الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محمود الحلوانى: ديوان مسعود شومان كرنفال شعرى




استضاف «مخيم الإبداع» ندوة مناقشة ديوان العامية «بس مين يفهم» للشاعر والباحث فى التراث الشعبى مسعود شومان، شارك بها الشاعر محمود الحلوانى والناقد د. هشام عبد العزيز، وأدارها الناقد جودة رفاعى مؤكدا أن لغة الديوان جاءت سلسة وسهلة وبسيطة حيث ابتعد الشاعر عن التقعر اللغوى وجاءت مفرداته منسابة كشلال دافق من الماء.

 

أشار الشاعر محمود الحلوانى إلى أن هذا الديوان يعد مغامرة كبرى فى مجال شعر العامية المصرية، لاسيما أن الديوان يعتبر نصا طويلا يضم كل أنواع الشعر، من شعر حديث وشعر عامية بل وزجل أيضا، انطلق من خلاله الشاعر لتقديم حكم ومأثورات وأمثال، أعتقد أنها جاءت من ذاكرة حادة تعى التراث وتتفهمه، وبالتالى فهذا الديوان بمثابة كرنفال حقيقى لمختلف ألوان الشعر.

 

وأضاف: أيضا اعتمد الشاعر فى ديوانه على نسق مغاير وهو نسق البنية الحكائية الشعبية المفتوحة، فتراث الراوى الشعبى وتراث ألف ليلة وليلة موجود بقوة فى ثنايا الديوان.. وبالرغم من أن البنية المفتوحة قد تشكل عائقا أمام المتلقى، فإن الشاعر وضع من الحوافز الدرامية ما يمكن القارئ من تجاوز هذا العائق.

 

وأكمل الحلوانى: كما كانت الاستمرارية وعدم الثبات سمتين أساسيتين من سمات الديوان.. حتى جاء الديوان كدعوة للمجتمع للتحاور من خلال التجاور وعدم رفض الآخر لأن بنية هذا الديوان قد استوعبت أكثر من لون وشكل أدبى وفني.

 

وأردف: القارئ للديوان يحاول أن يبنى حكاية اعتمادا على تتبع الحدث الدرامى وهذا مراعاة للاستمرار والتواصل، هناك أيضا علاقة وثيقة بين هذا الديوان والثورة المصرية لاسيما أنه تطرق فى بعض مواضع الديوان إلى ما حدث أبان ثورة 25 يناير مقيما عملية الفرز بين الأصل والخسيس بالمفهوم الشعبى.

 

ولفت إلى أن الشاعر اعتمد على وسائل لغوية كثيرة لتحقيق هذا الفرز حتى جاء الديوان مثل حجر كبير ألقى فى مياه حياتنا الراكدة، وكأن الشاعر قد جاء مندوبا عن الحقيقة لتعرية الواقع، انطلاقا من الثنائيات  الضدية.. ولم يخل الديوان من ملمح آخر وهو شكوى الزمان ووعى الشاعر بما يكتبه.

 

أما الناقد د. هشام عبد العزيز فأكد أن هذا الديوان الذى كتب كاملا بعد ثورة يناير يحكمه هاجسان.. هاجس موضوعى وآخر شكلى أما الموضوعى فهو يتناول أزمة النخبة فى مصر والعالم العربى من حيث فساد النخبة مقارنة بالنخبة المصرية التى يمثلها الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغانى فالنخبة التى ظهرت بشكل فج بعد ثورة 25 يناير وأظهرت نفسها أنها تتحدث نيابة عن المصريين أحدثت ارتباكا كبيرا فى المشهد السياسى والاجتماعى ولقد تناولها الشاعر بمهارة وحرفية عالية.

 

وواصل: هذا الشكل هو المعادل الموضوعى لفساد النخبة التى تعاملت مع الوطن باعتباره فرصة أو مشروع، فالفن الذى يعرفه المثقفون والدليل ارتباط المصريين بالشيخ ياسين التهامى ورغبتهم العارمة فى اقتناء أعماله الغنائية.

 

وأضاف عبد العزيز: مسعود شومان اختار إطارا مرنا وبث من خلاله رؤاه وفلسفته بل ووجهة نظره تجاه الكون والمجتمع والإنسان، وهذا الديوان بهذا التركيب يفيد التعجب وتشير إلى هذا التعجب العبارات المتكررة كثيرا داخل الديوان مثل «الصدق صدق - الكدب كدب - العشق عشق» فعلى الرغم من أن الأشياء هى هى فإن البشر يتصورونها تغييرت فيتعاملون مع الكذب باعتباره شيئا آخر غير كونه كذبا... إلخ.

 

وأكد: لأن الواقع المعيش مربكا كان طبيعيا أن تكون أول جملة فى الديوان «إرمى الحجر واستنى تحت الجسر» ولذا فإن علامة الحجر فى هذا الديوان مرتبطة بالتغيير لكن على الرغم من اقتراب الصوت المهيمن هنا من الحقيقة أن الليل ليل مسن بس كده، الليل اسمه ليل والعشق عشق، وبالرغم من أنه يلقى بأحجاره فإنه فى النهاية يؤكد على قيم ومثل من خلال معادلات موضوعية ورموز غير مستعصية على الفهم.