى الأماكن الإلكترونية، لأن الحلم المصرى منذ الستينيات حلم ابجدى وضع اشياء عظيمة فى حياتنا، والآن قد نقترب من الحلم الذى حققه الغرب فى السبعينيات بالعاصمة باريس التى كانت تحارب فى صراع حاد مع الأقاليم خارج العاصمة فكان هناك نشاط مسرحى ومراكز ثقافية صناعية فنية أكثر دقة وأقل تجارية وإعلامية من باريس العاصمة فيها نشاط مسرحى ينافسها وبقوة فى الإبداع الفنى وليس الترويج الفنى هناك صناعة حقيقية بعيدة عن العاصمة لذلك أرى أن الحلم المصرى الحديث يضاهى هذا الفكر الذى يريد صاحبه صنع مراكز ثقافية جديدة غير القصور الثقافية التى اصابها قصور فى الثقافة وفى تأدية واجبها بشكل حقيقى فهنا نفتح المجال لإنشاء أنابيب للدعم الثقافى وأرى أن الحلم المصرى الجديد يعلن عن نفسه فى أماكن متطرفة بعيدة عن الزحمة المريبة فى العواصم والأقاليم بإعادة إنشاء مدن أخرى فى آفاق أوسع تمنح لنا إقامة مهرجانات دولية على مستوى راق وعال سواء فى الثقافة أو الشعر أو الأدب أو الموسيقى أو السينما لأننا ذهبنا إلى مدن أكثر سياحية ستنشئ خلالها مراكز ثقافية عبقرية وعظيمة وعلى سبيل المثال فى اول زيارة لتونس فوجئت بالمسرح الصيفى مسرح كبير وعظيم على مصايف دولية سياحية مرعبة بمدينة الحمامات وفوجئت كما يقولون بالتونسى ب»ركح» عبقرى مكان متسع على شاطىء البحر بطريقة عبقرية ومسرح عظيم غير متكرر ليس له شبيه بمسارح أوروبا يستقطب فرق عالمية ودولية وهذا هو أحد مفردات الحلم المصرى القادم وهذا فكر مستقبلى كبير يفتح المجال للإبداع لأن الأماكن البعيدة تمنح الفنان القدرة على التفرغ للعملية الفنية لأنها تختصر عليه متاعب كبيرة وتنجيه من زحام المواصلات والضوضاء وتعوض له الكثير من الزمن الضائع.