الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وادى الخير

وادى الخير
وادى الخير




تعد محافظة الوادى الجديد واحدة من أكبر المناطق المنتجة للتمور حيث تحتل رقم المحافظة رقم واحد على مستوى مصر المركز 11 عالميًا بامتلاكها 2 مليون نخلة تنتج أكثر من 160 ألف طن سنويًا ، كما تزرع أكثر من 10 أصناف من البلح أشهرها على الإطلاق البلح السيوى والذى يمثل الجانب الأكبر من المحصول يليه البلح البرحى والمجدول والحجازى والتمر والمنتور والفالق والصقعى وعدد من الأصناف السعودية الأخرى، كما يوجد بالمحافظة حوالى 65 مصنعا وحدة تصنيع وتصدر إنتاجها للعديد من الدول الآسيوية والأوروبية أشهرها المغرب والصين وماليزيا واستراليا، كما يمثل البلح عائدا كبيرا ومصدر دخل للأهالى حيث يدر عائدا يقدر بــ 2مليار جنيه سنويًا

 

زراعة النخيل

 

وتعتبر زراعة النخيل من أشق وأصعب الزراعات على الإطلاق لأنها مهنة الصبر، حيث يقوم المزارعون فى الواحات باقتلاع فسائل النخيل الصغيرة من أسفل الأشجار الكبيرة فى الفترة من شهر أكتوبر وحتى ابريل ويتم غرسها فى الأرض والحفاظ عليها جيدا خلال أول أربعين يوما بعد زراعتها حتى لا يهاجمها النمل الأحمر والحشرات والحيوانات، ثم يتم العناية بالفسائل الصغيرة لمدة 5 سنوات حتى تنمو جيدا وتصبح أشجار نخيل مثمرة، ويقدر إنتاج النخلة الواحدة من البلح من 100 لــ150 كيلو من البلح بعد السبع سنوات الأولى من زراعتها، ويتراوح سعر البلح فى الواحات 13 جنيها بالنسبة للبلح السيوى الذى يزرعه أغلب المزارعين ، أما الأصناف الأخرى التى يتم تصديرها فهى ضئيلة للغاية ولا يقوم بزراعتها  سوى الشركات الزراعية والمستثمرين بهدف التصدير للخارج ومنها البرحى والمجدول وغيرها من الأصناف السعودية الأخرى.

 

رعاية النخيل فى الواحات

 

على مدار العام يقوم المزارعون فى الواحات  بالاعتناء بالنخيل فهوالمحصول الاستراتيجى الأول لهم ومصدر دخل لآلاف الأسر، وتبدأ عملية الرعاية من شهر أكتوبر بداية من قيام المزارعين بحرث الأرض جيدًا وتقليب التربة والفراغات المتواجدة بين أشجار النخيل ثم تبدأ بعدها عمليه التقليم والتنظيف بهدف إزالة الجريد والألياف وعراجين البلح القديمة من النخلة وإتاحة الفرصة لنموالعراجين الجديدة كما تتم عملية رش الأشجار للتخلص من الآفات والحشرات الضارة التى تهدد النخيل وأبرزها السوسة الحمراء، ثم تأتى بعدها عملية تلقيح النخيل والتى تتم فى شهر إبريل ومارس ويقوم خلالها المزارعون بجلب أكواز اللقاح من النخيل الذكور ووضعها بعراجين البلح الصغيرة حديثة النموبالنخيل الإناث لتتم عملية التلقيح، وبعدها يتم تسميد النخيل جيدًا لضمان نموالعراجين، ثم تتم بعد ذلك عملية تدلية وتقويس العراجين لمنع تكسرها، وتتم بعدها عملية تكييس وتزميط النخيل وهى المرحلة الأخيرة قبل الجمع ويتم خلالها وضع أكياس بلاستيك مفرغة حول عراجين البلح قبل قطعها لضمان عدم مهاجمتها من جانب الآفات والطيور وتساقط البلح على الأرض، ثم يأتى شهرا أغسطس وسبتمبر وهما شهرا جمع المحصول عقب اكتمال نضجه على النخيل، وفى هذه المرحلة يقوم المزارعون بقطع العراجين الناضجة وفرز البلح وتعبئته فى الأقفاص.

 

آفة سوسة النخيل

 

محمد عبدالله  مزارع من الوادى الجديد  أكد  أن هناك أزمات عديدة يواجهها المزارعون كل عام بالتزامن مع موعد جمع محصول البلح ولعل أبرز هذه الأزمات هو تدنى سعر المحصول والذى يبدأ 8 جنيهات للكيلو وبتدريج لــ13 جنيهًا حتى نهاية الموسم والذى يراه المزارعون سعرًا غير عادل بالمرة لتغطية نفقات العناية بالنخيل على مدار العام ، مشيرا إلى أن البلح السيوى الذى يتم زراعته بالمحافظة، لا يتم زراعتها فى أماكن أخرى ومطلوبة محليا ودوليا ولذلك يعتبر الاسعار التى يفرضها السوق على صغار المزارعين غير مرضية بالمرة  خاصة أن بلح الواحات الخام يتراوح سعره فى أسواق المحافظات الأخرى  مابين 25 و 30 جنيهًا، كما أكد عبد الله أن هناك أزمة كبيرة يواجهها حاليا المزارعون ظهرت منذ عام 2005 ألا وهى سوسة النخيل الحمراء والتى سجلت الزراعة ظهورها لأول مرة بالمحافظة من 14 عقب قيام المحافظة  باستيراد مجموعة من اشجار النخيل الهندى المخصص للزينة  فى الشوارع والميادين  والذى جلب مع هذه الحشرة الخطيرة والتى تسمى بإيدز النخيل والتى تفتك بأشجار النخيل فى أيام معدودة وتتكاثر بسرعة كبيرة بداخل النخلة ولا يفلح معها شيء سوى قطع النخلة من جذورها وحرقها مؤكدا أن هذه الآفة انتشرت بصورة كبيرة خاصة بواحتى الخارجة والداخلة وأضرت كثيرًا بمساحات كبيرة مزروعة بالنخيل، وبالرغم من محاولات وزارة الزراعة المستمرة لملاحقة هذه الحشرة والقضاء عليها إلا أن معدل تكاثرها سريع للغاية.

 

تصنيع البلح

 

عقب جمع البلح يتم بيعه للتجار والمصانع والتى تقم بتخزينه فى الثلاجات لبيعه فى صورة بلح خام خلال شهر رمضان الكريم،  أوتصنيعه داخل المصانع التى تعتمد على العمالة الكثيفة حيث يتم تصنيع كافة أشكال التمور فهناك البلح الخام داخل العلب الكرتون، وهناك البلح المخلوط بالسمسم، أيضا هناك البلح المخلوط بالعجوة والشوكولاته والمكسرات ، وهناك البلح المخلوط بعين الجمل والفول السودانى، ويتراوح سعر كيلوالبلح الخام المصنع من 25 لـ30 جنيها، أما باقى الأصناف المتاحة بالمكسرات وغيرها فيتراوح سعرها من 50 لـ100 جنيه حسب نوع المكسرات .

 

صناعة (عسل البلح )

 

أحد الصناعات الحديثة التى أضيفت لتعظيم القيمة الغذائية والاقتصادية لمحصول البلح كما أنه حقق نجاحا كبيرا عقب استخلاصه من صنف البلح السيوى التى تشتهر به الواحات نظرًا لاحتواء هذا النوع على نسبة عالية من السكريات، ودبس البلح عبارة عن عسل بنى اللون يستخرج من عصارة البلح يشبه العسل الأسود المستخرج من القصب بشكل كبير، ويتم استخراجه وتصنيعه فى مصانع البلح الكبيرة بالمحافظة حيث يتم انتقاء البلح عالى الجودة وغسله جيدًا،  ويتم نقعه فى الماء لفترة ثم يتم غليه فى غلايات كبيرة ويترك ليبرد، ويتم بعدها تصفية خلاص هذا المنقوع من البلح والذى يتحول لسائل بنى اللون حلوالمذاق يسمى بدبس البلح أوعسل البلح ويعبأ فى برطمانات دون مواد حافظة أوإضافات، ويعتبر الدبس نوعا من أنواع المكملات الغذائية، كما أنه علاج مفيد للذين يعانون من مرض فقر الدم، وعلاج مفيد لأصحاب انخفاض نسبة السكر فى الدم، ومنشط قوى للذين يعانون من الضعف الجنسى وينصح به غالبية الأطباء نظرًا لفاعليته الكبيرة .

 

صناعة الأغذية

 

لا تقتصر قيمة البلح على أكل الثمرة فقط  ولكن فى الوادى الجديد يتم استغلاله جيدا لتحقيق أعلى قيمة اقتصادية منه، حيث دخل مؤخرًا فى صناعة البسكويت والفطائر كما تصنع منه الأغذية المدرسية نظرا لقيمته الغذائية العالية، بالإضافة إلى خلطه بالشوكلاته  ووضعه فى علب فاخرة ذات مذاق وجودة عالية فى التصنيع، كما دخل البلح أيضا فى صناعة الأعلاف حيث يتم إعادة تدوير الفارزات الرديئة من البلح، بالإضافة إلى مفروم النوى وخلطه بنخالة القمح المعروفة الردة، أويتم خلطه بالذرة والتبن ويتم استخدامه كعلف للدواجن والماشية والأغنام نظرًا لاحتوائه على نسبة سكريات عالية والبروتين تساعد المزارعين فى تسمين الماشية، كما أنه علف رخيص الثمن مقارنة بالأعلاف الأخرى المصنعة التى يتم شراؤها، كما يتم أيضا فرم مخلفات النخيل الخضراء المتمثلة فى الجريد  وتستخدم كعلف للماعز والأغنام.

 

مخلفات النخيل

 

أيضا كان لمخلفات النخيل من الجريد والألياف دور هام لتعظيم القيمة الاقتصادية للنخلة، حيث تم البدا مؤخرا فى تصنيع السماد العضوى والذى يعرف بالكومبوست عن طريق فرم مخلفات النخيل وخلطها بالسماد البلدى المستخرج من روث الماشية وهومفيد للأراضى الصحراوية ومناطق الاستصلاح الحديث ، كما يتم أيضا استخدام جريد النخيل فى صناعة الخوص والارابيسك والأقفاص والخشب الحبيبى بالإضافة إلى انه  يستخدم أيضا فى صناعة الأبواب والأسوار ويلجأ إليه المزارعون فى القرى لسقف منازلهم وحظائر الماشية.

 

منحة إماراتية

 

الدكتور مجدى المرسى وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد  اكد انه يجرى حاليا تطوير مجمع التمور الرئيسى بالمحافظة حيث تشمل عملية التطوير تركيب أجهزة ومعدات حديثة ممنوحة من جائزة خليفة للتمور بدولة الإمارات الشقيقة بتكلفة 20 مليون جنيه وذلك لتنمية وتطوير صناعة منتجات التمور بالمحافظة، كما سيتم إضافة خطوط إنتاج جديدة بهدف تعظيم الاستفادة من القيمة الاقتصادية للتمور وإدخال صناعات جديدة ، كما تشمل عملية التطوير تشغيل المجمع عن طريق محطات طاقة شمسية بهدف ترشيد استهلاك الطاقة فضلًا عن زيادة القدرة التخزينية للثلاجات، مضيفًا إن كل هذه الأعمال سوف تساهم زيادة أسعار البلح الخام عند شرائه من المزارعين بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة عند التصدير للخارج.

 

منطقة لوجستية

 

أكد اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد أن المحافظة سوف تستضيف لأول مرة المهرجان الدولى الخامس للتمور والذى كان يقام كل عام بواحة سيوة، لافتا إن المهرجان سيقام فى شهر نوفمبر المقبل بواحة الخارجة وهو فرصة تسويقية كبيرة للمحافظة خاصة انها اكبر المناطق إنتاجًا للتمور على مستوى الجمهورية كما إن لها حصة كبيرة فى مجال إنتاج التمور على الصعيد الدولى وتصدر إنتاجها للعديد من الدول العربية أبرزها المغرب بالإضافة إلى عدد من الدول الاسيوية كالصين وماليزيا وعدد آخر من الدول العربية ، مضيفا أن المحافظة خلال الشهور الماضية أحدثت طفرة كبيرة للغاية فى مجال صناعة وزارعة التمور حيث تم تخصيص 165 الف فدان بخمسة مراكز ادارية لزراعتها بالنخيل وتم منح الاراضى بالمجان لمدة خمس سنوات امام المستثمرين وصغار المزارعين  بشرط أن يتم زراعتها بالنخيل وبالأصناف التى تحددها المحافظة بهدف اضافة 2 مليون نخلة جديدة ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى للتوسع فى زراعة التمور وزراعة الاصناف الفاخرة للمنافسة دوليًا.
كما اكد الزملوط انه تم اعطاء تسهيلات غير عادية للراغبين فى اقامة مصانع للتمور ووحدات تصنيع على ارض المحافظة بالاضافة إلى فتح الباب للراغبين فى اقامة ثلاجات لحفظ التمور فى المناطق الزراعية، مشيرا إلي أن التسهيلات تشمل تيسير الإجراءات اللازمة وتنفيذ فكرة الشباك الواحد  للقضاء على الروتين  بالإضافة إلى توفير التمويل اللازم لهذه المشروعات من خلال البنوك  الوطنية.
كما أكد أن جهاز تنمية التجارة ومحافظة الوادى الجديد وقعا بروتوكول تعاون، لإنشاء منطقة لوجيستية للتمور على أرض المحافظة على مساحة ١٠٠ فدان، باستثمارات تتراوح من ١.٥ إلى ٢ مليار جنيه، وتهدف من تعظيم صناعة التمور وذلك ضمن خطة التنمية الشاملة بالمحافظة والتى تم عرضها إلى رئيس الجمهورية وستوفر من 10 آلاف لــ 15 ألف فرصة عمل.
كما أضاف انه تم خلال يونيوالماضى تأسيس المجلس الأعلى للتمور برئاسة وزير التجارة والصناعة وعضوية كل من محافظى الوادى الجديد وأسوان باعتبارهما المحافظتين الأعلى إنتاجاً للتمور على مستوى الجمهورية، حيث يستهدف العمل على تطوير قطاع النخيل والتمور على المستوى الوطني، وحل مشاكل المنتجين والمصنعين والمصدرين على حد سواء وذلك للارتقاء بمستوى جودة وسلامة التمور المصرية والوصول بها إلى مستويات الجودة العالمية، بالإضافة إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتعزيز الصادرات المصرية من التمور وتحسين دخل المنتجين والمصنعين  وتطوير منظومة إنتاج وتصنيع التمور المصرية المزروعة ووضع منظومة لضمان جودة تداول التمور ووقاية النخيل والتمور من الآفات وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية بوزارة الزراعة وبصفةٍ خاصة المعمل المركزى للنخيل ومعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية وكذا تحديد الأصناف الملائمة للأسواق الخارجية.