الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

على الموسوى مدير المركز العراقى للثقافة والإعلام بالنرويج: العلاقة بين العراق ومصر راسخة ثقافيًًا وحضاريًًا

على الموسوى مدير المركز العراقى للثقافة والإعلام بالنرويج: العلاقة بين العراق ومصر راسخة ثقافيًًا وحضاريًًا
على الموسوى مدير المركز العراقى للثقافة والإعلام بالنرويج: العلاقة بين العراق ومصر راسخة ثقافيًًا وحضاريًًا




أكد على الموسوى مدير المركز العراق الدولى للثقافة والإعلام بالنرويج على أن الوضع السياسى المشحون وغير المستقر والذى بطبيعته يؤثر على الحركة الثقافية فى العراق، يضع الحكومة العراقية أمام مسئولية كبيرة للحفاظ على تراثها الثقافى، كما لفت لأهمية دور المثقف فى بناء ثقافة قائمة على احترام العقل والآخر ونبذ كل أشكال التطرف والتعصب، علاوة على موضوعات وقضايا عدة أشار إليها فى حواره لروزاليوسف فإلى نص الحوار.
■ ما تأثير الوضع داخل العراق على الحركة الثقافية والنتائج المترتبة عليها؟
رغم الوضع السياسى المشحون وغير المستقر والذى بطبيعته يؤثر على الحركة الثقافية فى العراق لكن المؤسسة الثقافية وبجهود المراكز والجمعيات الأدبية التى أدركت خطورة المرحلة فباشرت بالعمل من خلال الأمسيات والندوات وذلك لفك العزلة ورفد المسيرة الأدبية والفنية من خلال التفاعل مع هموم المثقف والوقوف على المعوقات وجعل المثقف العراقى يتصدر المشهد لكى تعود الروح الثقافية فى العراق.
■ كيف ترى دور الأدباء والمفكرين العراقيين الذين هاجروا خارج العراق؟
للأدباء والمفكرين دور كبير فى المهجر من خلال عكس صورة العراق الثقافية والحضارية ورغم كل التحديات لكنهم أرسلوا رسالة إلى العالم عنوانها الحب والأمل والسلام لما قدموه من فن وأدب وثقافة ومسرح وقصة وكتاب ولوحة وموسيقى وغناء وتراث جميل وأزياء تمثل طيفنا العراقى بكل ألوانه المتعددة وفى كل المحافل الأوربية التى تؤمن بضرورة وجود الفن والثقافة فى حياة الشعوب لأنهما الوقود الذى يزود المجتمع بالمعرفة والتنوير فضلا عن دور الثقافة والفن النهضوى فى توسيع مدارك الفرد فى المجتمع وتوعيته إزاء أهم القضايا التى تهمه ومن هنا نركز على دور المثقف بالوقوف ضد التطرف والإرهاب الذى طال العراق بعد التغيير وكشف الثقافة الزائفة عن جوهر الدين وهذه من أهم مرحل محاربة الإرهاب والتصدى الفكرى والثقافى للإرهاب وأهمية دور المثقف تكمن فى بناء ثقافة قائمة على احترام العقل والآخر ونبذ كل أشكال التطرف والتعصب.
■ ما طبيعة الدور الذى تقوم به مع المثقفين العراقيين فى المهجر؟
احتضان المثقفين والأدباء فى المهجر من خلال تأسيس منتديات ومراكز ثقافية لأجل عرض النتاج الفكرى والأدبى وترجمته من أجل عكس هذه الصورة الثقافية الزاخرة بالفن والأدب للآخر الذى يجهل هذه الثقافة والحضارة اتفقنا مع مجموعة من المثقفين الناشطين على إقامة الأمسيات والصالونات الأدبية للتعريف بالثقافة العربية فى المهجر.
لدينا خطة سنوية نعمل من خلالها بالنهوض بالواقع الثقافى العراقى رغم الصعوبة وقلة الدعم إلا أن المشهد الثقافى العراقى يواصل حراكه وتمكنا من تحقيق كبير من المنجزات وكما قال الشاعر العراقى محمد حسين آل ياسين ان المشهد الثقافى العراقى سواء كان فى الداخل أو الخارج أنه يتعافى بالتدرج البطىء وهو أمر يبعث الأمل فى أن نسترجع وضعنا الثقافى كما نحب ونطمح والآن نحن على الطريق الصحيح من أجل إظهار هذه الصورة المشرقة للعراق.
■ حدثنا عن المكتبات ومؤلفات الكتب التراثية التى تشمل الحضارة العراقية؟
عرف العراق القديم الذى يطلق عليه بلاد الرافدين مهدا للحضارات الإنسانية الأولى والتى ساهمت بفاعلية فى نهوض الحضارات الإنسانية لعل من أهمها الكتابة التى ظهرت على يد السومريين وكان النتاج الفكرى الغزير فى إنشاء المكتبات التى تضم مؤلفات التراث والحضارة و تؤرشف الحقب القديمة وتحوى آلاف الرقم الطينية منها مكتبة آشور بانيبال الموجودة محتوياتها من الألواح الطينية كاملة حتى الآن إضافة إلى مكتبات الآثار والتأريخ والحضارة فإن هناك نصوصًا أخرى تضمنت الأدب والقوانين والميثولوجيا والفلك وسادت الثقافة السومرية فى بلاد الرافدين فترة طويلة تمكن خلالها الكتاب من تدوين عدد كبير من النصوص فى موضوعات مختلفة فى نسخ متعددة فبعض الحكايات الشائعة كما هو الأمر مع البطل «جلجامش» حفظت فى نسخ كثيرة وروايات متعددة والزائر للمكتبات العراقية الخاصة بالتراث والحضارة يشاهد مؤلفات كثيرة تعكس الحضارة القديمة التى لازالت تشع فكرًا إلى الآن.
■ كيف يتم الحفاظ على التراث الثقافى العراقى؟
الحكومة العراقية أمام مسؤولية كبيرة للحفاظ على التراث العراقى وخصوصًا بعد إدراج بابل على لائحة التراث العالمى بعد أن وافقت لجنة التراث العالمى لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم اليونسكو فى باكو على إدراج موقع بابل الأثرى التاريخى على لائحتها بعد ثلاثة عقود من الجهود التى بذلها العراق وعلى الحكومة مسئولية مضاعفة اتجاه بابل واتجاه الأهوار العراقية التى أدرجت أيضا ضمن لائحة التراث العالمى عام ٢٠١٦ علما ان العراق لديه خمسة مواقع مسجلة لدى اليونسكو بينها قلعة أربيل والأهوار وموقع الحضر ومدينة سامراء وموقع آشور إضافة إلى مدينة بابل التى أدرجت أخيرا ....والمسؤولية لحماية التراث لا تقع على الحكومة فحسب بل هى مسؤولية الجميع مسؤولية الحكومة والمواطن لان التراث هو صورة للبلد التى تعكس من خلال السياح والإعلام.
■ كيف تعود الثقافة العراقية لمجدها مرة أخرى؟
بغداد تستعيد مجدها كعاصمة لثقافة العرب وقد استقبلت فى مهرجانها الكبير بغداد عاصمة الثقافة العربية والتى شارك بها وزراء الثقافة العرب وعدد كبير من الفنانين والمثقفين والأدباء العرب وهم يستنشقون التأريخ والحضارة العراقية من خلال العروض التى قدمت من معارض للمقتنيات والعروض السينمائية والفولكلورية والتراثية التى عكست صورة العراق الثقافية والفنية والحضارية وهذا ما حدث هو عودة الحياة والروح فى المشهد الثقافى.
■ كيف سيتم التعاون بين الثقافة العراقية والمصرية؟
العلاقة بين العراق ومصر علاقة متجذرة ثقافيًا وحضاريًا أما التعاون الثقافى بين البلدين فهو يمتد لسنوات طوال وهذا ما أفرزته النتاجات الأدبية والفنية وهذا ما يشير بوضوح إلى متانة الجسور من خلال ما تغنى به شعراء العراق بمصر، وأيضا ماتغنى به الشعراء المصريين بالعراق ويكفينا أن نتوقف عند القصائد والأغانى التى حفلت بالعراق «بغداد يا بلد الرشيد» وأيضا «بغداد يا قلعة الأسود» فقد كان الإبداع فى العلاقات الثقافية بين العراق ومصر وقد انبثقت قديما وإلى يوما هذا وقد لعبت الثقافة الإعلامية دورا مهما من خلال تزويد البلدين بالتقارب الحقيقى والتفاعل الحيوى وساهمت أيضا فى تركيب علاقات جديدة وقد أثرت بفعالية فى تنشيط حركة التعاون والتبادل الثقافى بين البلدين.