الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طرق مختلفة و أسماء متعددة.. السرقـات الأدبيـة مــن الشـرق إلى الغــرب

طرق مختلفة و أسماء متعددة.. السرقـات الأدبيـة مــن الشـرق إلى الغــرب
طرق مختلفة و أسماء متعددة.. السرقـات الأدبيـة مــن الشـرق إلى الغــرب




اللص الحقيقى ليس من يسرق بيتك، وإنّما من يسرق وجودك.. يسطو على فكرك إبداعك كلماتك.. يسرق فكراً لينل حظاً من الشهرة لم تنله أنت فقط لقدرته على تزيين فكرتك بغلاف جيد وطباعة جاذبة وسعر مغر.. وقلما ما تعلوا الأصوات أو تتجه الأصابع لتشير إلى السارق على الطريقة المصرية «امسك حرامى».
فالسرقة الأدبية بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعى صار لها أثواباً متعددة ينتقى منها السارق ما شاء ليخفى فيه جُرمه.. ومن الصعب أن تميز اللص من المبدع فهناك «لص غبي» نقل نصاً حرفياً فافتضح أمره، وهناك «لص ذكي» زج بأحداث أو شخصيات جديدة فى روايته للنص الأصلى  فلم يفتضح أمره بعد.. تحقيقاً لقول الباحثة الإنجليزية آندى ميدهيرست «لم تعد هناك أفكار جديدة، هناك طرق مختلفة لقول الأشياء نفسها» وفى السطور التالية يمكننا التعرف على أنواع اللصوص باستفاضة.

«كليوباترة» واللص الغبى

لعل أشهر القصص الحديثة فى السرقات الأدبية هى سرقة كتاب «كليوباترة» للباحث التاريخى على زكى حديث الأوساط الثقافية ودور النشر ما كشفته الإعلامية قصواء الخلالى عبر برنامج «المساء مع قصواء» المُذاع عبر شاشة Ten» «عن جريمة سرقة للتراث المصرى بطلها دار «نبتة» للنشر التى نسبت كتاب بعنوان «كليوباترا.. سيرتها وحكم التاريخ عليها» إلى الأديب الفرنسى العالمى ألكسندر دوماس بل ونسبوا ترجمة الكتاب إلى مترجمة تُدعى رشا سعد، رغم أن الكتاب مؤلفه مصرى يُدعى زكى على وصادر عن وزارة الإرشاد القومى عام 1962.. وهو الأمر الذى كشفته «قصواء» نتيجة تطابق عنوان ومقدمة الكتابين، فلا يوجد اختلاف فى حرف واحد بين الكتابين، ومن هنا كان البحث عن حقيقة الأمر حتمي، حتى توصلت إلى أن كتاب كليوباترا للمؤلف زكى على هو الأساس وأن ألكسندر دوماس لم يؤلف أى كتاب عن كليوباترا وأن دار نشر نبتة نسبت الكتاب لمؤلف فرنسى وانتزعت الحق من صاحبه المصري.  
وفيما يبدو أن فتح ملف كليوباترا أثار الإعلامية قصواء الخلالى لفتح باقى ملفات الدار من كتب مسروقة تحمل اسم مترجمين خيالية وبعضها يحمل اسم صاحب دار النشر نفسه ماجد سرور مثل كتاب «غراميات نابليون» الذى يحمل اسم اثنين من المؤلفين واثنين من المترجمين وطبعتين الفارق الزمنى بينهما 69 سنة، الطبعة الأولى لغراميات نابليون تحمل اسم جان سافان وترجمة لطفى سلطان وصدرت عن دار الهلال العدد رقم 152 بتاريخ نوفمبر 1963 وصدرت عنها طابعة حديثة عام 2018 عن دار الصحافة العربية، أما الطبعة الخاصة بدار نبتة فهى تحمل اسم مؤلف آخر لنفس المضمون باسم روجيه ريجيس والترجمة لماجد سرور، كذلك رواية «فتاة الروح الحية» المنسوبة لألكسندر دوماس..وفيما يبدو أن الدار تتعامل مع المؤلفات الساقطة الحقوق طمعاً فى ألا يلاحقها أصحابها بالترجمة وإن كانوا ستلاحقهم لعناتهم من العالم الآخر.
وفى تبرير ساذج لموقف دار النشر قال حازم عبد الستار مدير دار نشر نبتة أن قلة الخبرة فى الدار هى السبب الذى تسبب فى نشر الكتاب ووضع اسم مؤلف فرنسى هو الكسندر دوماس، وترجمة رشا سعد، على الرغم من أن الكتاب يعود تأليفه لمؤلف مصرى هو على زكي. وأوضح  أن الدار لم تتأكد من كون الكتاب مكتوبا بالفرنسية أم لا، لافتا إلى أن المترجمة وجدت الكتاب على الإنترنت ولم تقدم نسخة أجنبية منه. وعزا موقف الدار إلى  نقص الخبرة حيث أن الدار حديثة العهد ولم تكمل فى سوق النشر أكثر من عامين فقط، والاستعجال لنشر كتب هو السبب فى أن ترتكب الدار هذا الخطأ كما أن الدار لم تعتمد على لجنة قراءة خاصة بها.

تكريم على حجم الإنتاج المسروق

ومن المفارقات الطريفة أن دار النشر المذكورة حصلت على جائزة تشجيعية منحها اتحاد الناشرين لدار «نبتة» عام 2017، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، وعليه قرر اتحاد الناشرين بعد تحقيق لجنة الحقوق الملكية الفكرية فى الواقعة وإثبات سرقة كتاب «كليوباترا.. سيرتها وحكم التاريخ عليها»، من تأليف الباحث زكى علي، ونسبته إلى مؤلف فرنسي.. سحب الجائزة التشجيعية وأصدر بيانا بهذا الشأن أكد فيه أن سحب الجائزة جاء بعد طلب نسخة من قائمة الكتب التى تقدمت بها الدار لنيل الجائزة وهو ما لم يستجب لها مدير الدار، خاصة أن هذه القائمة تحتوى على بعض الكتب محل الشكوى المقدمة ضدها.
وأشار البيان إلى تشكيل لجنة مشتركة من هيئة الكتاب والاتحاد لإعادة وضع ضوابط وشروط الحصول على جائزة النشر التشجيعية بما يحفظ حقوق الملكية الفكرية.
كما قرر الاتحاد عرض موقف الدار على لجنة القيد والتأديب للنظر فى تجميد العضوية بالاتحاد وحرمانها من مزاولة النشر لحين الفصل القضائى بشأنها، ووضع كافة إصداراتها على القائمة السوداء وحظر تداولها بالسوق أو المعارض الخارجية للكتاب.

ما هى الملكية الفكرية؟

وعن معايير نشر النصوص المترجمة يشير د.أنور مغيث مدير المركز القومى للترجمة إلى أن المترجم يتقدم إلى المركز بالعمل الأصلى المراد ترجمته «الكتاب الأجنبي» ثم نقوم بالتواصل مع دار النشر الصادر عنها فى دولتها للسماح بالترجمة وإعادة نشر العمل بالعربية قبل أن نتعاقد مع المترجم ليبدأ فى ترجمة الكتاب وإعداده للنشر، حتى لو سقطت عن الكتاب الحقوق لابد من تسليم النسخة حتى لو كانت من القرن الـ19 أو متهالكة ولا يخرج محتوى الكتاب الأصلى عن الأخلاقيات العامة فى الدين والسياسة والجنس، وألا يقوم على التشهير بشخصية ما، أما ما حدث فى واقعة السرقة تلك فلابد من التحقيق فى الواقعة من قبل اتحاد الناشرين وتوقيع عقوبة والتشهير بمن يصنع مثل هذه الأعمال.
يحدثنا سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين عن تطبيق قانون حماية الملكية الفكرية فى مصر وأهميتها فيقول «هو يحمى حق المؤلف وحق الناشر وحق القارئ أن يصله منتج ليس منسوباً لشخص آخر كما فى حالة كتاب كليوباترا وهو للمؤلف مصرى زكى على ونسبته دار نبتة للنشر  إلى كاتب أجنبى ألكسندر دوماس، الناشر هنا لم يكلف نفسه مشقة قراءة الكتاب قبل طبعه لوجد أن المؤلف زكى على كاتب إلى قراء العربية ألكسندر دوماس لن يكتب عبارة كهذه فقراء العربية لا يعنونه بشيء فى مؤلف بلغة أجنبية النص المنسوخ الذى يبدأ بـ«من» وينتهى بـ«على» استخفاف لعقل القارئ أو استسهال للربح.
ويضيف «عبده» أنه للأسف قد تغيرت قوانين الملكية أكثر من مرة ولكنها ليست رادعة قادرة على منع الجريمة أو الحد منها خشية العقاب، فى حالة الناشر مدير دار نبتة تم تغريمه 5 آلاف جنيه هذا القانون يجعل المزور يخرج لسانه للقانون، كان فى السابق عندما يتم ضبط كتاب مزور عند الناشر كانوا يضبطون عينة من الكتاب ويتركون باقى النسخ فى حوزته وهو ما يعنى دورة حياة جديدة للنسخ المزورة فى السوق وكأن شيئاً لم يكن، بعد شهرين يكون المزور ثروة ويدفع الغرامة ويستمر فى غيه، فى حين أن القانون أباح مصادرة الكتب الموجودة بالكامل نحن نطالب بمصادرة ماكينات الطباعة وغلق المنشاة ورفع  مبلغ الغرامة من 5 آلاف إلى 50 ألف أو 500 ألف حسب حجم المضبوطات.
يروى  سعيد عبده أنه فى إحدى الحملات المفاجئة بالتعاون مع إدارة المصنفات فى وزارة الداخلية تم ضبط أكتر من125 ألف كتاب لدى مزور فى شبرا بالإضافة إلى ماكينات الطباعة تم شحنهم فى أكثر من سيارة إلى أحد المخازن، وتعرضت بسبب ذلك لتهديد بالقتل لمصادرة الكتب المزورة.فى رأيى لابد من وجود حسم فى تطبيق القانون..دار نبتة هى أحدث القضايا المعلنة، لدى ملف  يحوى أكثر من 1200 قضية منذ تولى منصب رئيس إتحاد الناشرين، وهى القضايا التى تم تحويلها إلى النيابة وعلى قائمة الانتظار فى الحكم القضائي، أنا واتحاد الناشرين العرب تواصلنا مع النائب العام خلال العام الماضى بدل من فحص مجموعة من الوزارات الغير مهنيين للكتب والبت فى مزورة أم سليمة اعتمد اتحاد الناشرين كبيت خبرة للبت فى مثل هذه المسائل ولدينا لجنة لملكية الفكرية لفحص الكتب.
ويضيف «عبده»: «هناك مفاهيم كثيرة خاطئة حول رقم الإيداع لدى الناشر والقارئ والجمهور بصفة عامة، رقم الإيداع يخرج عن دار الكتب الوطنية وهى ذاكرة الأمة أى كل ما يصدر فى مصر سواء عن مؤسسات هيئات أفراد لابد من تسجيله فى دار الكتب برقم وإيداع نسخ ورقية لأول صدوره، أصدرت 20 ألف رقم فى 2018 لابد أن يكون دخل إلى مكتبتها 20 ألف كتاب.. لكنها ليست جهة رقابية على هذه الكتب مختصة بالفحص حتى وإن شمل الكتاب بنبذة مختصرة لا تنم عن حقيقة الكتاب لا يمكنها فحص كل ما يتم إيداعه وإلا سيكونون بحاجة إلى جيش جرار يبت فى أمرها وفى هذه الحالة تكون عينت رقابة على الكتاب وفى مصر لا توجد رقابة على الكتب، الرقابة الأساسية هى ضمير الناشر والقواعد العامة التى تقضى بعدم الخروج عن الآداب العامة فى الدين والسياسة والجنس أما المحتوى فهو مسئولية المؤلف وفى حال موافقة الناشر عليه يتحمل معه المسئولية وهو ما تحدده طبيعة العقد بينهما».
يكمل: «فيما يخص المترجمة فى واقعة كتاب كليوباترا «رشا سعد «أنا حتى الآن لم أرها، وفى رأى أن مهنة النشر كأى مهنة فى مصر دخل عليها دخلاء كثر يسعون للكسب السريع دون الالتفات لطبيعة المحتوى المقدم  فتقوم تجارتهم على الغش وغش الكتب لا يقل عن غش الأدوية غش الأغذية فى النهاية هى غش وهو ما يخضعهم للمساءلة وفقاً  لقانون حماية الملكية الفكرية للمبدعين، أن يجتهد شخص فى إيصال إبداعه الفكرى للناس وهو مصدر رزقه الوحيد ويأتى آخر ينسب مجهود هذا المبدع له فينشره تحت اسمه أو اسم شخص مجهول ليتربح منه.الملكية الفكرية حماية لصناعات متعددة سواء صناعة فكرية خدمات منتجات».

اللص الذكى

«قصواء» لم تكن الأولى التى أشارت بإصبعها للص الإبداع وإنما هناك من سبقها بالإشارة إلى أقرانه، لكن الأمر كان بحاجة إلى مزيد من المجهود والتدقيق للوصول إلى نوع آخر من اللصوص، «اللص الذكي» الذى يتلاعب باللفظ والكلمة والحبكة ليضلل القارئ عن العمل الأصلى بحيث يصبح كل من يشير إليه بالسرقة هو من قبل التشهير بالمبدعين وقتل الإبداع، لذا نجد أن كمال العياد الكاتب التونسى  شن هجوماً على كل من علاء الأسوانى ويوسف زيدان واتهمهما بالسرقة.
اتهم «العيادي» علاء الأسوانى بسرقة مخطوط والدهِ عباس الأسوانى فقال «بدأ نجم علاء الأسوانى بالانحدار بشكل مرعب ومؤسف خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب قيامه بخطأ قاتل، وهو أنه استمر فى الكتابة والنشر رغم انه يعرف أن الغرب تبنى مخطوط عباس الأسوانى والده الساخر الجميل ولم يتعدَ دوره أنه يجمل بعض الأسطر للتضليل، فتحول المخطوط بقدرة قادر من عمل إبداعى لوالده يتناول فيه عمق المجتمع المصرى من خلال زاوية مسكوت عنها، موضحاً أن الاهتمام العالمى برواية «يعقوبيان» جاء على خلفية اهتمام الرواية بأملاك اليهود فى مصر. وقد أشار العيادى إلى أن الأسوانى وبعد الشهرة التى نالتها رواية «عمارة يعقوبيان» كتب روايتين، الأولى كانت «شيكاغو»، والثانية كانت رواية «نادى السيارات»، وفى هذين العملين تكشفت ركاكة المستوى الإبداعى عند الأسواني. واتهم العيادى علاء الأسوانى بسرقة مخطوط والدهِ عباس الأسوانى «الكاتب الساخر والجميل»، وما أضافه الأسوانى لروايته «عمارة يعقوبيان» كان مجرد «بعض الملامح والشخوص للتضليل».
من المواقف اللافتة تلك الاتهامات التى طالت أيضا رواية «عزازيل» ليوسف زيدان وأنها هى نفسها رواية إنجليزية قديمة ومهملة لروائى إنجليزى كتبها عام 1853، وترجمها إلى العربية عزت زكى باسم «هابيشيا» وهو مارد عليه زيدان فى حينها نافيا لتلك الاتهامات قائلا «لو كانت روايتى مسروقة من كاتب إنجليزي؛ لما كانت قد تُرجمت إلى قرابة ثلاثين لغة، وكتبت عنها كبريات الصحف الإنجليزية، مادحةً إبداعها الأدبي، ولما كانت ترجمتها الإنجليزية قد حصلت على جائزتين أدبيتين فى إنجلترا».

حتى أنت يامازني

لم يسلم إبراهيم عبد القادر المازنى (1889 – 1949) من السرقة الأدبية، ومع أنه حاول التملص والتخلص بشكل ساخر من الموقف، لكن السرقة تبقى سرقة تحت أى ظرف. يرى بعض أهل الأدب أن المازنى أديب ألمعي، وأن شهرته فى عالم الأدب لم تتناسب مع حجم موهبته الكبيرة، ولو أنه أخذ الأمر بجدية أكثر مما كان عليه؛ لأصبح من رواد الأدب العربي. وكان يغلب عليه طابع الاستهتار، وفرضت عليه متطلبات الحياة المادية تقديم الصحافة، مصدر رزقه، على الأدب الذى برع فيه. بلغ من استخفاف المازنى أنه نقل فصلًا كاملا مترجمًا من عمل أدبى عالمي، وأضافه إلى روايته (إبراهيم الكاتب)، وقد أقر المازنى بذلك فى مقال بعنوان (السرقات الأدبية) بمجلة الرسالة، فى العدد 213 بتاريخ 2 أغسطس 1937.

السرقة بكل لغات العالم

لسرقة الإبداع الأدبى تاريخ يعرفه الكبار جيداً.. نعم  كبار اللصوص بدأ من الساحر شكسبير فقد رصدت صحيفة الأوبزرفر النصوص المسروقة لشكسبير ووصفته باللص المحترف فقد سرق أفضل المقاطع فى مسرحيته «أنطونيو وكليوباترا»، من الكاتب اليونانى الذى أصبح رومانيا لاحقا بلوتارك (46 - 120) بعد الميلاد. كما أخذ الكثير من المقاطع من الجزء الأول والثانى والثالث من عمل هنرى الخامس، سواء حرفيا أو بإعادة الصياغة.
لم يسعَ شكسبير إلى جمل متفردة أو خاصة به، وجميع حبكات أعماله، باستثناء «حلم ليلة صيف» و»الليلة الثانية عشر»، مأخوذة كما هى من أعمال كلاسيكية أخرى. وهناك الكثير من الأدلة التى تشير إلى تأثير شكسبير بهجوم غرين.
ومن خلفوه ساروا على نهجه بلا تحسب. فالشاعر البريطانى جون مليتون (1608-1674) سرق من الشاعر جاكوبوس ماسينوس الذى كتب الفردوس المسروق باللاتينية، كما سرق تى إس إليوت من الجميع فى قصيدته «الأرض اليباب»، والخلاف بين داريوسيك ولورينس يعيد إلى الذهن أكبر الخطايا السبع فى الأدب وهى السرقة الأدبية. كما سرق الشاعر فيرجيل من كوينتوس إينوس، وحينما تمت مواجهته بذلك قال «أنا أقوم بنزع اللؤلؤ من قاع إينوس، كما قال إليوت «الشعراء الصغار يقلدون، والكبار يسرقون».
ويتربع على قائمة السرقات الأدبية فى الزمن المعاصر كل من البريطانيين، جيه كيه رولينغ مؤلفة «هارى بوتر»، والشاعر والروائى أندرو موشن والروائى إيان ماك إيوان وغراهام سويفت، وكاتب السيناريو بى دى جيمس الذى استعار حبكة رواية «الطبل الصفيح» للروائى الألمانى غونتر غراس، والذى برر ذلك بقوله أنه استلهم من رواية ذاك الكاتب ما يتعلق بوصف الشخصية التى هربت من المطاردة النازية فى الحرب العالمية الثانية.
وإذا وصلنا إلى كتاب «الكوميديا الإلهية»لدانتى (1256-1321م) يمكننا أن نعرف حجم السرقة الموصوفة للأديب الإيطالى من «رسالة الغفران»لأبى العلاء المعري، و»الفتوحات المكيّة»لمحيى الدين بن عربي؛ الكتابان اللذان تُرجِما من العربية إلى «القشتالية»عام 1264م على يد الطبيب اليهودى إبراهيم الحكيم، بأمر من ملك قشتالة ألفونسو العاشر.