الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدروس الخصوصية سرطان يلتهم جيوب أولياء الأمور

الدروس الخصوصية سرطان يلتهم جيوب أولياء الأمور
الدروس الخصوصية سرطان يلتهم جيوب أولياء الأمور





الأقصر - سارة الهوارى

رغم التحذيرات المتكررة لوزارة التربية والتعليم، من خطورة الدروس الخصوصية إلا أن أولياء الامور والطلاب يحجزون فيها مبكرا للحصول على اماكن بالسناتر والمراكز استعدادا للعام الدراسى الجديد .
وتنتشر مراكز وسناتر الدروس الخصوصية فى مختلف أنحاء الجمهورية وتعد ظاهرة خطيرة بسبب اصرار اولياء الامور فى التعامل والاعتماد عليها، حتى اصبحت مرضا يلتهم كل ميزانية الاسر،
ورغم محاولات وزارة التربية والتعليم بإلغاء سناتر الدروس الخصوصية إلا أن عمل هذه السناتر يتحدى التعليم لتلتهم تلك السناتر جيوب أولياء الأمور.
«روزاليوسف» ترصد هذه الظاهرة بالمحافظات لوقف نزيف الأسر مع موسم «الدروس الخصوصية» الذى يطل سنويًا باكرًا قبل آوانه لتشهد تحديا صارخا لقرارات وزارة التربية والتعليم بإغلاقها حتى أصبحت تلك المراكز بأغلب المحافظات كاملة العدد واكتظت بالطلاب قبل بداية العام الدراسى الجديد بشهر ونصف بعد أن حدد أصحاب تلك المراكز شهر يوليو للحجز وأغسطس لبدء الدروس، حيث يتراوح عدد طلاب المجموعة الواحدة بين 80 و100 طالب وطالبة يدخلون ويخرجون فى طوابير تكاد تغلق الشوارع الرئيسية بالمحافظة.
انطلق موسم «السناتر» أو مراكز الدروس الخصوصية بمحافظة الأقصر ورغم محاولات الجهات المعنية وأجهزة المحافظة من القضاء على تلك الظاهرة فى السنوات الماضية ولكنها لم تفلح بالمرة بل تزايدت اعداد المراكز التى يقتصر دورها على الدورس الخصوصية.
«مفيش عيل مش بياخد درس خصوصى دلوقتى» بهذه الكلمات بدأ وصفى عبد العاطي، أحد أولياء الأمور، وقال «دلوقتى العيل إلى فى كى جى بياخد كورسات ودروس وجميع الطلاب من مرحلة الروضة وحتى الثانوية يقبل الأهالى على إعطائه دروسًا فى جميع المواد»
وتابع عبد العاطى السبب الرئيسى وراء انتشار تلك الظاهرة هى التعليم سيئ فى مصر ومعظم المدرسين لا يتقنون عملهم فى المدرسة لذلك يلجأ ولى الأمر لاعطائه دروسا خارج المدرسة لضمان نجاحه على الأقل وقد يلجأ ولى الأمر لإعطاء ابنائهم كورسات ودروسا عند نفس المعلم او مدرس المدرسة لأنه يقوم بالشرح بضمير خارج المدرسة وخاصة فى الدروس الخصوصية فجميعها حيل من المدرسين لزيادة دخلهم ولكن هناك مدرسين استفحلوا ولم يكتفوا بالحصول على مقابل فى المعتدل وخاصة مدرسى الثانوية العامة الذى تعدى مقابل الـ 8 حصص 300 جنيه للشخص الواحد «
واكد عبد العاطي: إن ولى الأمر يتكبد مبالغ طاحنة شهريآ دون رحمة من المدرسين والمعلمين «أباطرة الدروس الخصوصية» وليس جميع المعلمين فهناك فى المحافظة عدد من المدرسين يعرفون بالأباطرة فى الدروس الخصوصية والكورس الواحد يتعدى الـ 50 طالبا «يعنى مدرسة» فلا يهمهم المواطن المطحون والكادح ولكن كل ما يهمهم جمع المبالغ الطائلة شهريا من الطلاب وذلك غير الملازم التى بالشىء الفلانى ليحصلوا على مبالغ أكبر، الطالب لم يجد التعليم الجيد بالمدرسة لذلك يلجأ إلى الدروس الخصوصية لمحاولة فهم المنهج وترجمته وعلى الرغم من تكبدنا مبالغ طائلة شهريا إلا أن الطالب فى النهاية يحصل على النجاح فقط وليس التفوق. ويقول حجاج محمد، أحد أولياء الأمور إن الكورسات ومراكز الدروس الخصوصية اثبتت نجاحها على مدار الاعوام الماضية على الرغم من عيوبها والمبالغ التى يحصلون عليها من الطلاب إلا أنه هناك اهتمام ومتابعة للطلاب فلها الفضل فى حصول الطالب على مجاميع كبيرة على عكس المدرسة تماما ولكن هناك مدارس فى القرى الطالب لا يحتاج فيها الى دروس خصوصية فالمعلم يعطى كل مالديه للطالب ويقوم بمتابعته يوميا على عكس المدارس فى قلب المدينة وخاصة اللغات التى يخرج منها الطالب لا يفقه شيئًا لذلك يلجأون إلى الدروس الخصوصية لتعويض النقص ومحاولة فهم مضمون المنهج وأثبتت مراكز الدروس الخصوصية نفسها فى تعليم الطلاب وتسابقت مراكز الدروس الخصوصية في المحافظة للتفوق على غيرها بجلب أكفأ المدرسين والمعلمين.. فى نفس السباق تستعد مديرية التربية والتعليم بمحافظة الأقصر، للعام الدراسى الجديد 2019/2020، المقرر انطلاقه الشهر المقبل، وذلك بتجهيز كل المدارس وشرح ضوابط العمل لقيادات المديرية وأولياء الأمور لضمان عام دراسى جديد مميز.