الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محجر الطور التاريخى حمى الحجاج من الأمراض والأوبئة قبل 160عاما

محجر الطور التاريخى حمى الحجاج من الأمراض والأوبئة قبل 160عاما
محجر الطور التاريخى حمى الحجاج من الأمراض والأوبئة قبل 160عاما




أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن محجر طور سيناء كان محطة حضارية مهمة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وقد شاهد ريحان هذا المحجر بنفسه والتقط له صورة قبل اندثاره، وكان يقع على شاطئ خليج السويس 640م جنوب مدينة الطور ومساحته 4كم2، ويحده من الغرب خليج السويس.. وقد تم تأسيسه عام (1275هـ/1858م) فى عهد سعيد باشا، وبدأ تجهيزه على الطراز الجديد بأحدث المعدات واللوازم الطبية عام (1311هـ/1893م)، ومن ذلك الحين أخذ ينمو ويتحسن بمجهودات الدكتور روفر رئيس مجلس الصحة البحرية والكورنتينات بمصر، والدكتور زكاريادس بك ناظر المحجر، وقد كان فى عهد سعيد باشا عبارة عن مساحة بها أكشاك بدائية محاطة بسور من الأسلاك مرفوعة على أعمدة خشبية.. ووصف ريحان المحجر بأنه كان يشمل ميناء وأرصفة لنزول الحجاج، ومباخر لتطهيرهم ومستشفيات وصيدلية ومنازل للأطباء ومولدات إنارة، وتخترقه سكة حديد ضيقة تمر بالمنشآت فى أنحاء المحجر، وتخطيطه على شكل طائر له ثلاثة أرجل تمتد للخليج، حتى يتسنى للسفن الصغيرة الاقتراب من البر، وفى رأسه يقع معزل الموبوئين وفى عنقه أربعة مستشفيات للجراحة والأمراض العادية، وصيدلية كبيرة ومنازل للأطباء والممرضات والعساكر وبيت المال، ومخزن للكهرباء ينير المحجر كله وجهاز للتليفون يربط مراكز المحجر الرئيسية بعضها ببعض.
وفى جناحيه صفان من الحزاءات وهى أماكن إقامة الحجاج فى صفوف، وكل صف يتسع لعشرة حجاج وهما مجموعتين، مجموعة مبنية بالحجر، وقد خصصت للحجاج القادمين من جدة وأخرى مجهزة بالخيام للحجاج القادمين من ينبع، وتأوى هذه الحزاءات آلافًا من الحجاج فى وقت واحد، وكانت وزارة الحربية المصرية قد مدت إلى مدينة الطور خط تلغراف من السويس عام (1315هـ/1897م).
ولما انتظم المحجر وأسست مصلحة البريد فرعًا لها بالطور صارت تمر بها باخرة كل أسبوع من بواخر الشركة الخديوية فى السويس أثناء إبحارها إلى سواكن وجدة وعند رجوعها وفى موسم الحج تنقل البريد سفينة بخارية بين الطور والسويس تبحر مرتين فى الأسبوع.
وأوضح ريحان أن محجر الطور كان أكبر محجر صحى فى العالم فى ذلك الوقت، وكان يديره مجلس الصحة البحرية الذى تأسس عام (1275هـ/1858م)، وكانت من أهم أغراضه وقاية البلاد من انتشار الكوليرا التى تنشأ من اجتماع الناس فى الحج، وكانت إدارة المحجر عن طريق مأمور معين من نظارة الداخلية، لأنها المسئولة عن سلامة الحجاج ومراقبة الموظفين داخل المحجر وملاحظة أسعار السلع الغذائية والمياه، أما أعمال مكتب الصحة بالكورنتينا فجميعها أعمال صحية وهى ملاحظة المرضى والاعتناء بهم والكشف عن السلع الغذائية، والقسم العسكرى مهمته الغفارة وترتيب الكوردونات حول الحزاءات وعدم تمكن أى فرد سواء من الحجاج أو عساكر الورديانات (عساكر الصحة) المعينين معهم أو البائعين من الخروج عن الكردون.