الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

شجرة العليقة واحدة فقط.. وفشلت محاولات زراعتها فى أماكن أخرى بالعالم

شجرة العليقة واحدة فقط.. وفشلت محاولات زراعتها فى أماكن أخرى بالعالم
شجرة العليقة واحدة فقط.. وفشلت محاولات زراعتها فى أماكن أخرى بالعالم




واصل خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء حديثه لكشف صور تعانق الأديان والسلام فى سيناء،موضحًا أن هذه المنطقة هى المنطقة الوحيدة فى العالم التى تجلى فيها الله سبحانه وتعالى مرتين، تجلى فأنار وتجلى فهدم، حيث تجلى فأنار عند شجرة العليقة المقدسة ذات السر الخاص, مشيرًا إلى أن الرحالة الألمانى ثيتمار الذى زار سيناء عام 1216م، وذكر أن شجرة العليقة الملتهبة أخذت بعيدًا وتم تقسيمها بين المسيحيين ليحتفظوا بها كذخائر ثمينة، وفشلت محاولات زراعتها فى أى مكان فى العالم  وتجلى الله سبحانه وتعالى فى هذه المنطقة فدك الجبل بمنطقة  الوادى المقدس طوى الحقيقية بسيناء، ويوجد بها جبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر.
وينتقل ريحان إلى صورة أخرى من تعانق الأديان، وتتمثل فى مكتبة دير سانت كاترين، التى تجسّد التسامح فى أبلغ صوره من وجود مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس)، وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية، كتبها أسبيوس عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها جستنيان إلى الدير عام 560م، ومخطوط الإنجيل السريانى المعروف باسم ( بالمبسست).
وهى نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على جلد غزال ( قيل إنها أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية) ومخطوط (العهدة النبوية) الموجود بالمكتبة، الذى يؤمن فيه الرسول عليه الصلاة والسلام المسيحيين على أنفسهم وأموالهم ومقدساتهم ويأمر المسلمين بحمايتهم وحماية مقدساتهم والمساهمة فى ترميمها، وعدم استخدام أحجارها فى بناء المساجد أو المنازل لإعادة استخدامها فى أعمال الترميم، علاوة على منشورات وعهود الأمان من الخلفاء المسلمين فى كل العصور الإسلامية.
وصورة أخرى تجسّد التسامح والتلاقى الحضارى على أرض الواقع، حيث كان هناك طريق برى للحج الإسلامى عبر وسط سيناء إلى مكة المكرمة، استمر حتى عام 1885م، وتحول بعدها إلى الطريق البحرى، وكان هناك طريق للحج المسيحى عبر سيناء منذ القرن الرابع الميلادى، وكان يأتى الحجاج من أوروبا عن طريق الإسكندرية ثم نهر النيل ومنه بريًا إلى السويس وفى السويس كان يركب الحاج المسلم مع الحاج المسيحى على نفس الباخرة منذ عام 1885م، ليتوجها سويًا إلى ميناء الطور الإسلامى ليزورا الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية, مؤكدًا أن الحجاج المسيحيين تركوا نقوشهم التذكارية على جبل الناقوس بطور سيناء وفى كنائس دير سانت كاترين. والحجاج المسلمون تركوا نقوشهم بالجامع الفاطمى داخل دير سانت كاترين.
وأردف الدكتور ريحان بأنه بعد ذلك يتوجه الحجاج المسلمون والمسيحيون سويًا  إلى منطقة الوادى المقدس طوى عبر وادى حبران، وهو الوادى الذى عبره نبى الله موسى ليتلقى ألواح الشريعة، وفى الوادى المقدس طوى يصعد الحجاج إلى قمة جبل موسى حيث الكنيسة والجامع، ويعودان إلى دير سانت كاترين ليصلى المسيحيون فى كنيسة التجلى، والمسلمون فى الجامع الفاطمى منذ عهد الآمر بأحكام الله الفاطمى 500هـ 1106م، موضحًا أن المسلمين نقشوا كذلك ذكرياتهم على محراب الجامع وبعدها يستكمل المسيحيون طريقهم للحج إلى القدس ويعود المسلمون إلى ميناء الطور لاستكمال طريقهم إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.