الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الجيش المصرى هو مـركـــز الـــــــثــقل الحقيقى بالمنطقة

الجيش المصرى هو مـركـــز الـــــــثــقل الحقيقى بالمنطقة
الجيش المصرى هو مـركـــز الـــــــثــقل الحقيقى بالمنطقة




شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، انطلاق الجلسة الأولى لفعاليات المؤتمر الوطنى الثامن للشباب، تحت عنوان «تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليًا وإقليميًا»، بمشاركة كل من د. خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، ود.دلال محمود، مديرة برنامج الأمن والدفاع، وشباب الباحثين بالمركز حسين عبدالراضى، وتقى النجار، ومحمود قاسم.
حضر الجلسة رئيس مجلس الوزراء، د.مصطفى مدبولى، ورئيس مجلس النواب، د.على عبدالعال، والفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، فضلًا عن مشاركة 1600 شاب من مختلف القطاعات فى الدولة.
وأكد الرئيس خلال الجلسة، أن منظومة وفكر الإرهاب لم تكن لتنجح إلا إذا كانت تتبناها دول، مشيرًا إلى أن تكلفة مكافحة الإرهاب كبيرة جدًا والمعالجة والمواجهة لها تكلفتها.
وأوضح الرئيس، أن الجيش المصرى هو مركز الثقل الحقيقى فى المنطقة بشكل عام، مضيفًا أن إضعاف قدرة الدولة الوطنية هو الهدف الرئيسى للإرهاب خاصة أن الإرهاب استخدم فى تدمير سوريا وليبيا وبلدان فى وسط إفريقيا واليوم يهدف إلى استنزاف الدولة المصرية.

 

الخطاب الدينى

وشدد على أن الخطاب الدينى لا بد أن يواكب العصر، مؤكدًا أن الإرهاب كفكرة شيطانية الهدف منها ضرب مركز ثقل الدين للإنسانية، متابعًا: «أنا مش هسأل سؤال، أنا بشكر طبعا الثراء الكبير جدًا الذى تم التناول به المسألة الخاصة بالإرهاب، أنا لو كنت هتكلم فيها كنت هتكلم فيها فى إطار أننى أجمع كل اللى سمعته من السادة الذين تناولوا هذا الموضوع وأقول فيه يا ترى لما سنة 80 إلى 88 استخدم الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية بعيدا عن الشرعية الدولية وبعيدا عن اصطدام بين دول كبيرة يعنى إن كنا النهاردة، عايز أدخل فى مواجهة والمواجهة دى ممكن تترتب عليها يعنى اصطدام كبير جدًا جدًا يبقى الإرهاب هو الوسيلة الناجحة إللى ممكن تستخدم وتحقق الأهداف بتكلفة سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية قليلة جدا، وده اللى حصل سنة 80_ 88 وانتهت زى ما قال الزملاء بسقوط الاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت».
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى «اتعملت منظومة الإرهاب وما كانش ينجح أبدا، الفكرة ما كنتش تقدر تكبر كده إلا إذا كانت تتبناه دول وتعملها عناصر زى الحواضن فى باكستان، وأنا هقول أسماء ومش بالعادة أنى أقول أسماء دول، لكن علشان ده اتعملت مدارس فى باكستان واسمها مدارس طالبان، المدارس دى قعدت 8 سنوات يجمع فيها الشباب ودايما هما بيستفيدوا من الشباب البرىء والجرىء والطموح، وقد يكون فيه شىء من الاندفاع».
وأضاف : «تم جمعهم من دول كتير زى ما قال الدكتور عكاشة تحت مسمى الجهاد، أنا بوريكم بس لما الموضوع يستخدم لتحقيق الأهداف تضع له الأدوات، كان على جرائد ومجلات عالمية مش محلية يحط المجاهدين وصورهم باللبس التقليدى بتاعهم على أنهم يقوموا بدور عظيم جدا جدا، ويتم استقبالهم فى كل الدول المؤيدة والتابعة للموضوع، طب لما خلصت المسألة فى أفغانستان طب الناس دى راحت على فين، الفكرة اتعملت إزاى فى المدارس».    
واستطرد: « أقول لكل الناس الذى يستمعون، اللى اتعمل تنظير سياق فكرى كامل أبدأ بالشخص من الألف للياء، بأن ما يقوم به أمر مقدس وشريف وجهاد حقيقى فى سبيل الله، وانت فى الآخر أداة تستخدم لتدمير دول وتدمير نفسك وهى فكرة بنيت فى 8 أو 9 سنوات فى إطار سياق فكرى كامل».
وتابع: «فى أى عقيدة إسلامية أو مسيحية إذا رغبت أن تعمل سياق تقتل من خلاله الناس ممكن تعمل من خلال لى النصوص وتحريف المعانى، اتعمل ذلك فى خلال الـ8 سنوات وأصبح اسمهم «العائدون من أفغانستان» إحنا استقبلنا منهم ناس، النجاح اللى حصل عمل أمرين هم لم يكونوا مستعدين لما بعد ذلك، النقطة الثانية الفكرة تلك شجعت دول أخرى على أنها تستفيد وتبنى تواصل وقواعد وتدفع أموالا حتى يكون لها تأثير فى العالم أو فى منطقتها باستخدامهم، الفكرة بقى فيها تحديين هنعمل إيه معاهم وألهمت بعض الدول فى استخدامهم كقوة يمكن التأثير بها لتحقيق أهدافها».

 

شبكات التواصل
وقال: «أنا بذلك تكلمت عن بداية هذه الظاهرة وهى راسخة وقوية وتستطيع أن تتقوى وتتغذى بقدرتها الذاتية، خاصة إن شبكات التواصل هى الدماغ المؤثرة التى لا نرى فيها الدماغ الحقيقية، التكليفات تتم لكن مين الدماغ الحقيقية اللى بتتكلم مع الشباب غير معروفة بشكل مباشر، وفى عام 2001 كان نقطة أخرى مفصلية فى تاريخ الظاهرة،وبعد ما حدث كان لا بد أن يكون رد فعل أمريكى وكان التدخل فى العراق وأفغانستان، وبرضه زى ما هى استخدمت لتحقيق أهداف سياسية واستنزاف قدرات الدول ممكن العكس يتعمل، الفكرة ألهمت الكثير, فمثلا الأمريكان قالوا إننا صرفنا تريليونات من الدولارات فى أفغانستان والعراق، إحنا كتير رجلنا بتتجاب بدون أن نشعر نتيجة حبكة التخطيط ومهارته كلنا ممكن نخدع فى إجراءات تتم لا نراها إلا بعد وقت».
وتابع: «نحن لدينا موقف واحد وثابت، الأمم لن تستطيع أن تتقدم لحظة وآمال الشعوب وطموحاتها ومستقبلها قبل حاضرها يتم تدميره بالإرهاب، ما يهمنا فى مصر، الممانعة ومناعة الدولة المصرية لابد أن تكون دائمًا تحت أعيننا، ولا ينبغى أن ننساه بأى شكل من الأشكال وأن نكون دائمًا حريصين على المناعة.
وتابع: «الإرهاب راح سوريا 2011، 2012 و2013 بقى فى مصر بعد 2011 ,لأن مناعة الدولة المصرية فى 2011 تأثرت، هو كان حراك شعبى ولكن من نتائجه وآثاره ومحصلته النهائية هو إضعاف قدرة الدولة الوطنية، وبعد إضعاف قدرة الدولة الوطنية تظهر القوى الصغيرة ووزنها النسبى يزيد مقارنة بالضعف والوهن الذى أصاب الدولة.
وأضاف: «الدول استخدمته لتحطيم سوريا وإحداث فراغ فى الشرق، نكمل على الفراغ الذى حدث فى العراق حتى يتم تدمير الشرق بأكمله، أنا أتحدث بشكل صريح وخطير، لما تدمر سوريا خلاص، تدمر سوريا بالحرب التقليدية، لا يوجد حرب تقليدية باستخدام أسلحة تقليدية دون مساءلة من المجتمع الدولى إلا بالإرهاب، الإرهاب شعبك وناسك هم من يقاتلوك، فالإرهاب مثل السرطان، الجسم ذاته يهاجم ذاته، نحن تكبدنا فى مصر خسائر، ولكننا لم نتحدث عنها، وبعدين حد يجى عاوز يشوهكوا ويخوفكوا ويضيع القيمة العظيمة اللى بيعملها الجيش فى مصر»
وشدد الرئيس: «دا جيش مصر، اللى هو برضه هو مركز الثقل الحقيقى مش فى مصر بس فى المنطقة كلها.. هى جت بظروفها.. أه والله جت بظروفها.. فازاى بقى.. فانت النهارده لما تيجى تسىء.. ما أنا عاوز أقولكم إن الموضوع أصلا على بعضه لا يتجزأ يعنى.. النقطة دى.. أنا مش هبعد عن الموضوع اللى الزملاء بيتكلموا فيه اللى هو فكرة الإرهاب.. لكن الموضوع كله على بعضه أصبح فيه نقاط تواصل كثيرة جدا أو خطوط تواصل كثيرة جدا أو نقاط تماس كثيرة جدا بين الموضوعات بعضها البعض، أنا فى النهاية بقى عاوز أوقع مصر، طيب أوقعها إزاى.. إزاى أوقعها والدولة ماشيه بالطريقة دى..أنا بقولكم والله كلام مهم أوى.. فهو الفكرة أنت عاوز توقع مصر هتوقعها إزاى.. مش هتقع مصر إلا لما جيشها يقع... طيب ما فى 2011 وكل المؤامرة اللى اتعملت كانت اتعملت على وزارة الداخلية ووزارة الدفاع ليه.. علشان دى مراكز الثقل التى تستطيع أن تحمى الدولة من السقوط فى أيدى هذه القوى.. تستطيع.. طيب منجحش.. طيب ندخل ونجرب ونقود الدولة.. طيب لما نيجى نقود الدولة ونفشل فى قيادتها فشل ذريع جدا.. ليه.. وأنا قولت الكلام قبل كده.. أنت متعلم حاجة واحدة بس.. متعلم حاجة واحدة.. وعلوم بناء قيام الدول.. دى قصص تانية خالص.. الكلام اللى أنا بقوله ده قولته لكل القوى السياسية والدينية اللى أنا قابلتها وأنا مدير المخابرات الحربية.. قلت لهم معندكمش مركز دراسات واحد.. معندكمش.. فانتو ازاى هتبقوا جاهزين لإدارة دول.. وانتو حتى الفكرة والعلم وعلم الدول مش مهتمين بيه».

 

تدمير الدول
واستطرد: فالإرهاب زى ما قلت كده وانت بتعالجه يا بتزيله خالص يا إما بتضعفه وتبتدى كل شوية تراجع وتشوف وتطمن إن عملية الضعف الموجودة فيه دى نجحت وبقى الجسم بحالة كويسة أثناء العلاج ده كله الجسم ضعيف وفى أضعف حالاته فممكن لو مخدناش بالنا يروح مننا, طب ولو الإصابة متعالجتش الجسم كله يروح ونفقد الإنسان أو نفقد الدولة يعنى لو مكنش ده موجود».
وأضاف: «استخدم الإرهاب فى تدمير سوريا.. واستخدم الإرهاب فى تدمير ليبيا.. وبيستخدم الإرهاب النهارده فى دول فى وسط إفريقيا.. وكان النهارده الهدف منه فى مصر.. نقطة إطلاق من منطقة معينة فى اتجاه الدولة المصرية واستنزافها.. بقالنا 6 سنين قاعدين بنستنزف طاقات عسكرية وطاقات مالية وطاقات معنوية.. هو كل أسرة قدمت شهيد أو مصاب متألمتش سواء كانت بشكل مباشر أو حتى المحيطين بيها.. احنا متألماناش لما النهارده نلاقى أبناءنا فى الجيش والشرطة وحتى اللى فى الشارع واللى فى الكنيسة وحتى اللى فى المسجد متألمناش عليهم وبنتألم عليهم ولا نسينا.. لا منسيناش.. منسيناش ومش هننسى».
وأوضح: «أنا عايز أقول إن المعالجة والمواجهة بتكلف كتير وبندفع عليها ثمن كبير، وعلى المستوى العالمى هذه الدول لن تتقدم، مضيفًا: «نحن ننشغل بهذا الكلام، ونترك أسباب التقدم الحقيقية التى سبقتنا الدول بها بعشرات السنين، الإرهاب جاء لكى تظل الـ55 دولة (إسلامية) دون تقدم ويكونوا فى ذيل الأمم فى خراب ودمار».
وتساءل الرئيس: «يا ترى انتوا حاسين الناس شايفه الإرهاب بتاعنا ده عامل إزاي، يا ترى الناس بتاعت الدين شايفة تأثير عدم المواجهة الفكرية وتصويب الخطاب الدينى إزاى.. إنت مش مصدق إن أنت متأخر 700 أو 800 سنة.. أنا مبتكلمش عن ثوابت وبالتالى ما تقدمه يصطدم مع الحياة والمجتمع والإنسانية ومع تطورها..ربنا سبحانه وتعالى لا يمكن ينزل أديان تصطدم مع التطور والدنيا، هو خالق الدنيا عشان الناس تفضل تضرب فى بعضها يعنى لا».
وأضاف: «هل الإرهاب بالعالم فى زيادة أو انحسار؟ «للأسف فى زيادة، واليوم نرى نزول 42 ألفا أو أكثر من سوريا ومن إدلب، وقبل كده لما خرجوا العام الماضى وقالوا هيجوا فى مصر وفى ليبيا ووسط إفريقيا والدول مش مستعدة للدفاع عن نفسها بالشكل المناسب لا قدرتها الاقتصادية ولا العسكرية ولا الأمنية تستطيع مجابهة هذا الموضوع».
وأشار: لا أخوف أحدا، لكن أنا أقول إن الظاهرة كما قيلت للأسف يبدو أنها وحش وخرج عن سيطرة من أطلقوه، ولا تنسوا أن هناك دولا ألهمتها الفكرة عامى 1992 و1993 وابتدت منذ ذلك الوقت أن تعمل وسائط للاتصال وتبنى مع هذه الجماعات لكى تستخدمها بحيث يعطيها وزنا وثقلا حقيقيا فى التأثير على المنطقة وعلى الساحة الدولية بشكل أو بآخر».
وأضاف:»قيل أن هناك ربع مليون إرهابى وقيل العائدون منهم، وزملاؤنا رفضوا ذكر الدول التى قالت إننا استقبلنا جزءًا ولم نستقبل جزءا آخر، لماذا، هل هم ليس لديهم ديمقراطية متقدمة جدا.. لا عندهم.. ليس لديهم إنسانية متقدمة للغاية.. عندهم، ليس لديهم تقدم علمى وإنسانى وحضارى كبير للغاية.. عندهم.. ليس لديهم برامج لمعالجة المسألة عندهم، لكنها فشلت، مضيفا: «لأن هى وأنا آسف أقولكم... صبغة يصعب إن ما كنش يستحيل تغييرها»، وبالتالى قالوا إحنا لا هنستقبل لا المقاتل ولا أسرته نديكم فلوس، تحاكموهم تضعوهم فى السجن، بس ما تموتهمش حاكموهم فقط، «إحنا فى مصر بخير».

بدأت الجلسة الأولى لفعاليات المؤتمر الوطنى الثامن للشباب، والتى أقيمت أمس بمركز المنارة بالقاهرة الجديدة، فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحت عنوان «تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليًا وإقليميًا»، بمناقشة الخصائص التى تميز التنظيمات الإرهابية فى الوقت الحالى، وذلك بمشاركة د.خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، ود.دلال محمود، مديرة برنامج الأمن والدفاع، وشباب الباحثين بالمركز حسين عبدالراضى، وتقى النجار، ومحمود قاسم.

 


خالد عكاشة: التنظيمات الإرهابية استخدمت فى صراعات النفوذ بين القوى الكبرى


أكد د. خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الهجمات الإرهابية التى حدثت فى 11 سبتمبر 2001, فى نيويورك تعد نقطة فاصلة فى تطور الظاهرة الإرهابية، واصفًا هذا الحادث بـ«الكبير»، مضيفًا أن الفترة بين عامى 1980 و1990 تعد نقطة بداية لانطلاق التنظيمات الإرهابية داخل معدلات الصراع والنفوذ الدولى ما بين القوى بعضها وبعض بداية من أفغانستان وإقامة ما يسمى بـ«الجهاد العالمى»، موضحًا أن هذه التنظيمات الإرهابية كانت تستخدم فى صراعات النفوذ والقدرة والسيطرة بين القوى الدولية الكبرى.
وأضاف أن التحليلات الأمريكية وصفت هذه الفترة بأنها أكبر عمل استخباراتى لإسقاط الاتحاد السوفيتى، مؤكدًا أن نصف العالم تأثر بسقوط الاتحاد السوفيتى، متابعًا: «حادث 2001 دفع إلى تشكيل تحالف دولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يضم نحو 20 دولة يهدف إلى مكافحة الإرهاب»، مشيرًا إلى أن الفترة ما بين عامى 2001 إلى 2011 شهدت غزو أفغانستان والعراق، مشيرًا إلى أن انتصار الحملة العسكرية بقيادة الولايات المتحدة فى القضاء على حركة طالبان فى العاصمة الأفغانية كابول، مضيفًا أن التنظيمات الإرهابية انتشرت بشكل أكبر فى عام 2011 فى الدول التى شهدت ما سمى بـ«ثورات الربيع العربى».
وفى نهاية الجلسة، قال عكاشة، فى مداخلة له: «إننا أمام نظام شبكى للتنظيمات الإرهابية جديد»، مشيرًا إلى أن تنظيم الإخوان يتعاون مع تنظيم القاعدة ويوفر له غطاءات وما شابه، موضحًا أن الأطراف الدولية ذات القدرات العالية تمنع استقبال هؤلاء العائدين من الإرهابيين، وتقرر أن يظلوا فى الدول التى انخرطوا فيها، بل وتعلن أن لديها استعداد لتمويل محاكمات وإقامة وسجن لهذه العناصر.
وحول استفادة التنظيمات الإرهابية من المواقف المتباينة بين بعض الأطراف والعكس، قال: «إن التنظيمات الإرهابية وجدت لكى تخلق مناطق للاحتقان والتوتر وتأجيج النزاعات وغيرها»، لافتًا إلى أن هذه النزاعات لا تتمدد وفق الصراعات الدولية والتنافس الدولى إلا باستخدام الإرهاب، مضيفًا: «أن الصراعات الدولية والسياسية ستظل تطلب الإرهاب ولذلك سيحافظ عليه وهناك طلب ودفع عليه لكى ينتصر طرف به على حساب طرف آخر».
ونوه بأن مصر قامت بأكبر عملية مكافحة إرهاب ربما على مستوى العالم أو تاريخها، وهى العملية الشاملة سيناء 2018، حيث استطاعت هذه العملية أن تحطم قدرات التنظيمات الإرهابية بالكامل، قائلًا: «يجب ألا نرتكن لهذه النتائج الإيجابية المهمة لأننا ما زلنا على تخوم دوائر التأثير ومن الممكن أن يتجدد»، مضيفًا أنه سيبقى فيما بعد إلحاح حول تصدير الإرهاب داخل مصر أو التأثير على مناطق هى مهمة لمعادلة الأمن القومى المصرى، داعيًا إلى النظر لكل هذا الجهد الذى يبذل فى صناعة الإرهاب بجهد مواز ضخم بحجم عمليات شاملة مثل سيناء 2018.

دلال محمود: تحرُك المتطرفين بحرية يدل على أن هناك من يدعمهم


قالت د. دلال محمود، مديرة برنامج الأمن والدفاع: «إن المرحلة من عام 2011 من بدايتها كانت تعلن أن الإرهاب يتخذ طابعًا جديدًا، وهو الارتباط بالأوضاع السياسية والحراك السياسى، ومن عام 2011 كانت هناك تغييرات سياسية كبرى فى المنطقة امتدت تداعياتها للعالم، والإرهاب أصبح لاعبًا سياسيًا من 2011 إلى 2019 لم يعد هدفه كما كان سابقًا التأثير السياسى على الدولة، ولكن تطور هدفه ليصبح إسقاط الدولة نفسها، وتطور أكثر حينما أعلن أحد التنظيمات الإرهابية أنه الدولة، ومارس مظاهر لسيادة الدولة وكانت هناك حالات أخرى لمحاولات القفز على السلطة ولكن هذه المحاولات أحبطت.
وأشارت إلى أن الترابط بين الحركات الإرهابية والمصالح السياسية خاصة لبعض القوى وبعض الدول فى العديد من المناطق التى شهدت توترات سياسية وصراعات كان يجعل الإرهاب لاعبًا أساسيًا فيها، لافتة إلى أنه أصبح لدينا فى المنطقة الصراعات الإقليمية التى تؤكد أن التنظيمات الإرهابية أصبحت جزءًا من المشهد وتتحرك بدرجة كبيرة من الحرية التى تدل على أن هناك من يدعمها ويمولها من أصحاب المصالح.
وتابعت: «الدور السياسى الذى تلعبه التنظيمات الإرهابية التى ترتبط مصالحها مع مصالح بعض الدول الراعية لها التى تدفع التنظيمات لعمل فعل معين فى وقت معين، أعاق تسوية العديد من الصراعات وزاد من تعقيد المشهد وبالتالى أصبحت التنظيمات مستمرة فى دورها السياسى ويصعب جدًا القناعة بأن هذه التنظيمات تعمل فقط وفقًا لمبادئ فكرية أو عقائد تكفيرية».
وشددت على أن هناك طفرة نوعية فى العمل الإرهابى, حيث كان هناك زيادة فى عدد الجماعات الإرهابية ويتراوح عدد التنظيمات ما بين 67 جماعة إلى 100 جماعة إرهابية تعمل فى أكثر من 44 دولة والمعدلات تتزايد والعمليات الإرهابية تتزايد، وعدد التكفريين المنضمين لهذه الجماعات الإرهابية وفقًا للتقديرات العالمية نحو 230 ألف إرهابى، 26% منهم يتواجدون فى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت أنه خلال الفترة من عام 2002 إلى عام 2017, شهدت منطقة الشرق الأوسط 33 ألف عملية إرهابية والخسائر البشرية تجاوزت 90 ألف ضحية لهذه العمليات الإرهابية، مشيرة إلى أن التنظيمات الإرهابية اتخذت فى منتصف 2011, شكل الخلايا العنقودية بمعنى الشكل اللامركزى، حيث إن هناك إطارًا عامًا يحكم عمل التنظيم ولكن هناك خلايا تعمل وفقًا لأدواتها وأسالبيها، أما الشكل الحالى للتنظيمات فهو الشكل الشبكى, له فروع منتشرة فى كل الأماكن وله قدرات على التواصل والاتصال بجميع الأعضاء فى مختلف الأوقات.
وأكدت أن خطورة الطبيعة الشبكية أنه يصعب القضاء على التنظيم بضربات مركزة لأنه لا توجد مفاصل واضحة وبالتالى أصبحت تتمتع التنظيمات الإرهابية بالمرونة فى التعامل مع الضربات، فإذا تلقى ضربة فى أحد الأجزاء يمكنه أن يعيد ترتيب أوضاعه ويحدد أهدافه فى أماكن أخرى من الشبكة، مشيرة إلى أن التطور لم يكن فقط فى هيكل التنظيم ولكن فى قدراته، حيث استغلت التنظيمات الطفرة التكنولوجية خاصة فى مجال المعلومات والاتصالات وكانت لها قدرة كبيرة فى تضخيم نشاط التنظيمات
واستكملت: «تقديرات الأمم المتحدة لميزانية «داعش» الإرهابى بعد هزيمته وخروجه من معاقله فى سوريا والعراق تصل لـ300 مليون دولار وفى الفترة التى كان يسيطر على أجزاء من الأرض فى الفترة من عام 2015 إلى عام 2017 كانت إيراداته تصل لـ40 مليون دولار شهريًا و88% من إيرادات داعش تأتى من تهريب النفط والغاز، وهذا يؤكد الترابط بين المصالح السياسية لبعض الدول وبعض التنظمات الإرهابية»، لافتة إلى أن التنظيمات أجادت توظيف الفضاء السيبرانى ومجال الاتصالات وابتكروا تطبيقات جدية لاستخدامها فى العمليات الإرهابية.
وأشارت إلى أن مجمل ضحايا الإرهاب فى 2017, وصل إلى 18 ألف شخص، مشيرة إلى أن هذه النسبة زادت فى الربع الأول من العام الجارى مقارنة بالعام الماضى، مضيفة أن خسائر الاقتصادية وصلت إلى 771 مليار دولار، مبينة أن الجماعات الإرهابية استغلت الفضاء السيبرانى فى توسيع شبكة تجنيد الإرهابيين على مستوى العالم.


تقى النجار: لا توجد أعداد محددة للمقاتلين الأجانب فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى


تحدثت تقى النجار، الباحثة فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن العائدين من تنظيم «داعش» الإرهابى، موضحة أن تنظيم داعش الإرهابى نجح فى استقطاب أعداد كبيرة تركوا موطنهم الأصلى وانضموا إلى أماكن نفوذ التنظيم الإرهابية، مبينة أنه لا يوجد أعداد محددة للمقاتلين الأجانب فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى.
وفى هذا الصدد، أشارت إلى أن هناك مخاطر حال عودة المقاتلين الأجانب فى تنظيم داعش الإرهابى إلى موطنهم الأصلى، لافتة إلى أن الأمم المتحدة كانت قد قدرت أعداد المقاتلين الأجانب بما يقرب من 41 ألفًا و490 مقاتلًا من مختلف الجنسيات، مضيفة أن المقاتلين الأجانب فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى قد شكلوا عائلات لهم، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 4700 سيدة انضمت للتنظيم الإرهابى.
وكشفت أن هناك مخاوف من الدول الغربية لعودة المقاتلين الأجانب إلى وطنهم نظرًا لتكوينهم لعائلات إرهابية تشبعت بشكل كبير من الفكر المتطرف، موضحة أن هناك أيضًا مخاوف غربية لنشر الفكر المتطرف داخل البلاد حال عودتهم، وكذلك تجنيدهم للأفراد المحيطين بهم ومحاولة توظيفها بين التنظيمات الداخلية والخارجية.

محمود قاسم: هناك حروب بالوكالة فى المنطقة لتحقيق مصالح معينة


شدد محمود قاسم، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، على أن الظاهرة الإرهابية مؤهلة بقوة للعودة مرة أخرى بسبب استمرار الصراعات المسلحة، قائلًا: «نحن شاهدنا كيف أسهمت الفترة ما بين عام 2011 فى انتشار الجماعات والتنظيمات الإرهابية بشكل كبير فى المناطق المحيطة سواء فى سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن خاصة فى ظل غياب دور الدولة وهشاشة المؤسسات وحالة الفراغ الأمنى الشديد بجانب تجدد الصراعات، وبالتالى ما لم يتم وقف هذه الصراعات واستعادة دور الدولة فى هذه المناطق ستستمر الظاهرة الإرهابية فى المستقبل».
وأشار إلى مواصلة بعض الدول الداعمة للعناصر الإرهابية، قائلًا: «نحن نرى العديد من الدول التى تعلن دعمها بشكل واضح للجماعات والتنظيمات الإرهابية من أجل توظيفها فى مجموعة من الأغراض والمكاسب السياسية، وبالتالى تقوم بتوفير سبل وأشكال الدعم المختلف لها سواء عن طريق نقل أو تدريب مقاتلين ودعم لوجيستى ومالى أو توفير مجموعة من المنصات الإعلامية لهذه الكيانات على خلاف محور آخر من الدول تقوده الدولة المصرية بشكل كبير وفقًا لرؤية ومقاربة استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب».
وأوضح أن هناك أيضًا الحروب بالوكالة، ونحن نرى فى المنطقة عددًا من الدول الإقليمية من أجل تحقيق مصالح معينة تدعم مجموعة من الوكلاء وتمدهم بجميع أشكال وسبل الدعم حتى أصبح هؤلاء الوكلاء فى الساحات العربية أشبه ما يمكن أن نسميه بالجيوش الصغيرة»، مشيرًا إلى أن كل هذه الأسباب والظروف تؤدى إلى نمو الظاهرة الإرهابية وتزايدها فى المرحلة القادمة، خاصة فى ظل استغلال بعض الجماعات لتصدير الخطاب المتشدد، مضيفًا: «قد تشهد الفترات المقبلة تصاعدًا كبيرًا لاستخدام الطائرات بدون طيار فى ساحات المعارك، وستستخدم الجماعات الإرهابية فى تمويلها العملات الإلكترونية أو الافتراضية فى تمويل هذه الجماعات».

حسين عبدالراضى: أفكار وأدبيات الإخوان استلهمت منها التنظيمات الإرهابية أفكارها


أوضح حسين عبدالراضى، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مسرح عمليات الإرهاب حول العالم يشهد سيطرة ثلاثة تنظيمات رئيسية وهى «تنظيم الإخوان وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش»، معتبرًا أن تنظيم الإخوان هو التنظيم الأم لجميع التنظيمات الإرهابية وذلك انطلاقًا من دراسات بحثية رصدت أن أفكار حسن البنا وسيد قطب وغيرهما من منظرى ومؤسسى جماعة الإخوان مثلت الدستور الحاكم للنشاط الإرهابى.
وأضاف أن افكار وأدبيات تنظيم الإخوان مثل استاذية العالم والحاكمية والجاهلية والخلافة كلها مبادئ استلهمت منها التنظيمات الإرهابية أفكارها، مضيفًا أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى صرح فى لقاء تليفزيونى بأن أسامة بن لادن كان على علاقة وثيقة بالإخوان، مشيرًا إلى ما أقره الظواهرى فى كتابه «فرسان تحت راية النبى»، بأن أدبيات سيد قطب تمثل المنهج الذى تستلهم منه الجماعات الجهادية أو التكفيرية أفكارها.
ولفت إلى تصريحات خطيب جماعة الإخوان، يوسف القرضاوى، التى قال فيها: «إن البغدادى زعيم تنظيم داعش كان عضوًا فى جماعة الإخوان فى فترة من فترات حياته»، موضحًا أن تنظيم الإخوان منتشر فى 52 دولة وهو أكبر انتشار لتنظيم إرهابى، موضحًا أن مؤسسات خيرية واجتماعية خاصة فى أوروبا تسيطر عليها وعلى المساجد التابعة لها خلايا تنظيم الإخوان الإرهابى بهدف تجنيد أعضاء جدد، كما توجد مناطق أخرى ينتشر بها الإخوان بصورة غير معلنة كدول أمريكا اللاتينية.
وأشار إلى أن انتشار تنظيم الإخوان يستهدف التمكين السياسى والاقتصادى داخل تلك المجتمعات للوصول إلى فرض السيطرة القوية على تلك الدول، مضيفًا أن استراتيجية الإخوان تنقسم إلى قسمين وهما «التعايش المؤقت مع المجتمعات والعنف المتدرج»، موضحًا أن تنظيم الإخوان يؤسس فى كل مناطق انتشاره جناحًا عسكريًا تابعًا للتنظيم السياسى.
وتابع: أن قوة وجود تنظيم القاعدة على الأرض لم تكن إلا بدعم من تنظيم الإخوان، مضيفًا أن المؤسسات المالية لتنظيم الإخوان وفرت دعمًا ماليًا كبيرًا لتنظيم القاعدة، مشيرًا إلى أن عناصر من الإخوان المسلمين شاركت فى التأسيس الفعلى لتنظيم القاعدة وعلى رأسهم القيادى الإخوانى عبدالله عزام، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش الإرهابى هو الإصدار الأكثر دموية التى صدرها لنا تنظيم الإخوان، مضيفًا أن التحليلات لسياسات التنظيمات الإرهابية أظهرت أن تنظيم داعش الإرهابى كتبه سيد قطب ودرسه عبدالله عزام وعولمه أسامة بن لادن ونقله الزرقاوى ونفذه على أرض الواقع البغداديان «أبوبكر البغدادى وأبوعمر البغدادى».
ولفت إلى أن هناك ترابطًا بين التنظيمات الإرهابية وتنظيم الإخوان ظهر ذلك جليًا من خلال تدريب مشترك يتلقاه عناصر الإخوان فى معسكرات تنظيم القاعدة وتوجهوا إلى سوريا للقتال مع جبهة النصرة، فضلًا عن معسكرات أخرى تدرب فيها عدد من الكوادر مثل كادر اللجان النوعية «محمود شفيق» منفذ حادث استهداف الكنيسة البطرسية فى مصر.