السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أول «تلغراف» لخدمة الحجاج فى عهد توفيق باشا

أول «تلغراف» لخدمة الحجاج فى عهد توفيق باشا
أول «تلغراف» لخدمة الحجاج فى عهد توفيق باشا




كتب - علاء الدين ظاهر


استكمل خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء القصة التاريخية لمحجر الطور فى حماية حجاج مصر، قائلًا إن الحجر الصحى بسيناء كان فى الطور وفى العريش، لحماية التجار والحجاج المتوجهين إلى مكة عبر بلاد الشام، وقد شملت أرض محجر الطور بلدة قديمة تدعى الكروم من بناء عساكر قلعة الطور وسميت بذلك لكثرة كروم النخيل بها، وقد اشترتها الحكومة المصرية من أهلها عام «1323هـ/1905م»، وفى تلك السنة انتدبت الحكومة المصرية السادة لينان بك  مندوبًا عن المالية والدكتور زكاريادس بك مندوبًا عن مجلس الصحة البحرية والكورنتينات ونعوم بك شقير مندوبًا عن الحربية.
وعهدت إليهم أن يقدروا أثمان الحدائق والمنازل فى بلدة الكروم، فقدروها بمبلغ 113120 قرشًا أميريًا عدا حديقة متسعة من النخيل وأشجار الفاكهة لرهبان دير سيناء قدروها بمبلغ ألف جنيه مصرى، وبمنطقة عيون موسى 35كم جنوب السويس كان هناك محجر صحى قديم بالقرب من شاطئ البحر «كارانتينا»، وبه مأمور الكارانتينا وسوق مؤقت لبيع ما يلزم الحجاج من مياه صالحة للشرب تجلب من السويس بواسطة الفناطيس والمراكب،وبعيون موسى أشجار مثمرة والأرض مزروعة بالشعير وبالمنطقة خمسة بساتين بأحدهم ثلاث حفر ماؤها صالح للشرب عمقها من سطح الأرض نحو المتر أو المترين.
وتابع الدكتور ريحان بأنه على بعد 15كم شمال أبو زنيمة يقع ميناء رأس ملعب، وقد اتخذته حكومة مصر محجرًا صحيًا  للحجاج ثم وجدته عرضة للرياح الشديدة، فنقلت المحجر منه إلى مدينة الطور وفى عام «1333هـ/ 1914م» أنشأ مجلس الصحة والكورنتينات محجرًا صحيًا  بميناء أبو زنيمة الذى يبعد 145كم جنوب السويس، وقد اتبعت مع الحجاج المسيحيين المتجهين إلى بيت المقدس نفس الإجراءات المتبعة مع الحجاج المسلمين من ضرورة التأكد من تذاكر السفر وجوازات السفر حتى يصلوا إلى العريش وهناك يتم الحجر عليهم فى كورنتينا العريش للتأكد من سلامتهم، وفى حالة وفاة أحد الأفراد يتم دفنه فى الطريق ووضع إشارة على قبره وهى العادة التى كانت متبعة فى معظم الدول العربية.
واستمرت سيناء فى خدمة طريق الحج حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادى عندما أعادت الدولة العثمانية القلاع الحجازية إلى حوزتها مثل الوجه وضبا والمويلح، والتى كانت مهمتها المحافظة على طريق الحج فكان لابد من تحول هذا الطريق إلى الطريق البحرى عام «1303هـ/1885م»، وفى عهد محمد توفيق باشا «1297- 1310هـ/1879 – 1892م» تحول طريق الحج البرى عبر سيناء إلى الطريق البحرى إلى جدة وتم توسعة محجر الطور ومد إليه خط تلغرافى من السويس عام «1318هـ/1900م»، وكان فى هذا الطريق راحة كبيرة للحجاج  وفى «21 ذى الحجة 1313هـ/ 2 يونيو 1896م» أبحر عباس حلمى باشا الثانى ابن محمد توفيق باشا إلى مدينة الطور وزار محجر الطور وجامعها وحمام موسى.