الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جروبــــــات الموت.. مؤشر الفتوى يحذر من التليجرام.. الغرف المغلقة للتنظيمات الإرهابية

جروبــــــات الموت.. مؤشر الفتوى يحذر من التليجرام.. الغرف المغلقة للتنظيمات الإرهابية
جروبــــــات الموت.. مؤشر الفتوى يحذر من التليجرام.. الغرف المغلقة للتنظيمات الإرهابية




كشف المؤشر العالمى للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية، أن التنظيمات والجماعات المتطرفة باتت تعتمد فى تنفيذ عملياتها الإرهابية على فتاوى وتعليمات لقادتهم تُنشر عبر أدوات و«جروبات» اتصال مشفرة تشبه الغرف المغلقة بين أعضاء تلك الجماعات، مثل برنامج «التليجرام» وأدوات اتصال مشابهة أخرى.
واتضح فى التسجيل الصوتى المُسرب للإرهابيين الذين قاموا بتنفيذ عملية معهد الأورام، أنهم استخدموا تطبيق «تليجرام» فى عملية التنفيذ وما آل إليها، فقد أفاد أحدهم بأنه لا يستطيع التواصل مع أحد منفذى العمل الإرهابى بسبب عدم حصوله على حساب شخصى فى التطبيق.
وحول المحتوى الإفتائى الذى تنشره الجماعات والتنظيمات الإرهابية عبر التليجرام، أكد مؤشر الفتوى تداول الفتاوى التى تدعم أهداف تنظيم داعش وخططه بنسبة (8%) من إجمالى المحتوى المنشور عبر التطبيق، ودارت (65%) من تلك الفتاوى حول الجهاد ومواجهة الحكام والهجرة، واستغل التنظيم شهر رمضان المبارك فى التأكيد على أن «الجهاد» من أعظم العبادات التى يتقرب بها العبد من ربه خلال الشهر الكريم.
ونشر المؤشر أبرز الفتاوى المتداولة لداعش عبر التطبيق وهي: «يجوز قتل الوالدين فى حال معصية الله»، «الجهاد ضرورة دعوية»، «الديمقراطية نظام مخالف للإسلام والشريعة»، «الهجرة من ديار الكفر إلى ديار الإسلام أمر واجب»، «مقاطعة المسلمين للحج والعمرة ضرورة شرعية».
كما أوضح المؤشر أن جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم عبر «تليجرام» تعبيراتٍ وألفاظًا من شأنها دغدغة مشاعر أتباعها وإثارتهم وشحذ هممهم لتنفيذ أجنداتها للفوز بالجهاد المزعوم والتذكير دائمًا بالجنة والنار، وما أعده الله للشهداء من النعيم والحور العين للشهداء، وأضاف أن تنظيم «القاعدة» عمل على تدشين قنوات جديدة عبر التطبيق، وإعادة بناء نفسه بهدوء، فى الوقت الذى كان يهيمن فيه تنظيم «داعش» وجماعة «الإخوان» على عناوين الأخبار.
وأشار المؤشر إلى أن شبكة القاعدة على تطبيق «تليجرام» ضمت قنوات بلغات مختلفة (منها العربية والإنجليزية والأُردية والألمانية) وكانت بمثابة أبواق إعلامية للتنظيم وأخباره، ولفت إلى أن أبرز قنوات «القاعدة» التى أعيد بثها من جديد عبر تليجرام: مؤسسة «شام الرباط» للإنتاج الإعلامي؛ قناة «مؤسسة السحاب»، «مؤسسة بيان للإعلام الإسلامى».
وبتحليل عدد من القنوات والمواقع التابعة للتنظيمات الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، أوضح مؤشر الفتوى أن «تليجرام» ما زال الوجهة التى يفضلها الإرهابيون للتواصل وتناقل الأخبار، مشيرًا إلى أن خير دليل على ذلك ظهور زعيم تنظيم داعش الإرهابى «أبو بكر البغدادى» بعد اختفائه لمدة 5 سنوات وإلقاء خطابه عبر هذا التطبيق.
وقارن المؤشر بين وجود التنظيمات الإرهابية المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعى المتنوعة، حيث استحوذ تليجرام على (45%) من قنوات وحسابات أعضاء التنظيمات الإرهابية، فيما جاءت برامج «اللايف تشات» فى المرتبة الثانية بنسبة (30%) مثل تطبيق Rocket Chat، وجاء موقع «تويتر» ثالثًا بنسبة (15%)، وأخيرًا موقع «فيسبوك» بنسبة (10%).
وتتبع المؤشر العالمى للفتوى استخدام التنظيمات الإرهابية لتطبيق «التليجرام»، موضحًا أن تنظيم داعش تصدر باقى التنظيمات الإرهابية، حيث وجد عبر التطبيق السرى بنسبة (30%) مقارنة بالتنظيمات الإرهابية الأخرى، فيما جاء استخدام جماعة الإخوان له بنسبة (25%)، وجاء تنظيم القاعدة ثالثًا بنسبة (20%)، ثم حزب التحرير بنسبة (15%) وأخيرًا هيئة تحرير الشام بنسبة (10%).
وأوضح المؤشر أن حادث معهد الأورام الأخير الذى نفذه أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية لم يكن الأول الذى يتم تنفيذه من خلال التليجرام، مشيرًا إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابى كان أول من استخدم التطبيق ذاته فى التواصل المستتر مع أفراد التنظيم، ومنه أيضًا بدأ بث الفيديوهات التسجيلية الخاصة بالعمليات التى ينفذها «داعش»، سواء كانت لإعدام الضحايا، أم لتوثيق عملياته العنيفة، وهو ما دفع القائمين على تطبيق «تليجرام» لإغلاق نحو 80 قناة تابعة لتنظيم داعش الإرهابى بعد أحداث باريس الإرهابية عام 2015.
كما أضاف مؤشر الإفتاء أن «داعش» بث عبر التطبيق الاستعداد لتنفيذ عملية إرهابية داخل باريس، وبالفعل نُفذت العملية فى منتصف نوفمبر عام 2015، وراح ضحيتها 127 شخصًا وعشرات المصابين، وأعلن التنظيم من خلال قناته الرسمية على «تليجرام» عن نجاح العملية، مهددًا بأنها مقدمة لعاصفة مقبلة على كافة الأصعدة.