الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى تقرير للهيئة العامة للاستعلامات: «تيكاد» يعزز الحوار السياسى بين القادة الأفارقة وشركائهم

فى تقرير للهيئة العامة للاستعلامات: «تيكاد» يعزز الحوار السياسى بين القادة الأفارقة وشركائهم
فى تقرير للهيئة العامة للاستعلامات: «تيكاد» يعزز الحوار السياسى بين القادة الأفارقة وشركائهم




بعد ساعات فقط من مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة الدول السبع الصناعية الكبرى التى عقدت فى مدينة بياريتز الفرنسية، حيث دافع بقوة عن حق إفريقيا فى شراكة عادلة من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب والمساواة، يواصل الرئيس مهمته كرئيس للاتحاد الإفريقى، وكزعيم يحظى باحترام وتقدير العالم لسياسته ولبلاده ودورها البناء فى منطقتها وقارتها والعالم، حيث توجه إلى اليابان للمشاركة فى «مؤتمر طوكيو الدولى السابع للتنمية فى إفريقيا» (تيكاد 7).
وتعد هذه هى الزيارة الثالثة للرئيس إلى اليابان منذ عام 2014 والثانية خلال هذا العام، حيث كانت الزيارة السابقة فى شهر يونيو الماضى لحضور قمة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية، كما تأتى الزيارة الحالية تلبية لدعوة من رئيس الوزراء اليابانى «شينزو آبى» الذى سيعقد الرئيس السيسى معه القمة الخامسة، بعد أن عقدت القمة الأولى بينهما فى نيويورك على هامش اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014، والقمة الثانية فى مصر فى عام 2015، والثالثة فى اليابان فى 2016، والرابعة يونيو الماضى فى أوساكا باليابان.
ويأتى انعقاد المؤتمر هذا العام بمدينة «يوكوهاما»، تحت رئاسة مشتركة يابانية - مصرية، فى ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقى، الأمر الذى يدعم التعاون بين مصر واليابان فى إفريقيا بما يسهم فى تحقيق التطلعات التنموية لإفريقيا، كما أن قمة «التيكاد» فرصة لتكثيف تبادل وجهات النظر بين البلدين فى هذا الإطار، فضلا عن أنها تعد إحدى أهم القمم والتجمعات من أجل التعاون فى تنمية وتطور القارة السمراء.
وترى مصر أن قمة (تيكاد 6) الأخيرة التى عقدت فى إفريقيا قد فتحت فصلًا جديدًا من التعاون المتبادل مع اليابان، وتسعى من خلال مؤتمر (تيكاد) كآلية مفتوحة وشاملة يمكنها تعبئة المزيد من الدعم العالمى لتنمية إفريقيا عبر المشاركة مع العديد من الجهات المعنية بما فى ذلك القطاع الخاص، كما تحرص مصر على تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثى فى إطار برامج التنمية الوطنية والإقليمية فى جميع القطاعات لاسيما فى مجال بناء القدرات والأمن البشري، وتؤكد مصر دوما أهمية بناء السلام وأهمية التكامل الإقليمى، وتعزيز استخدام العلم والتكنولوجيا والابتكار، وأخيرًا إعطاء الأولوية لجدول أعمال إفريقيا لعام 2063 والدعوة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع إيلاء اهتمام خاص للصحة والتعليم وتمكين المرأة والشباب.
 وتناقش القمة السابعة لـ«تيكاد»، ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بتسريع التحول الاقتصادى، وتحسين بيئة الأعمال والاستثمار من خلال إشراك القطاع الخاص، وكذلك بناء مجتمعات مستديمة، وتكريس أسس الأمن والاستقرار فى القارة الإفريقية.
ومن المنتظر أن تشارك فيها نحو (40) دولة إفريقية، على مستوى رئيس دولة أو رئيس حكومة، من بينها مصر والجزائر والسنغال والكاميرون وغانا وبوركينافاسو ومالى والجابون وجنوب إفريقيا.
العلاقات اليابانية – الإفريقية

تعود العلاقات اليابانية - الإفريقية إلى عشرينات القرن الماضى، ففى عام 1928 بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر واليابان، لكن علاقاتها بالقارة الإفريقية عمومًا لم تفعّل إلا فى نهاية السبعينات، إذ كانت مقتصرة على إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الإفريقية المستقلة حديثًا.
وتركز سياسة اليابان تجاه إفريقيا على الشق التنموى، حيث أصبحت اليابان، بوصفها دولة رئيسية مانحة، تؤدّى دورًا مهمًّا فى تقديم المساعدات الرسمية للدول الإفريقية من خلال «برنامجٍ المساعدات من أجل دعم التنمية فى القارة الإفريقية»، حيث تشير الإحصاءات إلى أن اليابان أصبحت خلال أربعة عقود فقط أحد المصادر الأساسية للمساعدات الخارجية للقارّة الإفريقية، ففى يونيو 2013، تعهدت اليابان للزعماء الأفارقة بدعم القطاعين العام والخاص بقيمة 32 مليار دولار لتعزيز النمو فى القارة وتشجيع الشركات اليابانية على الاستثمار هناك فى خمس سنوات، وتتضمن الحزمة مساعدات رسمية بقيمة 14 مليار دولار و6.5 مليار دولار دعما فى مجال البنية التحتية.
كما التزمت اليابان باستثمار نحو ثلاثين مليار دولار فى إفريقيا خلال ثلاث سنوات (2016-2019)، فى إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، للعمل على تنفيذ تدابير تركز على تطوير بنية تحتية عالية الجودة، وتعزيز النظم الصحية، وذلك خلال مؤتمر طوكيو الدولى لتنمية إفريقيا (تيكاد) الذى عقد للمرة الأولى على أرض إفريقية فى العاصمة الكينية نيروبي، عام 2016.
(تيكاد): النشأة والأهداف

تم إطلاق «مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية الإفريقية» (تيكاد) عام 1993 بمبادرة من حكومة اليابان، لتعزيز الحوار السياسى رفيع المستوى بين القادة الأفارقة وشركائهم فى التنمية، وحشد الدعم لصالح مبادرات التنمية الإفريقية، والتركيز العالمى على أهمية القضايا الإفريقية، حيث بدأت فكرة القمة عقب انتهاء الحرب الباردة لحث البلدان المتقدمة على الاهتمام بإفريقيا وتقديم المساعدة لها.
وقد شكل إطلاق مؤتمر (تيكاد) عاملًا محفزًا لإعادة التركيز الدولى على احتياجات التنمية فى إفريقيا، وعلى مدى الـ26 عامًا الماضية، تطور مؤتمر (تيكاد) ليصبح حدثًا عالميًا رئيسيًا متعدد الأطراف لحشد واستدامة الدعم الدولى لتنمية إفريقيا.
ويشارك فى تنظيم اجتماع مؤتمر (تيكاد)، حكومة اليابان، مكتب الأمم المتحدة للمستشار الخاص بشئون إفريقيا، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مفوضية الاتحاد الإفريقى، البنك الدولى.
حيث يتولى المنظمون المشاركون وبصورة متكافئة مسئولية ضمان نجاح مؤتمر (تيكاد)، ويشمل ذلك جميع أوجه المشاركة والمهام على المستويات التشغيلية والتقنية والمادية.

الأهداف الرئيسة

يستهدف مؤتمر «تيكاد» تعزيز الحوار السياسى رفيع المستوى بين القادة الأفارقة وشركائهم، وحشد الدعم لمبادرات التنمية الخاصة بإفريقيا، علاوة على تقديم مبادئ توجيهية أساسية وشاملة بشأن التنمية الإفريقية، وإيجاد إطار دولى رئيسى لتسهيل تنفيذ المبادرات الرامية إلى تعزيز التنمية الإفريقية بموجب مبدأ الشراكة الدولية، بالإضافة لتركيز التعاون بين آسيا وإفريقيا لتعزيز التنمية الإفريقية.
منذ عام 1993 ومؤتمر (تيكاد) يعقد كل خمس سنوات، حتى عام 2013، ثم أصبح يعقد كل ثلاث سنوات بالتناوب بين اليابان ودولة إفريقية، حيث تم عقد (6) مؤتمرات على مستوى القمة فضلا عن اجتماعات على المستوى الوزارى لتحضير وترتيب اجتماع الرؤساء المشاركين.