الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أبومازن







محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 10 - 11 - 2009


للرئيس محمود عباس.. بلا شك.. حسابات خاصة كانت وراء موقفه في قرار عدم الترشح للرئاسة الفلسطينية وكلها - كما هو ثابت - مبنية علي قراءات الواقع التي وصلت إليه الآن محاولات إتمام المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية التي أوصلتها حركة حماس إلي طريق مسدود برفضها التوقيع علي اتفاق المصالحة بدعاوي الدراسة والاستيضاح وغيرها وبعد أن أمضت ''حماس" أشهر طويلة بحثا وفحصا وتدقيقا في كل سطر وبند ضمته ورقة الاتفاق وبمجهود القاهرة الجبار.

هذه الإعاقة المقصودة للم الشمل الفلسطيني تنفيذاً لأجندات ومصالح وأوراق ملفات تزايد بالقضية الفلسطينية.. وتتاجر بالدم الفلسطيني.. وتقامر بمستقبل الأرض الفلسطينية.. وهي أجندات لم تعد سرية وحظيت بكل الإفصاح في العاصمة طهران وعلي لسان قادة حمساويين.

حماس تريد أن يبقي ملف القضية الفلسطينية مفتوحا للأبد، يستهلك كل الجهد في كلام ومفاوضات دون خطوة حقيقية علي الأرض تصب في رصيد المصالح العليا للشعب الفلسطيني.. ترفض التوقيع علي اتفاق المصالحة.. وتعارض الاستحقاق الانتخابي وتقاومه وتطعن في شرعيته.. ولا تريد أن تذهب إلي صندوق الانتخابات الفلسطيني.. في الوقت الذي تضيق فيه تفاصيل الحياة اليومية علي الفلسطينيين في غزة التي لم تشهد حتي الآن صرف ''مليم'' واحد في عملية إعادة الإعمار.

ملف الفضية الفلسطينية الذي تحول علي يد ''حماس'' إلي ملف استرزاق.. مالي وسياسي.. بغض النظر عن الحلم الفلسطيني في استرداد حقه المسلوب في الأرض والحياة.. وبغض النظر أيضا عن استمرار تحقق الأهداف الإسرائيلية يوما بعد يوم.

الهدف الإسرائيلي في استمرار الشقاق الفلسطيني- الفلسطيني.. فهي لا تريد بيتا فلسطينيا موحدا يكون له صوت تفاوضي قوي يتوصل إلي تحقيق الدولة الفلسطينية علي الأرض الفلسطينية .

لا تريد إسرائيل شريكا فلسطينيا قويا علي مائدة التفاوض بينما تنفذ مخططات الاستيطان والتهويد وكسر حلقة المطالبات بتأدية استحقاقات عملية السلام وتنفيذ القرارات الأممية بإطلاق المشاريع الضبابية كمشروع ''موفاز'' في دولة فلسطينية مؤقتة الحدود.. المشاريع الضبابية التي ترفضها مصر رفضا صارما.
حسابات الرئيس أبومازن في قراره عدم الترشح للرئاسة ليست أبدا شخصية .

[email protected]