الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختبار "فورت هود"




 


محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 08 - 11 - 2009


إطلاق النار الذي وقع في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية من ميجور أمريكي مسلم له أصول أردنية.. وضع الرئيس الأمريكي أوباما أمام اختبار جديد ليس فقط أمام الشعب الأمريكي وإنما أمام العالم كله وتحديدا أمام العالمين الإسلامي والعربي واللذين توجه لهما بمضامين طيبة في خطاب القاه من منبر القاهرة.
 

وهي مضامين أرادت إثبات تغيير سياسات إدارة الرئيس بوش الابن المنصرف.. والتي اعتبرت الإسلام والمسلمين عدوا أولا ووحيدا بعد تفجيرات عام 2001.. وصال رئيس الخراب بوش الابن صولاته وجولاته في وصم الإسلام والمسلمين بالإرهاب والإرهابيين.. وخاض حربا عسكرية وسياسية ونفسية معنوية علي الإسلام والمسلمين.. وصفها بوش نفسه بالحرب الصليبية.

حسنا.. خيارات الرئيس أوباما وإدارته في التعامل مع هذا الحادث المأساوي لا تخرج عن خيارين.. إما أن يتعاطي وادارته مع اطلاق الميجور الأمريكي "نضال مالك" الطبيب المسلم ذي الأصل العربي النار علي زملائه من الجنود الأمريكيين في القاعدة العسكرية والمقرر انتقالهم للانضمام إلي القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.. كحالة نفسية في انهيار عصبي أصاب الميجور الأمريكي تحت ضغوط نفسية متنوعة.

كالضغوط النفسية أو الانهيار العصبي الذي دفع طالباً أمريكياً إلي اطلاق النار علي زملائه الطلاب في ساحة مدرسة أو قاعة درس قبل أشهر ماضية تسببت في مقتل وإصابة أعداد تزيد علي أعداد القتلي والمصابين في قاعدة "فورت هود".

وإما أن تتعاطي إدارة الرئيس أوباما مع حادث "فورت هود" انطلاقا من نظريات وسياسات إدارة رئيس الدمار بوش الابن باعتبار "نضال مالك" تجسيدا للتطرف الإسلامي والسلوك الإرهابي العربي .

خاصة أن وسائل الإعلام الأمريكية قد بدأت في الحديث عن أن الميجور الأمريكي كان يقول "الله أكبر" وهو يطلق النار.. وفي هذا السياق من الممكن توقع حملة أمريكية جديدة علي الدين الإسلامي والمسلمين والعرب.. ووصم جديد بالإرهاب والتطرف.. والرأي العام الأمريكي مؤهل لذلك.

ومن ثم فإن مضامين خطاب الرئيس أوباما للعالمين الإسلامي والعربي محل اختبار.. ولا نملك إلا الانتظار.. انتظار "أوباما" الحاصل علي جائزة نوبل للسلام وخياراته.

[email protected]