الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مباراة ليلة الخميس
كتب

مباراة ليلة الخميس




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 27 - 01 - 2010


من حقنا -كما من حقهم- أن نحلم بالفوز


1


- «ابتسامة المهزوم تنسي الفائز فرحة النصر».. وإذا فزنا علي الجزائر يوم الخميس المقبل، فمبروك لنا، هي مجرد مباراة في كرة القدم، ولابد أن يكون فيها فائز ومهزوم.


- إذا فازت الجزائر، وهذا أيضاً وارد، فمبروك لهم، لن نغضب بل سنبتسم ونهنئهم ونقول لهم «مبروك».. فهذه هي الرياضة وأخلاقها.
- المهم ألا تتكرر المهزلة التي حدثت في الخرطوم، مهزلة تعريض العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين لهزة عنيفة غير مسبوقة بسبب مباراة في كرة القدم.
2
- إنني أناشد زملائي الصحفيين والإعلاميين أن يبتعدوا عن الشحن الكاذب، وألا يعبئوا الناس ويصوروا لهم الأمر وكأنه معركة ضد العدو، إما النصر أو الشهادة.
- شيء جميل أن نرفع علم مصر، أن نهتف باسم مصر، ولكن الأجمل هو أن نسلح الجماهير بالروح الرياضية والأخلاق الكريمة التي هي جوهر الرياضة وهدفها.
- علم مصر أكبر بكثير من مجرد مباراة في كرة القدم، ولا يجب أبداً أن نختزله في مجرد 90 دقيقة، وبعدها إما أن تنطلق المظاهرات في الشوارع أو أن تسود الأحزان.
3
- ما حدث في استاد أم درمان لا يجب أن يتكرر وفضائيات الشحن الكاذب يجب أن تتوقف، ويجب أن نعترف أنها ارتكبت أخطاء فادحة في التهويل الإعلامي الضار.
- فضائيات الشحن الإعلامي هي التي جاءت بكل الأغاني الوطنية التي تشكل جوهر الوجدان المصري، وركبوا عليها صور اللاعبين المصريين وهم يحرزون الأهداف.
- «خلي السلاح صاحي».. «مصر هي أمي».. «الله أكبر فوق كيد المعتدي».. وغيرها من الأغاني الخالدة التي سطرتها الدماء المصرية.. ضد إسرائيل وليس ضد الأخوة الجزائريين.
4
- وكما كان من حقنا أن نحلم بالفوز والانتصار، كان من حق الجزائريين أيضاً أن يحلموا بالفوز والانتصار وأن يسعدوا ويخرجوا إلي الشوارع في مظاهرات عارمة.
- لكن المرفوض هو الإساءة والإهانة والتطاول وحرق الأعلام وترويع الجماهير.. هذا مرفوض من الجانبين، لأن هذه الأفعال المشينة تسيء لمن يرتكبها أياً كانت جنسيته.
- ليس معقولاً ولا مقبولاً أن تدير الأقدام وليس العقول العلاقات بين الدول، خصوصاً الشقيقة التي ارتبطنا بها بتاريخ من النضال والتضحيات المشتركة.
5
- مباراة الخميس المقبل، يجب أن تكون مناسبة وطنية للمصالحة بين الشعبين المصري والجزائري، فكما تشاجرا في مباراة يجب أن يتصالحا في مباراة.
- يجب أن يتحرك عقلاء الدولتين من الآن لنشر ثقافة الرقي والتحضر.. كل يشجع فريقه ويهتف له ويتمني له الفوز، وفي النهاية يتعانق الجميع، فائزين ومهزومين.
- لا يجب أبداً الإذعان للصغائر، سواء في الصحف أو في وسائل الإعلام والفضائيات، ولا يجب أن نسلم أنفسنا للانفعال وللثأر والضغائن.
6
- الفريق الجزائري أدي مباريات رائعة في البطولة، واستطاع أن يحول هزيمته إلي انتصار في مباراة ساحل العاج، واستحق لاعبوه عن جدارة واستحقاق لقب «محاربو الصحراء».
- الفريق المصري كان أكثر من رائع أمام الكاميرون، واستطاع أن يحول هزيمته إلي فوز مستحق، واستحق عن جدارة واستحقاق لقب «تماسيح النيل».
- «التماسيح» في مواجهة «المحاربين».. كلاهما عربي الهوية واللغة والثقافة والتاريخ والحضارة، كلاهما أخ وشقيق.. وما تسطره الأخوة لا يجب أن تمحوه مباراة.
7
- يوم الخميس يجب أن يكون العرس الأفريقي العربي.. ففي كل الأحوال سوف يصل فريق عربي إلي نهائي البطولة الأفريقية، وهذا شرف للرياضة العربية ومصدر فخار واعتزاز.
- لا يجب أن تتحول هذه المناسبة بأي حال من الأحوال إلي معركة بين البلدين والشعبين.. فلتذهب الكرة إلي الجحيم حتي لا تفسد علاقات مسطرة بالعرق والدم.
- أنا حريص علي مصر والمصريين، وأكتب هذا بدافع حبي لمصريتي التي تقتضي أن أكون جسر سلام ومحبة، وأن أسهم في الوئام والوفاق، وليس القطيعة والشقاق.
8
- نداء للعقلاء في البلدين، أن يبتعدوا عن شحن الشباب بالغل والكراهية والروح العدائية، فالشباب هم وقود الحماس الجميل، ويمكن أن يتحولوا إلي نيران مشتعلة.
- الشباب أمانة في أعناق العقلاء، فلا تزرعوا في نفوسهم روح الثأر والانتقام، واجعلوهم يذهبون إلي الملاعب يحملون الأعلام والزهور، وليس العصي والطوب والحجارة.
- الجزائر هي ممثلة العرب في كأس العالم، والمثل العامي يقول: «أنا وأخويا علي ابن عمي، وأنا وابن عمي علي الغريب».. ويجب أن نشجع أبناء عمومتنا في تلك البطولة.
9
- المفترض أن الرياضة هي التي تصلح ما أفسدته السياسة، تمامًا مثلما يفعل الفن الذي يوحد الشعوب والمشاعر والعواطف والأحاسيس، فلا تجعلوا الرياضة نقمة علي الشعوب العربية.
- أنا شخصيا أتمني أن تفوز مصر، ولكن لا أنكر علي الجزائريين تمنياتهم أن تفوز الجزائر.. ولنحتكم إلي الجهد والعرق والتوفيق الذي يحالف كل فريق.
- اجعلوا مباراة مصر والجزائر يوم الخميس المقبل مبادرة للمصالحة، إذا فزنا فمبروك علينا، وإذا فازوا فمبروك عليهم.


E-Mail : [email protected]