الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وسام الاحترام د. محمود المتينى راعى أكباد المصريين

وسام الاحترام د. محمود المتينى  راعى أكباد المصريين
وسام الاحترام د. محمود المتينى راعى أكباد المصريين




مهمته زراعة الأمل فى أجساد اليائسين.. وظيفته كسر الصعاب وتحطيم اليأس ومحاربة العجز بعلم ومهارات خاصة اكتسبها بإصرار وبتاريخ ممتد من التجارب والقراءة والاطلاع والعمليات الناجحة سائرًا على درب أجداده من علماء مصر القدماء الذين برعوا فى الطب والعلوم كافة.
■ ■
هو أحد الذين سيخلد التاريخ أسماءهم بحروف من نور فى سجلات العلماء والمبدعين.. إذ يمتلك مهارة غير عادية فى زراعة الكبد على مستوى مصر والشرق الأوسط، حتى لقب بـ«رائد زراعة الكبد فى مصر».
إنه الدكتور محمود أحمد شوقى المتينى الذى تقلد مؤخرًا منصب رئيس جامعة عين شمس، أحد أبرز المساهمين فى تطوير عمليات زراعة الكبد وراسمى البسمة على وجوه مئات المرضى ممن تعلقوا بأمل الشفاء على يديه، فكان كالملائكة بأجنحته البيضاء يشفى المرضى ويضع حدًا لآلامهم مؤمنًا بأن علمه وجهده وما برع فيه ملك لأبناء وطنه.
أيقن من داخله بضرورة العمل والعطاء من أجل مكافحة أمراض الكبد فى مصر فلم يفكر فى الخروج خارج الحدود إلا من أجل التزود بالمعرفة طارقًا أبواب العلماء عائدًا بعلومهم مضيفًا إليها ما توصل إليه عقله وما برعت فيه يداه.
■ ■
هو صاحب بصمة فى قانون عمليات نقل الأعضاء وعضو مؤسس فى الجمعية العربية لنقل الكبد ومؤسس للعديد من أقسام نقل الأعضاء بمستشفيات كبرى بالدولة المصرية.
كانت حياته مليئة بالبحث عن المعرفة منذ تخرجه في كلية الطب جامعة عين شمس عام 1985، ثم تعيينه طبيبًا مقيمًا للجراحة العامة بمستشفيات جامعة عين شمس فى الفترة من 1987 إلى 1990، وحصوله على درجة الماجستير فى الجراحة العامة من كلية الطب جامعة عين شمس سنة 1989.
■ ■
لم يتوقف طموحه هنا بل قرر الاستزادة من العلم، فكان أن سافر لبعثة إلى فرنسا للتدريب الإكلينيكى والتجريبى على عمليات نقل الكبد بمستشفى كوشين، بجامعة باريس، وبعدها عمل كاستشارى للجراحة بمستشفيات جامعة سانت لويس باريس فرنسا، إذ تم اختياره لبراعته ولدقته فى متابعة آخر ما توصل إليه العلم فى مكافحة أمراض الكبد.
تابع «المتينى» جهده واضعًا العلم لا غيره هدفًا له فى كل خطواته العلمية، حتى حصل على درجة الدكتوراه فى الجراحة العامة من كلية الطب جامعة عين شمس عام 1993 ثم سافر إلى اليابان بعدها بـ 3 سنوات للحصول على تدريب متقدم على جراحات نقل الكبد بمستشفيات جامعتى طوكيو وكيوتو.
■ ■
عاد إلى مصر ليبدأ فى إنشاء أول وحدة لنقل الكبد من الأحياء للبالغين والأطفال بمستشفى وادى النيل بالقاهرة، ثم أسس وحدة نقل الأعضاء بمستشفيات جامعة عين شمس عام 2008 وكان أول من قام بعملية نقل كبد من متبرع حى وكذلك أول من قام بنقل مزدوج للكبد والكلى.
■ ■
«المتينى» يعد علامة بارزة فى تاريخ زراعة الكبد وله العديد من الأبحاث المنشورة فى الدوريات المحلية والإقليمية والدولية، بل هو أحد أبرز من تراسلوا المؤتمرات الدولية المتخصصة فى أمراض وزراعة الكبد.
عمل ضمن فريق متخصص لترسيخ القواعد والقوانين التى تنظم عمليات نقل الأعضاء بمصر، إذ إنه كان عضوًا باللجنة التى قامت بوضع القانون المنظم لنقل الأعضاء والذى تمت الموافقة عليه وإقراره من مجلس الشعب فى مارس 2010.
■ ■
الدكتور محمود المتينى تقلد مناصب إشرافية فى مراكز ومؤسسات طبية عديدة ومنها، عضو المجلس الاستشارى للرعاية الصحية بمؤسسة مصر للطيران فى الفترة من 2007 وحتى 2013، عضو المجلس الاستشارى لشركة سيديكو للأدوية فى الفترة من 2009 وحتى 2012، وعضو المجلس الاستشارى لمستشفى عين شمس التخصصى وشركة وادى النيل للأدوية، ثم عين عميدًا لكلية الطب جامعة عين شمس بدءًا من 25 أغسطس 2015.
■ ■
الرجل الذى أصبح يلقب بـ «أبو زراعة الكبد فى مصر» استطاع من خلال فريق طبى يرأسه أن يقوم بعمل ألف عملية زرع كبد فى مصر خلال الـ15 عامًا الماضية.
الدكتور المتينى دائمًا ما ينصح أبناءه الطلاب بأن يتسلحوا بالأمــل والتفــاؤل وأن ينظروا بثقــة لمستقبل باهـر ينتظرهم مليء بالنجاح والتفوق.
من أقواله المأثورة أن المعرفة والوصول إلى أعلى الدرجات العلمية يتحقق بالجهد والجدية والإصرار وأنه بالعمل والمثابرة والإرادة الصلبة يتغلب طالب العلم على أية صعاب أو عقبات تعترض طريق صناعة المستقبل الواعد.
■ ■
ونتيجة لخبراته التى وضعها تحت تصرف الوطن وعلمه الذى تفرد به دون أن يبخل به على أبناء بلده، جرى اختياره بقرار جمهورى كرئيس لجامعة عين شمس فى الأول من أغسطس الجارى فى خطوة من شأنها الاستفادة من خبراته ونجاحاته الإدارية والعملية المتنوعة.
ولأنه قامة وقيمة وعالم ترك علمًا ينتفع به إلى البشرية جمعاء مضحيًا بإغراءات الخارج من أجل خدمة أبناء الداخل فى وطنه ومحيطه العربى وجدناه يستحق عن جدارة «وسام الاحترام».