الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
«صدمة إفاقة»!
كتب

«صدمة إفاقة»!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 24 - 01 - 2010



بيان حاسم للمجلس الأعلى للصحافة فى مواجهة الفتنة


1


- بجانب البيان الصادر عن المجلس الأعلى للصحافة فى اجتماعه برئاسة صفوت الشريف أمس.. هناك جوانب أخرى مضيئة فى قضية المعالجة الإعلامية لحوادث الفتنة الطائفية، وإطفاء حرائقها وآخرها نجع حمادى.


- رئيس مجلس الشورى كان حريصاً على إصدار بيان قوى وحاسم يوجه رسائل محددة إلى وسائل الإعلام، ينتصر لقضية الوحدة الوطنية، وأن تسمو مصر فوق الجميع.
- أكد أيضاً أن هذه معركة لا منتصر فيها، بل مهزوم فقط، ولابد من صدمة إفاقة للمجتمع كله، حتى ينتبه للمخاطر الكبيرة التى تحيط بوحدته الوطنية، إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الحاسمة.
2
- أعجبنى فى كلام الأعضاء الذين تحدثوا فى اجتماع المجلس أمس ما قالته الدكتورة زينب رضوان، وهى تطالب رجال الدين ووسائل الإعلام بألا يناقشوا موضوعات تمس العقيدة، وأن يقتصر دورهم على الترويج لنقاط الاتفاق والتسامح بين الأديان.
- قالت جملة بليغة هى أن مصر ليس فيها مسلمون غزاة كما يرى بعض الأقباط ولا مسيحيون كفار كما يرى بعض المسلمين، فالإسلام والمسيحية كلاهما جاء إلى مصر، ولم يبعث لها نبى بديانة معينة.
- قالت أيضاً إن كل مصرى اختار الديانة التى سيحاسبه الله عليها يوم القيامة.. ويجب على العقلاء فى الجانبين أن يتعمقوا فى دراسة المشاكل ويجدوا لها الحلول المناسبة.
3
- أعجبنى أيضاً كلام الدكتور السيد ياسين الذى هاجم بشدة الخطاب الدينى التعصبى من الجانبين، وطرح سؤالاً مهما: هل هناك سياسات تميز بين الأقباط والمسلمين؟
- ضرب مثلاً بالتقرير الذى صدر عن مجمع البحوث الإسلامية، وفيه دراسة متعصبة للدكتور محمد عمارة تحمل إهانات للديانة المسيحية بزعم الدفاع عن الإسلام.. وتساءل: لمصلحة من؟
- أخطر ما أشار إليه هو الاحتقان الشعبى الذى يملأ نفوس عنصرى الأمة، بسبب الإغفال عن إحياء ذاكرة الأمة وتحصينها بتعظيم الهوية المصرية.
4
- الكلمات التى قيلت كثيرة، وفى كل مرة كان رئيس مجلس الشورى يلعب دور «ضابط الإيقاع»، فيعيد المناقشات إلى مسارها الصحيح، ويذكر الجميع أن الهدف هو توجيه رسائل قوية للإعلام والمجتمع.
- الرسالة الأولى: هى استنفار أجهزة الإعلام بكل أنواعها لتقوم بدورها كدرع تحمى وعى المواطنين وتجمع الصفوف التى يحاول البعض تفريقها.
- الرسالة الثانية: هى التنبيه بشدة إلى أن الوطن كان ويجب أن يبقى فوق كل المسميات، وإذا كان مسموحا بالخلاف فى قضايا كثيرة، إلا أن وحدة هذا الوطن لا يجب أن تكون موضع خلاف.
5
- الرسالة الثالثة: الإشادة بغالبية الصحف المصرية التى ارتفعت فى تناولها لحادث نجع حمادى إلى مستوى المسئولية، ولم يخرج عن هذا السياق سوى صحف قليلة للغاية.
- الرسالة الرابعة: استنهاض روح المفكرين وأصحاب الكلمة وأن يرسخوا قيم المواطنة وإعلاء القانون، وأن المصريين جميعاً سواسية ولا فرق بينهم بسبب دين أو جنس أو لون.
- الرسالة الخامسة: هى الدعوة إلى انعاش ذاكرة الأمة، باستدعاء صفحات التاريخ المصرى المجيد فى الوحدة بين المسلمين والأقباط التى لا تعلم عنها أجيال الشباب شيئاً.
6
- الرسالة السادسة: عدم الانسياق للأكاذيب المغرضة التى تبثها بعض وسائل الإعلام الغربية، ورفض أية تدخلات أجنبية وعلى وجه التحديد البرلمان الأوروبى.
- رسائل أخرى كثيرة يجب أن تتبناها وسائل الإعلام ليقف الوطن صفاً واحداً مدافعاً عن وحدته الوطنية، ضارباً بيد الدستور والقانون والشرعية على أيدى من يحاولون النيل منها.
- الرسالة السابعة: هى المطالبة بالكف عن استجداء علماء الدين لإصدار فتاوى تمس مختلف مناحى الحياة.. والتأكيد أن ذلك هو حق أصيل لإعلاء شأن الدولة المدنية.
7
- انتهى الاجتماع ولكن الأمر يجب ألا يقتصر على مجرد إصدار البيان والتوصيات، رغم الجهود الكبيرة التى أعدتها اللجنة المكلفة بالبيان والتوصيات برئاسة صلاح منتصر والدكتور فاروق أبوزيد.
- التقرير الخاص عن المعالجة الإعلامية لحادث نجع حمادى يكشف كثيراً من الأخطاء والممارسات، والتى ساهمت بحسن نية أو سوء قصد فى زيادة إشعال الحرائق.. ويجب دراسته بعناية.
- الوحدة الوطنية لا يجب أن تكون سيارة نجدة نستدعيها عند كل حادث مفاجئ، بل يجب أن تكون استراتيجية ثابتة فى عقل الدولة ووجدان المصريين.


E-Mail : [email protected]