الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أصاب شنودة وأخطأ طنطاوي
كتب

أصاب شنودة وأخطأ طنطاوي




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 26 - 01 - 2010


ليس هناك ضوء «أخضر» ولا «أحمر» ولا «بمبي»


1


- كل التحية والتقدير والثناء للبابا شنودة لإصراره علي رفض مقابلة لجنة الحريات الدينية.. لو فعل الجميع مثله لارتفعت قامة مصر ومقامها في السماء.
- تحية له لأنه بحسه الوطني الخالص يبذل قصاري جهده لإطفاء نيران الفتنة، ورغم الغضب الهائل الذي يملأ نفوس الأخوة الأقباط إلا أن البابا يحاول أن يكون معتدلاً وهادئاً.


- تحية له لأنه يعلم أن الدولة المصرية ورئيسها يبذلان كل الجهود الممكنة لمحاصرة الفتنة والضرب علي أيدي العابثين، وأن ما يحدث من أشياء عارضة يخرج عن سياسة الدولة وتوجهاتها.
2
- النقد الشديد لموقف فضيلة الإمام الأكبر، وأيضا الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف لنفس السبب، كنت أتمني من وجهة نظري أن يرفض الاثنان مقابلتها ويقولان لها «لا أهلاً.. ولا سهلاً».
- المسألة ليست أن يجلس معها الإمام الأكبر ليتحدث عن سماحة الإسلام وعمق الروابط بين عنصري الأمة، فهذا كلام فات أوانه.. الأهم أن يشعر اللجنة بأنها تدُس أنفها فيما لايعنيها.
- اللوم الشديد أيضا للدكتور أحمد كمال أبوالمجد، لأنه حاول أن يكون «بتاع حقوق إنسان» علي حساب العزة الوطنية، التي كانت تقتضي طرد هؤلاء الدخلاء خارج البلاد.
3
- مأساة كبري أن يفتح كبار المسئولين والشخصيات المصرية المهمة أبوابهم وقلوبهم وعقولهم لمثل هذه اللجان، التي تعيدنا إلي أسوأ عهود محاكم التفتيش الدولي.
- وإذا فعلها الكبار وجعلوا العزة الوطنية سداح مداح، فلماذا نلوم «كفاية» و«شايفنكو» و«المحظورة» وغيرها من التيارات السياسية التي تستقوي بالخارج، وتفرح للتدخل الأجنبي؟
- هل إذا قابلت لجنة الحريات الدينية طنطاوي وزقزوق وأبوالمجد نعتبر ذلك «مهمة وطنية»، وإذا التقت أيمن نور وجورج إسحاق وغيرهما نعتبر ذلك «خيانة قومية»؟
4
- هو مكيال واحد، وتأكدوا أن هذه اللجنة المشبوهة ستكون أكثر اقتناعاً بكلام أيمن نور من مواعظ شيخ الأزهر، فقد جاءت لإعداد تقارير عن مزاعم الاضطهاد وليس روح التسامح.
- لقاءات اللجنة مع «الكبار» ليست إلا مجرد كارت ممغنط يسمح لها بالمرور علي كل مكان في مصر، والإيحاء بأن الدولة المصرية هي التي تسمح لهم بذلك.
- لماذا نسمح لهم؟.. إما ضعفاً أو قبولاً، وكلا الأمرين خطأ فادح، لأن الدولة من وجهة نظري لايمكن أن تسمح لمثل هذه المهازل أن تتم بموافقتها.
5
- إذن.. السؤال المهم هو: هل حصل شيخ الأزهر وزقزوق وغيرهما علي «ضوء أخضر» لمقابلة اللجنة وتقديم مسوح التسامح وفروض المحبة؟
- رأيي أيضاً أن هذا لم يحدث بالمرة، لا أخضر ولا أحمر ولا بمبمي، الإمام والوزير وغيرهما يتصرفون بحسن نية، في وقت يجب أن نتسلح فيه بأقصي درجات سوء النية.
- وكما لم « تنور» الدولة للوزير والإمام فهي أيضا لم «تظلّم» للبابا ولم تعطه أية اشارة لإهانة اللجنة.. «وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه»، وكل مسئول يختار الضوء الذي يريده.
6
- كان إمامنا الأكبر الذي أكن له كل الاحترام والتقدير في منتهي البراءة وهو يطلب من اللجنة أن يجيئوا إليه فوراً حينما يريدون معرفة أي شيء عن الإسلام.
- وأقول لفضيلته: هم لم يجيئوا بحثاً عن الهداية والرشد عند فضيلتكم ولكن جاءوا لسكب الزيت علي النار، ولاستكمال المهمة المقدسة والنبيلة وهي تشويه صورة مصر في الخارج.
- جاءوا لاستكمال لعبة العبث الأمريكية المسماة ب«الفوضي الخلاقة» التي فجرت الصراع الديني في العراق.. إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
7
- نحن إذن مطالبون بوقفة جادة مع الذات.. وكنت أسمع صوت الرئيس ممزوجاً بالغضب والتحدي والشعور بالألم وهو يطلب من المصريين ذلك في عيد الشرطة.
- يطلب منهم استنهاض روح الأمة وعزيمتها وإرادتها القوية وكرامتها الوطنية وهامتها المرتفعة.. وأن تكون مصر أولاً وأخيراً، وقبل كل شيء وبعد كل شيء.
- يطلب منهم أن يحتموا بروح مصر التي تصدت لكل محاولات الفتن والدسائس وليس الاستقواء بالخارج، الذي لايجئ من ورائه إلا المصائب.
8
- استنهاض روح مصر القوية الشامخة وأن نقول لجالاوي ولجنة الحريات وأمثالهم «لا أهلاً.. ولا سهلاً».. بلادنا للمسالمين وليس للمحرضين ومُشعلي الفتن.
- وأن تصدر وزارة الخارجية المصرية بياناً من الآن يقول للمهرجين أمثال جالاوي الذين يستعدون للقدوم بقوافل إغاثة تليفزيونية: «لن تدخلوا مصر».
- من يريد أن يأتي بمثل هذه القوافل المهزلة، فليذهب بها إلي سوريا ولبنان والأردن وإسرائيل، كلهم لهم حدود مع فلسطين وليست مصر وحدها.
9
- «وقفة جادة مع النفس» لأننا بأنفسنا نرتكب حماقات صغيرة تؤدي إلي أزمات كبيرة.. بعضنا وبيننا مسئولون كبار لايقدرون علي تحمل المسئولية، فيتسلحون بالتردد أو الهروب.
- «المواجهة.. المواجهة.. المواجهة»، وهي لاتعني الحرب ولا التخلي عن الثوابت الوطنية والتاريخية، ولكنها تعني أن تضع خطاً أحمر تحت كلمة «الثوابت المصرية».
- «ليه بس ناح البلبل ليه فكرني بالوطن الغالي».. الوطن الغالي.. مصر.. التي في خاطري وفي فمي.. أحبها من كل روحي ودمي.. منكم لله.


E-Mail : [email protected]