الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الإبداع.. هى

واحة الإبداع.. هى
واحة الإبداع.. هى




الأعمال  للفنان:  محفوظ صليب

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]


 

هى

قصة قصيرة

كتبها- عمرو أبوالعطا

كانت تحب كلامه، أسلوبه، طريقته، وهو نفس الشىء لكن بطريقة مختلفة، الاختلاف هنا هو اختلاف الرومانسية بين الواقع والخيال، كانت تعلم أنه «عصبى»، ولكن المشكلة أن يعترف بأنه «عصبى»، متهور، مندفع، ولم يحاول تغيير ذلك أبدًا، كان يطلق الكلمات بسرعة عجيبة، ويصمت يتناول سيجارته، ويهمس لها : هذه آخر مرة أتعصب فيها، فتضحك – بخصوص ضحكتها كان يستعيد بها نفسه وكأنه أمتلك العالم من جديد -  فكان يذوب فى ضحكتها كقطعة الثلج.
مع بكاء الأصابع وأنا أكتب عنك، بعد أن فقدت صوتى من بكاء وجع الفراق الأخير – بصفتى أباك الذى لا يعرف أين أنت – ليس لصفة أخرى، سأخبر الذين يعيشون فى قلبى فسادا، أنى أحبك، لن أتمدد كبساط تحت نعال أفكارهم المتسخة ؟، فى آخر لقاء لنا، كنتى تواجهين الحياة بضحكة مستعارة، وتتظاهرين برغبتك فى العطاس لتبدو دمعتك مرضية، كانت لحظة الوداع هى اللحظة الأصعب على الإطلاق .
شجاع فى حبها، جبان فى الارتباط بها، هو رجل يستحق الإعدام، ماذا لو تغيرت الأدوار ؟، أصبحت هى مكانه وهو مكانها، لنجحت فى تنويمه مغناطيسيا، واختبأت بداخله، لحضنته كلما ازداد رفضه وتردده، وهددته بأن لا حل أمامه إلا البقاء.
هى الامتلاك.. الامتلاك الكامل، الباحثة عن الجنون والتمرد، سيدة الأنوثة والقوة والجمال، الصور الأصلية والأمانى الممنوعة تظهر بعد الفراق، تظهر بوضوح بدون تشويش أو ضجيج، فتدرك معنى الحب والرغبة والطموح، فتبدو كأنك فى هزيمة أبدية قاتلة، وتدخل دائرة المرض المزمن، فقد فات الأوان على كل قراراتك الصائبة، فالليل سيرسل لك كل أشباح الأرض، ليجعلوا منك وليمة عذاب لا تنتهى .
أمام نافذتى الصغيرة، استرقت بنظرى على زهور حديقتى، كم حلمنا أن نغرسها سويا، كنا نخطط أن نزرع زهورا حمراء وصفراء وبيضاء، كل الأنواع الموجودة فى هذا الكون. زهورا ممتلئة بالحب والعشق والغزل،  ويأتى المطر مصطحبا معه الكلمات الجميلة، توقظنى فى صلاة الفجر، أصلى، وأهديها زهرة أضعها بين أصابعها الرفيعة،  كانت قطعة مفصلة على مقاس عقلى، أسمها محفور على جدار فيروينا  - مدينة العشاق الجميلة -.