الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«جانا العيد.. سنوا السكاكين»

«جانا العيد.. سنوا السكاكين»
«جانا العيد.. سنوا السكاكين»




بحلول عيد الأضحى كل عام، تزدهر بعض الحرف ويزداد الضغط عليها، وتزداد عدد ورديات العمل بالمحلات لتغطية احتياجات الزبائن، يأتى على رأس هذه الحرف حرفة «سن السكاكين».
قبل عيد الأضحى بحوالى 30 يوما يبدأ الجزارون والراغبون فى ذبح الأضاحى أمام بيوتهم، فى تجهيز عدة «الجزارة» سواء كان يقتنيها البعض أو تلك التى يقتنيها «الجزارون»، بإرسالها لمحلات «سن السكاكين» لتصبح جاهزة لهذا العيد السنوي.
حرفة «السن» مازالت موجودة بقوة توارثها البعض من آبائهم وأجدادهم، واحترفها آخرون حبا أو رغبة فى الحصول على فرصة عمل، لتبقى المهنة عبر شيوخها وشبابها.

رضا خليفة – ستيني-  يقيم بمنطقة السيدة زينب ويمتلك أقدم ورشة لـ»سن السكاكين» بهذه المنطقة يصل عمرها لحوالى 70 عاما، ورث المهنة عن أبيه وجده، وعلمها لأبنائه.
المعلم «رضا» ورث مهنته لأبنائه لإيمانه بأهمية أن يمتلكوا حرفة بجانب شهاداتهم التعليمية المختلفة خاصة أن هذه المهنة عمل بها كثير من أبناء عائلته منذ أن كانت عملية «السن» تتم بالطريقة اليدوية عبر آلة تتكون من «طارة» يتم تشغيلها باليد.
التطور التكنولوجى طال هذه الحرفة بحسب المعلم «رضا» وتحول الأمر من السن عبر «آلة يدوية» إلى استخدام «الموتور» موضحا أن عملية «السن» تتم عبر مراحل عدة مراحل ممثلة فى عملية «الجلخ» بالحجارة ثم توضح فى مياه، وبعدها توضع بعدها القطعة على ماكينة التنعيم بالصنفرة، وأخيرًا المسن.
«محمود رضا» -  حاصل على بكالوريوس تجارة – رفض العمل بإحدى شركات القطاع الخاص، وقرر العمل بورشة والده واحتراف مهنة «السن» التى تعلمها منذ أن كان فى الخامسة من عمره وقت أن كان يذهب مع والده لورشتهم الصغيرة التى تبلغ مساحتها حوالى 3 أمتار. العمل بورشة «السن» لم يكن عائقا يوما ما أمام «محمود» فى مواصلة دراسته بل التفوق فيها أيضا.
يمثل عيد «الأضحى» موسما يزداد فيه الضغط على ورشة «محمود» حيث يزداد العمل عكس باقى أيام العام حيث يتم العمل بشكل عادى ويعتمد الأمر على على صيانة وسن السكاكين المنزلية، وأدوات الحلاقة، والجزارة، والمطاعم، موضحا أن أجر السن يتراوح ما بين 7 و10 جنيهات على حسب الحجم.
أتقن المعلم محمد إبراهيم، حرفة «السن» التى ورثها عن أجداده وعلمها لأبنائه الخمسة وهو فى الحادية عشرة من عمره، موضحا لـ»روزاليوسف» أن احتراف هذه المهنة لابد وأن يتم من الصغر لصعوبة تعلمها فى الكبر لأنها مهنة شاقة بحسب وصفه.
يصف المعلم «محمد» الإقبال على  عملية «السن» بالموسمية التى تنشط خلال أعياد «رمضان والأضحى» ويقل الإقبال عليها خلال باقى أيام العام، مشيرا إلى أن جميع أنواع «السكاكين» أو كما يسميها أبناء المهنة «الأسلحة والشفرات» المحلية والمستوردة متاحة بالمحلات والأسواق وتتراوح أسعارها مابين  15 جنيهًا و 25 جنيهًا و150 بحسب النوع.
25 حفيدا وحفيدة  يعملون بحرفة «السن» من أقارب – وائل عاشور - الأربعينى – صاحب إحدى ورش «السن» بمنطقة السيدة، ورثوها هذه المهنة عن جدهم.
«عاشور» يوضح أنه وأقاربهم احترفوا سن جميع معدات الجزارة بداية من «السكين، والساطور والبلطة، والمستحد» مضيفا أن الأسعار فى الأيام العادية بعيدا عن المواسم تبدأ من 5 جنيهات.
أخطاء الحرفة قد تدمر صاحبها بحسب – كريم السنان- صاحب إحدى الورش بالمنطقة المحيطة بمجزر السيدة زينب، حيث قد تؤدى لإصابات بالغة وربما تؤدى للوفاة لذا فهى مهنة تحتاج للحذر الشديد أثناء ممارستها، لافتا إلى أنهم يحققون مكاسب من مهنتهم تفى باحتياجاتهم المعيشية. «للسن أصول» بحسب أحمد رشدى صاحب إحدى ورش السن – بمنطقة السيدة زينب – موضحا أن جده لأبيه أنجب 18 ولدا وبنتا وأبناؤهم يمتهنون هذه الحرفة خاصة أنها يتوارثون هذه الحرفة فى عائلاتهم منذ ما يقرب من 100 سنة.
تعلم «أحمد» حرفة «السن» منذ أن كان فى السادسة من عمره فقد كان يرافق والده أثناء ذهابه لورشته ويراقبه أثناء العمل إلى أن تمكن من تعلم المهنة والوقوف أمام حجر «السن» وهو فى السادسة.