الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكاتبة والروائية المصرية سالى عادل: الكتابة للطفل مباراة «بينى وبينه» فى سعة الخيال

الكاتبة والروائية المصرية سالى عادل: الكتابة للطفل مباراة «بينى وبينه» فى سعة الخيال
الكاتبة والروائية المصرية سالى عادل: الكتابة للطفل مباراة «بينى وبينه» فى سعة الخيال




يطوف الكتاب بين شطآن الأنواع الأدبية والسردية ينهلون منها حتى يقطر قلمهم قصصًا ومسرحيات وروايات مختلفة الألوان، سالى عادل من هؤلاء المبدعين وهى خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة، وتعمل ‏محررة ‏حرّة، كما تمارس الكتابة الأدبية، تكتب القصة القصيرة والرواية والسيناريو ‏والمسرحية. ‏أصدرت سلسلة روايات من أدب الرعب بعنوان «الحب والرعب» عن ‏المؤسسة العربية ‏الحديثة للطبع والنشر، وبالرغم من مناقشة السلسلة لثيمات الرعب ‏والخطر غير أنها ‏تمسكت فيها بقيم مواجهة الأخطار وكسر المخاوف والتغلب على ‏العقبات، كقيمة دائمة ‏لأبطال الروايات تدفعهم إلى النجاة والنجاح فى الحفاظ على ‏الحياة وتقدير قيمة الحياة ‏ذاتها، وقد صدر من هذه السلسلة تسعة أعداد. ولحاجتها ‏لمناقشة مواضيع أخرى، ‏أصدرت رواية اجتماعية نفسية بعنوان «شخص مثالى للموت» ‏عن دار نون للنشر، وقد ‏حصلت على أول ‏جائزة بمسابقة وزارة الثقافة للعام 2012، ‏وحصّلتُ على ‏مجموعة أخرى ‏من الجوائز منها جائزة ساقية الصاوى ومؤسسة نجلاء ‏محرم ‏ودار ‏الروضة ومجلة علاء الدين وكلية الإعلام، وأخيرًا جائزة الشارقة ‏للإبداع العربى لعام 2019.‏

■ كيف جاءتك فكرة المسرحية خاصة أنها موجهة للأطفال؟
ـــ أحب الكتابة للطفل لأنها تصبح مباراة بينى وبينه فى سعة الخيال، وهذه المسرحية قد تكون أول فكرة خيالية فكرت بها على الإطلاق وكانت تشاركنى تطوير الفكرة رفيقة طفولتى وابنة خالتى سحر، وظلت الفكرة فى ذاكرتى كل هذه السنوات حتى قمت بكتابتها وكتبت الإهداء لابنة خالتي، وأعتقد أن ذلك يوافق تعريف الفكرة الجيدة عند ستيفن كينج، حيث لا يستخدم مفكرات للاحتفاظ بالأفكار، ويقول إن الفكرة الجيدة ستظل تزورك حتى تكتبها.
■  كيف استقبلت نبأ فوزك فى مسابقة الشارقة للأدب؟
ـــ كانت لحظة سعيدة وغير متوقعة، وقد سجلت هذا فى فيديو على قناتى الجديدة على يوتيوب «سالى عادل» بعنوان أسهل طريقة لحصد الجوائز، ومن دون حاجة لأن أقول، فإن العنوان ساخر تمامًا، لأن الطريق لم يكن سهلًا على الإطلاق، فقد قدمت على هذه المسابقة لستة أعوام متتالية، حتى ظننت أنهم قد ملّوا أخيرًا فمنحنونى الجائزة.
■  كيف ساهمت نشأتك فى تبلور أفكار واتجاهاتك فى عالم الأدب؟
ـــ أسرتى مثقفة وتهتم بالعلم والقراءة.. لكن ليس فى مجالات الأدب، لذلك قرأت فى مجالات عدة فى مكتبات والدى وجدتي، واهتم أبى بشراء أول مجلة أطفال لي، واهتمت أمى بشراء أول رواية، لذلك أدين لهم بالتأكيد بدخولى فى هذا المجال، ولكن إضافة للقراءة فهناك ملكة الحكي، وهى ملكة يمتلكها أفراد أسرتى كذلك، أذكر أبى يجمعنا ويحكى لنا قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح «الخضر» بطريقة مبهرة، أذكر خفة ظله وإخوتى حين يحكون النكات وكيف يتقمصونها، أذكر براعة جدتى فى سرد حلقات المسلسل الفائتة، لا شك أن هذا ساهم لأن الكتابة بالأساس حكي.
■  كيف ترين واقع أدب مسرح الطفل فى مصر والدول العربية؟
 ليس كما نتمنى بالتأكيد، لكن ربما عمل واحد جيد يترك أثرًا خيرًا من كثير، نحن نذكر مدرسى الطفولة، وأصدقاء الطفولة، وأيضًا كتّاب الطفولة، ونذكر ما قرأنا وشاهدنا، ولذلك على الجميع أن يهتم بكتابات الطفل، سواء من يكتبه أو يقرأه أو يدعم من يكتبه، ويوجّه من يقرأه.
■  لماذا قمت بدمج الشعر البسيط  بفصول المسرحية؟
ـــ أردت إضفاء بعض الغموض من خلال أبيات شعرية مثل التعاويذ الغامضة، التى يكتشف الطفل مع كل صفحة ما كان يعنيه أحد أبياتها، هكذا أحتفظ باهتمامه لنهاية المسرحية، كما تصبح مثل لغز عليه حلّه قبل أن أكشف له أنا الحل، هكذا يمكنه أن يعتمد على ذكائه.
■  هل واجهتك أية مصاعب أثناء كتابة الأدب الموجه للطفل؟
ــ هى تحديات بأكثر منها صعوبات، أن أدمج التراث العربى والإسلامى من دون مباشرة، أن أصنع لغزًا فى كل صفحة بحيث يدعم حل اللغز إحدى القيم الأخلاقية الأصيلة، أن أحترم ذكاء الطفل خاصة الآن، لأن أطفال اليوم أكثر براعة منا وانفتاحًا وسعة أفق.. أنا اعتبرتها فرصة، هى فرصتى أن أغرس شيئًا فى هذا الطفل لمرة واحدة، تبقى معه مدى الحياة.
■  ماذا عن تجاربك السردية بعيدًا عن أدب الطفل؟
ــ عندى ‏شغف بالكتابة بكل مجالاتها، بداية من كتابة المذكرات منذ كنت ‏صغيرة، كانت ‏تثير الضحك والسخرية ولكننى كنت سعيدة؛ كل هؤلاء ‏الذين أغضبونى قد صاروا الآن ‏ممددين فوق أوراقي، ثم سأغلق ‏عليهم الدفتر وأنام. ومرورًا بكتابة الخاطرة والقصيدة ‏والقصة والرواية ‏والسيناريو والمسرحية وحتى تخصصت بأدب الرعب.‏
‏ بدأت الكتابة بالقصة الرومانسية، وبدأت النشر بقصة الأطفال، ‏وصدرت لى قصة «الصياد ‏والسمكة» عن دار الأمين، وأكتب الآن ‏سلسلة روايات من أدب الرعب بعنوان «الحب ‏والرعب» تصدر عن ‏المؤسسة العربية للطبع والنشر منذ العام 2013، كما أصدرت رواية اجتماعية مستقلة بعنوان «شخص ‏مثالى للموت» ‏عن دار نون.
■  شاركينا خبراتك عن الحصول على المنح والسفريات الأدبية؟
ــ أهتم بشكل خاص ببرامج الإقامة الفنية المخصصة للأدباء، وهى برامج غير معروفة بالعالم العربي، لكن بالبحث فى المواقع الأجنبية وجدت فرصًا كثيرة يمكن التقديم بها بصرف النظر عن الجنسية، هذه البرامج تسمح للفنانين والأدباء والقيّمين على الفنون بالسفر إلى الدول المستضيفة، والإقامة لمدة محددة قد تمتد إلى شهور أو فصول، للتفرغ لإنجاز عمل فني، بعض البرامج مدعوم بالكامل، بعضها مدعوم بشكل جزئي، وقد حصلت على منحة لمدة شهر فى النهر، أنجزت فيها مشروعًا بحثيًا عن تبادل الثقافات بين مصر والهند، ومن أجل مشاركة الفائدة شاركت كل تفاصيل المنحة، والمنح المشابهة، وبرامج الإقامة على قناتى على يوتيوب، «قناة سالى عادل»
■  حدثينا عن مشاريعك المستقبيلة فى عالم الكتابة والأدب؟
ـــ مشروعى الحالى هو رواية، طرحت اقتراعًا على اسمها على صفحتى على فيس بوك، ما بين «عزيزى لا أحد»، و»الخطيئة الثامنة»، علّ الأصدقاء يسعفونى فى الفصل بين الخيارين، لكن النتيجة جاءت مناصفة، لذلك لا زلت لم أستقر على الاسم بعد، لكن الرواية تستلهم أسطورة إيزيس بشكل معكوس، فبدلًا من أن ‏تجمع إيزيس أجزاء زوجها من السواحل المصرية، فإن إيزيس الرواية ‏تفرّق أشلاء زوجها على السواحل بهدف القصاص، فالجرّاحة التى ‏توفى ابنها عقب عملية جراحية، اكتشفت بالمشرحة أن عينيّ ‏الجثة تفتقران للقرنية، وتوصلت بتحرياتها لتورط زوجها بجراحات ‏لسرقة أعضاء المرضى والمتوفين حديثًا، بمساعدة مافيا من الأطباء ‏والوسطاء والتجّار، ولكى يكون الجزاء من جنس العمل، قررت أن ‏تجوب سبعة محافظات مصرية، ذات سواحل على بحار أو أنهار أو ‏بحيرات، لتوزّع أعضائه وتفرّق دمه بين البحار، على أن تستخدم ‏خبراتها الجراحية لتبقيه على قيد الحياة حتى العضو الأخير، وما دون ‏ذلك ستعتبره فشلًا.‏