هل فرَّعز؟
عبد الله كمال
كتبت بالأمس عن (انفعال مصطفي بكري).. وأشرت إلي أنه لم يستند إلي وقائع صحيحة حين قال إن الدولة تركت تأمين المصريين في السودان حين عاد علاء وجمال مبارك.. وقلت إنه حين صوب موقفه وذكر الوقائع الصحيحة في عدد السبت من جريدة الأسبوع لم يدن تصرف الجزائر.. ولا مشجعيها. وتلك كانت (تكأة) من جانبي لكي أعود للأمر مجدداً اليوم.
ذلك أن بكري قد كتب بالفعل هجوماً مروعاً علي المشجعين الجزائريين وانتقد في نفس العدد تصرفات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.. وقيام الدولة الجزائرية بشحن المشجعين الموتورين.. لكنني حجبت في مقالي هذا المعني.. رغم أنني قرأته في العدد الذي تضمن التصويب. والهدف ببساطة هو أن يعرف هو وأي زميل كيف يمكن أن يعاني شخص ما حين لا تذكر معلومات صحيحة عنه.. وأن إخفاء جانب من الصورة بمثابة ظلم بين لمن تتطرق له المعلومات.. وتؤدي إلي تشويه.. وهي ظاهرة تتكرر يومياً.
ما بالك إذن بمن لم يتحقق من المعلومة أصلاً.. ومثال ذلك ما يتردد عن أن أمين التنظيم في الحزب الوطني أحمد عز غادر السودان علي طائرته الخاصة بمجرد أن انتهت المباراة.. وهي أكذوبة كبيرة جداً.. أشرت إلي ما يناقضها في مقال يوم الجمعة.. وقلت إنه كان في السودان حتي وقت متأخر من مساء يوم الخميس.. آخر مرة كلمته فيها وهو في الخرطوم.. وفيما بعد علمت أنه عاد في الثالثة من صباح الجمعة.
لكن جريدتين علي الأقل كتبتا أنه غادر الخرطوم فوراً.. بعد المباراة.. وهما الدستور.. والعربي.. وبعد أن قال الأستاذ علاء مبارك ما قال في البيت بيتك بخصوص ادعاء إبراهيم عيسي حول أن ابني الرئيس وأحمد عز قد غادروا الخرطوم فوراً.. عاد عيسي وقال ان قيادات الحزب فرت من السودان فوراً. إليكم الحقائق المروعة التي لم ينتبه إليها الزملاء.. ولم يسألوا لكي يتبين للقارئ أنهم لا يبنون مواقفهم علي شائعات.. وعلي مواقف مسبقة غير مهنية.. تفقدهم المصداقية:
< التصريحان اللذان أدلي بهما علاء مبارك.. لكل من برنامج خالد الغندور في قناة دريم وبرنامج البيت بيتك في القناة الثانية تضمنا حقائق مذهلة بخصوص الذي جري بعد المباراة.. وفيه أن علاء وجمال مبارك بقيا في الخرطوم ولم يعودا إلا في صباح اليوم التالي.
عشرات إن لم يكن مئات الشهود في الخرطوم وفنادقها ومطارها وطائرات مصر التي حملت جماهيرها العائدة كانت تعرف نوعية الطائرات التي تمت العودة عليها.. طائرات الجماهير العادية.. بخلاف اللاعبين وإدارة الفريق والاتحاد.
- أذاع برنامج الحياة اليوم فيلماً مسجلاً لمشاهد ضمت الفريق وهو يعود مع بعض الجمهور.. وكان علي نفس الطائرة كل من علاء وجمال مبارك.. وهي صور ذات قيمة خبرية كبيرة.
كُنت أتابع في اتصالات تليفونية مع زملائي الصحفيين 12صحفياً مجريات الأمور.. حيث هم في السودان.. للاطمئنان عليهم أولاً ولمتابعة المجريات ثانياً.. فلما علمت أن أحدهم كان إلي جواره الدكتور أحمد زكي بدر رئيس جامعة عين شمس كان أن هاتفته أكثر من مرة.. وعاود هو الاتصال بي لأن زميلي نفدت بطارية محموله.. وكان إلي جوار بدر أمين الشباب في الحزب الوطني محمد هيبة.. وهذه الطائرة عادت في السابعة صباح الخميس.
- قابلت الدكتور بدر في مجلس الشعب يوم السبت.. ومن ثم التقيت مخرجاً مسرحياً أحمد عواض.. كان قد سافر إلي المباراة.. وسمعت من الاثنين مجموعة من الحكايات المختلفة.. والاستخلاص المهم هنا.. والذي ورد علي لسان كل منهما.. أن تنظيم رحلة شباب الحزب الوطني كان دقيقاً جداً ومرتباً للغاية.
- أنا شخصياً هاتفت السفير في الخرطوم ظهيرة الخميس.. وكان في مكتبه بالصدفة أحمد عز.. ومن ثم علمت أنه بقي لمتابعة عدد من الركاب الذين لم يعثر عليهم أهلهم.. وكان عددهم سبعة.. وفيما يبدو فإن أغلبهم كان قد عاد إلي القاهرة بالفعل.. ولكنه لم يتصل بأهله.. فقلقت العائلات وأبلغت الحزب.. وهذا طبيعي. آخر السبعة من قرية أبوشبانة في المنوفية.. وكان في القاهرة وليس في الخرطوم.. ولما جري التأكد من مكان وجوده.. عاد أمين التنظيم فجر الجمعة.
مجرد كلمة حق.
الموقع الإليكتروني: www.abkamal.netالبريد الإليكتروني: [email protected]