الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السيسى مع الـ«7 الكبار» فى قمة فرنسا

السيسى مع الـ«7 الكبار» فى قمة فرنسا
السيسى مع الـ«7 الكبار» فى قمة فرنسا




ملف كتبه - أحمد إمبابى


انطلقت مساء أمس فعاليات قمة مجموعة السبع الكبار «G7»، بمدينة «بياريتز» الفرنسية، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تلبية لدعوة نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، حيث تناقش القمة على مدار 3 أيام القضايا الاقتصادية والتحديات المالية ذات التأثير على الاقتصاد العالمى، وتعقد القمة هذا العام على خلفية الحرب التجارية المعلنة بين أمريكا والصين، والتوترات القائمة بشأن التعامل مع إيران، وملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى (بريكست).
ويشارك 24 وفدًا من بينهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورؤساء وزراء اليابان وكندا وبريطانيا، كما يشارك فى القمة عدد من القادة المدعوين من بينهم قادة مصر وجنوب إفريقيا والسنغال ورواندا وبوركينا فاسو وإسبانيا والهند وأستراليا وشيلي، بالإضافة لممثلى الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولى ومنظمة التجارة العالمية.
وتشهد القمة أول حضور لرئيس الوزراء البريطانى الجديد بوريس جونسون، حيث سيناقش القادة معه ملف «البريكست» الذى وعد بتنفيذه بحلول 31 أكتوبر المقبل.
وفيما يتعلق بـ»G7»، فيعد الأمن ومواجهة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية والتطرف والعنف من أهم القضايا المدرجة على قائمة أولويات قمة (بياريتز)، تليها الأزمة الداخلية لمنطقة الساحل، وضرورة مواجهة منظمات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، علاوة على ملف مكافحة عدم المساواة والحد من التهديدات وتعزيز الديمقراطية، حيث وضعت القمة أهدافًا لدعم المساواة من خلال تعزيز الدبلوماسية النسوية، ومحاربة العنف الجنسي، وضمان ودعم المرأة للوصول إلى التعليم، والعمل من أجل التحرر الاقتصادى للمرأة خاصة فى إفريقيا.
 كما تولى القمة أهمية لبناء الثقة الرقمية باعتبار التكنولوجيا الرقمية هى جزء لا يتجزأ من اقتصاديات ومجتمعات الدول الأعضاء، بالإضافة لبحث سبل الحفاظ على نظام مالى دولى قوى ومرن فى مواجهة المخاطر المتزايدة، ودعم الحوكمة المالية العالمية.


جدول أعمال القمة

يتضمن اليوم الأول للقمة استقبال رؤساء الدول المشاركة فى القمة، بالإضافة إلى عشاء عمل يتضمن بحث الشئون الأمنية لمجموعة الدول السبع.
 وفى اليوم الثانى، تُعقد جلسة عن الاقتصاد العالمي، بالإضافة لجلسة أخرى عن تعزيز المساواة بين الجنسين والانتفاع بالتعليم وبالخدمات الصحية الجيدة، كما يتضمن جلسة عن تعزيز الشراكة مع إفريقيا، علاوة على غداء عمل يتضمن بحث ملف مكافحة أوجه انعدام المساواة فى المصير.
أما اليوم الثالث والأخير للقمة فيتضمن جلسة عن تقليص أوجه انعدام المساواة البيئية من خلال حماية كوكب الأرض بفضل التمويل المخصص للأنشطة المناخية والانتقال البيئى المنصف الذى يركز على صون التنوع البيولوجى والمحيطات، بالإضافة لجلسة عن التحول الرقمي، وتختتم القمة بجلسة ختامية ومؤتمر صحفى لرئيس القمة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورؤساء الوفود المشاركة.


مكاسب المشاركة المصرية

حضور مصر لتلك القمة يعزز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا والتى تمثلت فى أكثر من 20 زيارة رسمية بين البلدين منذ تولى الرئيس السيسى رئاسة الجمهورية، كما يعكس التقارب بين البلدين فى عدد من القضايا الإقليمية أبرزها رؤية الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية .
وعلى مستوى رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، فوجود مصر شديد الأهمية فى هذا المحفل الاقتصادي، خاصة مع تركيزه هذا العام على الشراكة مع إفريقيا ومحاربة عدم المساواة فى الفرص التجارية والاقتصادية وهو ما يجب أن تُعبر عنه مصر بوصفها رئيس للاتحاد.
ومن أهم المكاسب المصرية أن القمة تُعد فرصة جيدة للترويج للوضع الاقتصادى لمصر، وإظهار ما حدث من نهضة ونجاح مصر فى تطبيق أفضل برنامج للإصلاح الاقتصادى شهد له العالم، خاصة أن حرص فرنسا على مشاركة الرئيس السيسى يؤكد أن مصر استعادت بقوة مكانتها الاقتصادية والسياسة عالميًا.
ومن المقرر أن يلتقى الرئيس، على هامش حضوره القمة، عددًا من الزعماء والمسئولين، لتعزيز التعاون الثنائي، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما يعزز الحضور المصري، تواجد «القاهرة» على المستوى العالمى وما يحمله ذلك من اعتراف بأهميتها و ريادتها، كما يمكن الدولة المصرية من عرض رؤيتها تجاه التحديات العالمية، علاوة على استعراض الدور المصرى إقليميا ودولياً على المستويات السياسية والآمنية والاقتصادية وفى مقدمتها الإرهاب وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمى وتمدد بؤر الصراعات والنزاعات الأهلية والإقليمية.


الفرص الاقتصادية لمصر

هناك كثير من الجوانب الاقتصادية التى تحققها مشاركة مصر فى قمة مجموعة السبع الكبار بفرنسا ومن أهم الفرص الاقتصادية التى تحققها مشاركة مصر ما يلى:
- حددت فرنسا عدة أهداف وأولويات لرئاسة مجموعة الدول السبع لعام 2019 وذلك بغية تقليص أوجه انعدام المساواة فى المصير وتمكين كل فرد من الحصول على فرص متكافئة فى الحياة، فضلًا عن ضمان الاستقرار العالمى والسلام.
- التعاون من خلال السياسات التجارية والضريبية وكذلك التعاون فى المجال الرقمى و الذكاء الاصطناعى، وذلك فى ضوء سعى وزارة المالية لإخضاع منصات «التواصل الاجتماعي» للضرائب، حيث يشمل التطبيق الضريبى على إعلانات مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات الرقمية.
- تولى قمه السبع الاهتمام بتقليص أوجه انعدام المساواة البيئية من خلال حماية كوكب الأرض لذلك يعتبر من الفرص الاقتصادية :
- نقل الخبرة الفرنسية فى مجال إعادة تدوير المخلفات، حيث تواجه مصر مشكلة كبيرة فى عملية الجمع والفصل والفرز حيث تتكبد مصر 15 مليار جنيه تكلفة استيراد مواد أولية لتشغيل مصانع تدوير المخلفات، بالإضافة لتكلفة التدهور البيئى.
- إبراز التجربة المصرية الرائدة فى توليد الطاقة المتجددة مع تسليط الضوء على محطة بنبان بأسوان لتوليد الطاقة الشمسية.


الشراكة مع إفريقيا

تريد الرئاسة الفرنسية لمجموعة السبع صياغة شراكة متساوية مع إفريقيا، والشركاء الأفارقة الذين سيحضرون القمة هم: مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الإفريقي- بوركينا فاسو ورئيسها روش مارك كريستيان كابورى رئيس مجموعة الخمس فى منطقة الساحل -  السنغال ورئيسها ماكى سال، رئيس لجنة منظمة الشراكة لتنمية إفريقيا )نيباد(- رواندا ورئيسها بول كاجامى، بوصفه الرئيس السابق للاتحاد الإفريقى عام -  موسى فكى بصفته رئيسًا لمفوضية الاتحاد الإفريقى -  بالإضافة إلى جنوب إفريقيا.
وسيقوم الشركاء الأفارقة خلال القمة بمناقشة الموضوعات التالية: معالجة عدم المساواة العالمية - ضمان التنمية الاقتصادية المستدامة فى أفريقيا - تعزيز خلق فرص عمل للشباب وريادة المرأة -  الاندماج الرقمى، والوصول إلى التمويل للجهات الفاعلة الاقتصادية.

 

تأتى القمة فى سياق سياسى واقتصادى عالمى مضطرب، والذى بدوره سيوجه النقاش والحوار إلى النقاط الأبرز على الساحة العالمية :
- التجارة الدولية والسياسات الدولية النقدية : حيث تناقش مستقبل العلاقات التجارية بين كل من أمريكا والصين، ومستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
- التكنولوجيا والأسواق المالية : مناقشة العملات الرقمية وإعلان فيسبوك عن طرح عملة رقمية «ليبرا»، خاصة أن فرنسا قد أعلنت من قبل عن تشكيل لجنة من دول الـ G7 لبحث العملات الرقمية وارتباطها بعمليات غسيل الأموال وكيفية حماية العملاء من سوء استخدامها.
- الضرائب الدولية على الشركات الرقمية، خاصة أن ذلك كان على أجندة اجتماع وزراء مالية الدول السبع فى يوليو الماضي.
ومن أبرز قضايا السياسة الخارجية والأمن التى من المتوقع طرحها على أجندة القمة ما يلى :
- توقع دونالد تاسك رئيس المجلس الآوروبى أن تتناول القمة على المستوى السياسى العلاقات مع كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية.
-  رحب دونالد ترامب منذ أيام برجوع روسيا إلى المجموعة التى كان قد تم تعليق عضويتها منها بعد 2011 وأزمة ضم شبه جزيرة القرم وجاءت التصريحات مفاجئة للجانب الأوروبى الذى لم يتفق على هذا، وبالتالى مستقبل رجوع روسيا من عدمه سيكون محل نقاش.
- العلاقات مع إيران ومستقبل الاتفاق النووى فى ضوء إعلان طهران استكمال التخصيب اليورانيوم ومحاولة فرنسا الاجتماع بالإيرانيين قبل القمة لإنقاذ الاتفاق النووي.
- العلاقات مع بيونج يانج والجولة الجديدة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حول نزع السلاح النووى.

أهداف قمة بياريتز


مكافحة أوجه انعدام المساواة من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين والانتفاع بالتعليم وبالخدمات الصحية الجيدة على وجه الخصوص، تقليص التفاوت البيئى من خلال حماية كوكب الأرض بفضل التمويلات المخصصة للأنشطة المناخية والانتقال البيئى العادل الذى يركّز على صون التنوّع البيولوجى والمحيطات.
وكذلك ترويج سياسات تجارية وضريبية وإنمائية أكثر عدلًا وإنصافًا، القيام بأنشطة رامية إلى إحلال السلام ومكافحة التهديدات الأمنية والإرهابية التى تزعزع أسس المجتمع، اغتنام الفرص التى يتيحها المجال الرقمى والذكاء الاصطناعى على نحو أخلاقى يراعى الاعتبارات البشرية.
كذلك يناقش القادة الحلول المشتركة التى يمكن توفيرها لتسوية الأزمات الدولية، وسبل توفير الدعم البشرى والمالى لعمليات السلام الأفريقية، ولاسيّما فى منطقة الساحل حيث لا يزال السكان معرضين للتهديد الإرهابي.
وتحل قضايا المرأة على رأس أجندة  القمة، خاصة ما يتعلق باحتياجاتها فى عمليات السلام وتسوية النزاعات، وذلك استكمالًا للأعمال التى استُهلّت إبّان الرئاسة الكندية لمجموعة الدول السبع.
ومن المقرر أن تنتهى القمة بـ «نداء باريس» الذى يُعنى بانتهاج الجهات الفاعلة الحكومية سلوكًا مسئولًا فى ما يخص الفضاء الإلكتروني، والسعى لتحويل الالتزامات التى قطعها الأعضاء معًا لأنشطة ملموسة.

مكانة الدول السبع اقتصاديًا


تمثل الدول الأعضاء فى مجموعة السبعG7 ، ثلثى الاقتصاد العالمى قياسًا بالناتج القومى أى أكثر من 65% من صافى الثروة العالمية (280 تريليون دولار)، رغم أنه لا يزيد عدد سكانها على 14% من سكان العالم، فيما تمثل القوة العسكرية (تحتل 7 من 8 مراكز الأكثر إنفاقاً على التسلح فضلًا عن الأسلحة النووية)، حيث كان مجموع الإنفاق الحربى لمجموعة الثمانية فى عام 2005، حوالى 707 مليار دولار أمريكي، بما يشكل هذا 71% من مجموع الأنفاق الحربى العالمي، وتشكل أربعة دول أعضاء المجموعة بما فيهم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة مجتمعة 98% من الأسلحة النووية عالميًا.