السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفريق محمد عباس حلمى.. قائد القوات الجوية: سنظل درعًا وسيفًا مضحين بأرواحنا لنحمى ونؤمن مقدرات شعب مصر العظيم

الفريق محمد عباس حلمى.. قائد القوات الجوية: سنظل درعًا وسيفًا مضحين بأرواحنا لنحمى ونؤمن مقدرات شعب مصر العظيم
الفريق محمد عباس حلمى.. قائد القوات الجوية: سنظل درعًا وسيفًا مضحين بأرواحنا لنحمى ونؤمن مقدرات شعب مصر العظيم




فى ذكرى أيام المجد، وبين أروقة أحد أذرع قواتنا المسلحة، احتفلت أمس القوات الجوية بعيدها السنوى الموافق الرابع عشر من أكتوبر، هذا اليوم الذى نستعيد معه أعظم الذكريات وأغلى البطولات وأروع الملاحم التى سطرها رجال القوات المسلحة ومنهم رجال القوات الجوية خلال حرب أكتوبر المجيدة، التى أعادت للأمة شرفها وللعسكرية المصرية كبريائها وشموخها وأثبتت بالدليل الدامغ والبرهان القاطع أن النجاح لا يأتى صدفة  وأن إرادة المصريين لا تعلوها إرادة بشرية أخرى.
الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، تطرق فيه حواره بمناسبة عيد السنوى القوات الجوية، عن نصر أكتوبر 1973، قائلاً: «إن دروس التاريخ خير شاهد على بطولات نسور الجو، فالمصريون إذا توفرت لديهم عوامل النجاح وتجمعوا خلف هدف واحد لا يمكن أن يصدهم عائق أو يعترض طريقهم حاجز»، مضيفًا: «لقاؤنا فى مثل هذه الأيام من كل عام، يأتى لنستعيد معًا ذكرى أحد بطولات نسور مصر من رجال قواتكم الجوية، وهى معركة المنصورة الجوية يوم الـ24 من أكتوبر عام 1973، تلك الملحمة التى يتم تدريس تفاصيلها فى المعاهد العسكرية، فقد أبهر الطيارون المصريون العالم كله بإحترافهم وشجاعتهم وإصرارهم على تحقيق النصر».
«قائد القوات القوية»، ذكر أيضًا أنه حينما ظن العدو أن تفوقه النوعى فى الطائرات التى يتملكها سيتيح له توجيه ضربة جوية لبعض المطارات وقواتنا فى العمق المصرى وبعدها تصبح سماء مصر مرتعًا لطائراته يحلق فيها كيفما شاء، لكن الحلم الذى راوده فى خياله قد تحول إلى كابوس مرعب ـ فيما يسمى بمعركة «المنصورة» ـ فقد لقنه الطيارون البواسل درسًا سيظل يتذكره حيث تم تدمير العديد من طائراته وعادت الأخرى دون أن تحقق أهدافها حيث قام «نسور الجو» بالاشتباك فى معارك جوية مع طائراته لأكثر من 50 دقيقة وبمشاركة أكثر من 150 طائرة من الجانبين فى معركة جوية هى الأطول فى تاريخ الحروب الحديثة، موضحًا أن العناصر الفنية من المهندسين والفنيين ضباطًا وضباط صف، كان لهم الدور المميز حين حققوا أزمنة قياسية فى استعادة الصلاحية وإعادة تسليح الطائرات لتتمكن قواتنا الجوية من الاستمرار فى القتال لفترة طويلة، ورغم النجاح المبهر الذى حققه أبطالنا فى حرب أكتوبر المجيدة إلا أننا لم نركن إلى ذلك بل خرجنا من هذه المعركة المجيدة بدروس وعبر، وهى ضرورة أن نمتلك قوات جوية عصرية حديثة ومتطورة تواكب وتنافس أحدث المنظومات القتالية فى العالم.

«الفريق عباس»، تناول تضحيات شهداء مصر الأبرار، قائلاً: «وجب علينا ألا ننسى رجالاً لم يبخلوا بأرواحهم فى سبيل حماية وطننا ـ إنهم شهداء مصر الأبرار ـ الذين قدموا حياتهم لتبقى مصر أمنةً مستقرة، كما أننا نجدد العهد بأن نظل درعًا وسيفًا مضحين بأرواحنا فى كل وقت وحين نحمى ونؤمن مقدرات شعب مصر العظيم أبد الدهر وفى كل مكان»، فيما يلى نص الحوار:

■ بمناسبة الاحتفال بأعياد القوات المسلحة، متى تم إنشاء القوات الجوية؟
- نشأت القوات الجوية عام 1932 تحت مسمى السلاح الجوى الملكى المصرى، وكانت المهمة الأساسية للقوات الجوية فى ذلك الوقت هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود، ومن وقتها شاركت القوات الجوية فى جميع الحروب التى خاضتها مصر بداية من الحرب العالمية الثانية وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تغير اسمها إلى القوات الجوية المصرية.
■ وماذا عن مراحل تطوير القوات الجوية؟
- مرت القوات الجوية بـ4 مراحل لتطويرها، ففى عام 1955 بدأت المرحلة الأولى فى البناء الحقيقى للقوات الجوية المصرية، وفيها تم التنوع فى مصادر السلاح وتعاقدنا على الطائرات الشرقية مثل «الميج واليوشن والسوخوى... وغيرها»، وأصبح للقوات الجوية مهمة جديدة، وهى الدفاع عن قناة السويس ضد العدوان الثلاثى 1956، وفى نهاية حرب 1967 أثبت المقاتل المصرى أنه لا يستسلم ولا ينحنى إلا لله، حيث قام نسور القوات الجوية ببطولات تكتب بأحرف من نور وقاوموا طائرات العدو وتم منع الطيران الإسرائيلى من اختراق المجال الجوى المصرى.
أما المرحلة الثانية، فكانت أثناء فترة حرب الاستنزاف فى المدة من 1967 إلى 1970، حيث تم إعادة بناء القوات الجوية على أسس سليمة ببناء مطارات وقواعد جوية بدشم حصينة للطائرات وتم الحصول على طائرات جديدة من طرازات ميج 21 وميج 19 وسوخوى 7، وفى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ العديد من مهام منها: «توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومركزة فى قلب سيناء ضد ـ جميع مطارات العدو، وقواعد الدفاع الجوى، ومراكزالقيادة والتحكم، ومواقع المدفعية بعيدة المدى، ومناطق تجمع قواته ـ فى بداية الحرب، فضلاً عن توفير الغطاء الجوى لحماية قواتنا بشرق قناة السويس أثناء العبور، وتوفير الحماية الجوية للقوات والأهداف الحيوية بالدلتا وسيناء، بجانب تنفيذ إبرار جوى لقوات الصاعقة والمظلات المصرية خلف خطوط العدو».
وبعد انتهاء حرب أكتوبر 73، بدأت المرحلة الثالثة من تطوير القوات الجوية والتى أبرزت دروس مستفادة منها تنويع مصادر التسليح ففى الفترة من عام 1975 حتى عام 1993 قامت مصر بتطوير مصادر التسليح وذلك بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا وشراء طائرات من الصين، كما حصلت على الطائرة الفانتوم  وF16 الأمريكية الصنع، وطائرات النقل الجوى وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية والطائرات المروحية الهليكوبتر وبعد إتمام معاهده السلام كان لابد للسلام من قوة تحميه».
ومع زيادة التهديدات واختلاف حجم وطبيعة ونوعية العدائيات التى تتعرض لها البلاد خاصة بعد ثورتى 25 يناير 2011 و30 يوليو 2013 والتطور الهائل فى تكنولوجيا الطيران، كان لابد بدأ المرحلة الرابعة من تطوير القوات الجوية وتزويدها بأسلحة ومعدات حديثة وكذا تأهيل الفرد المقاتل لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة وهنا رأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تحديث وتطوير الأسلحة والمعدات داخل القوات المسلحة، وإعداد الفرد المقاتل المدرب والمسلح بالإيمان والعلم، وتأتى القوات الجوية فى الطليعة من هذا التحديث والتطوير.
■  ما دور القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر المجيدة؟ ولماذا تم اختيار يوم 14 أكتوبر عيدًا للقوات الجوية؟
-  خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب واستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتى جاء يوم 14 أكتوبر1973.
فى هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ هجمات جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجمع القتالى لقواتنا الجوية وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة والتى سميت فيما بعد بمعركة المنصورة، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين وقد أظهر فيها طيارونا جراءة وإقدام ومهارات فائقة فى القتال الجوى، واستمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال معركة واحدة فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى، حيث تم إسقاط 18 طائرة ـ رغم تفوقه النوعى والعددى ـ مما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة ومنذ ذلك التاريخ لم يقدم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبة ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية.
■ نظرًا لتلاحق الأحداث بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ما هى المهام المكلف بها القوات الجوية؟
- قيام ثورتى 25 يناير و30 يونيو وتغير موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط وبالأخص دول الجوار، فرض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخليًا وخارجيًا مما ألقى على عاتق القوات الجوية مهامًا إضافية، مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الاستراتيجية على مدار الساعة بالتعاون الوثيق مع باقى أسلحة القوات المسلحة، فتم إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الإتجاهات.
كما تجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر مشاركتها الفعالة فى عملية «حق الشهيد» بصفة مستمرة للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء بمناطق «رفح ـ الشيخ زويد ـ العريش»، وكذا مكافحة تسلل العناصر الإرهابية عبر الشريط الحدودى لدول الجوار لتجفيف منابع الإرهاب الأسود والعمل بكل حسم لتدمير البؤر الإرهابية كما تقوم القوات الجوية برصد وتتبع ومكافحة محاولات الهجرة غير الشرعية التى تؤثر على الأمن القومى المصرى بالتنسيق مع عناصر القوات المسلحة كافة، وعلى الرغم من الأعباء الإضافية غير النمطية التى كلفت بها القوات الجوية لم يتوقف التدريب لأعداد وتجهيز أجيال قادرة على حمل الراية خفاقة لتكمل مسيرة حماية سماء مصر فى جميع الأوقات ومختلف الظروف.
■ القيادة السياسية تحرص على تزويد القوات الجوية بأحدث النظم القتالية، فكيف يتم الحفاظ على كفاءتها الفنية لتقوم بمهامها؟
- يتم التطوير فى القوات الجوية ضمن منظومة أعم وأشمل، وهى منظومة التطوير بالقوات المسلحة بصفة عامة والقوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسة للقوات المسلحة، وتشمل منظومة التطوير داخل القوات الجوية مجالات مختلفة منها «التسليح»، حيث تحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام «الرافال»، والتى تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع المتطور لما تملكه من نظم تسليح قدرات فنية وقتالية عالية، الطائرات الموجهة المسلحة وكذا طائرات النقل الكاسا وأيضًل طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات.
كما يتم تحديث طائرات التدريب بما يتناسب مع إمتلاك الطائرات متعددة المهام الحديثة ويتبع ذلك تحديث وزيادة أعداد المحاكيات للإرتقاء بمستوى تدريب الأطقم الطائرة لتحقيق الجدوى الاقتصادية والعملياتية للحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية للطائرات لتكن جاهزة على أداء مهامها على مدار الساعة وتحت مختلف الظروف.
■ كيف يتم تدريب العنصر المقاتل داخل القوات الجوية؟
- التدريب هو العنصر الفعال فى الحفاظ على الجاهزية العملياتية لتحقيق مهام القوات الجوية والقوات المسلحة وتطوير التدريب فى القوات الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية التى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية، يليها معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل أكاديميات الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، إلى جانب التأهيل التخصصى الذى يتم داخل التشكيلات الجوية، وخاصةً للطيارين للتدريب على فنون القتال الحديثة فى ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح المتطورة، وأيضًا مراكز إعداد الكوادر الفنية على أعلى مستوى من الكفاءة الفنية للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة.
أما «الكلية الجوية» فتستخدم أحدث الأساليب العلمية والمعامل ومحاكيات الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث مناهج العلوم الجوية فى العالم ويتم ذلك فى جناح العلوم داخل الكلية والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية، فضلاً عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب فى العالم، ومحاكيات علوم المراقبة الجوية والتوجيه لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة فى عالم الطيران، كما يتم إعداد الطالب نفسيًا وبدنيًا بواسطة متخصصين باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة لتأهيل الخريجين وإعدادهم للعمل داخل التشكيلات الجوية.
■ ما هى الخطوات التى تقوم بها «الجوية» لتأمين القوات فنيًا وهندسيًا؟
- تقوم جهات التأمين الفنى بالقوات الجوية من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفنى بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المتبعة على مستوى العالم لتقديم الدعم الفنى المتكامل لصيانة جميع طرازات طائرات القوات الجوية من «عمرة طائرات ـ مد العمر الفنى ـ إصلاح رئيسى ومتوسط وتقنيات موسعة ـ تصنيع أجزاء محليًا»، والإشتراك مع باقى وحدات أو تشكيلات القوات الجوية فى مراحل التحديث والتطوير للمعدات الجوية وأنظمة التسليح مع تحقيق الاستعداد القتالى الدائم والمستمر بكفاءة عاليه أثناء التدريب الجاد والمستمر.
فيما تتمثل أعمال التأمين الهندسى للقوات الجوية، فى تهيئة الظروف المناسبة لضمان استمرار تدريب وعمل القوات الجوية فى السلم والحرب وتقديم الدعم اللازم للاحتفاظ بأعلى درجات الجاهزية بالقواعد الجوية والمطارات لتكون قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة وقدرة عالية فى أى وقت.
■ وماذا عن الخدمات التى تقدمها القوات الجوية لعناصرها؟
- توفر القوات الجوية الرعاية الطبية الشاملة للضباط وضباط الصف والجنود وتقديم الرعاية الصحية والتأمين الطبى، وذلك بواسطة أطباء ذي خبرة عالية مستخدمين أحدث الأجهزة الطبية فى جميع التخصصات، وكذا أطقم إدارية وتمريض على مستوى فنى وإدارى مميز.
كما يوجد بالقوات الجوية معهد لطب الطيران والفضاء بغرض تنفيذ الاختبارات الفسيولوجية للأطقم الطائرة وإجراء بعض التدريبات الخاصة بهدف رفع الكفاءة وتحسين الأداء الفسيولوجى، ويقوم معهد طب الطيران أيضًا بإجراء الكشوفات الطبية وتحديد اللياقة الطبية للطلبة المتقدمين للالتحاق بالكلية الجوية باستخدام أحدث النظم الطبية العالمية.
■ الظروف العصيبة التى تمر بها المنطقة، هل كان لها الدافع وراء تحديث منظومة التسليح داخل القوات الجوية؟
- طبعًا ده أحد العوامل المؤثرة والتى يتم اتخاذها فى الاعتبار لأنه يمس جوهر الأمن القومى المصرى لكن العوامل المؤثرة فى اختيار أسلحة الجو الحديثة يبنى فى الأساس على طبيعة المهام والتحديات والتهديدات المحتملة ضد الأمن القومى المصرى بغرض حماية المقدرات وثروات الدولة المصرية وإذا استدعى الأمر توجيه ضربات للعناصر الإرهابية.
■ العديد من الدول الشقيقة والصديقة حريصة على الاستفادة من الخبرة القتالية والتدريبية لقواتنا الجوية، فما هى أهم هذه التدريبات والدول المشتركة فيها؟ ما هى أوجه الاستفادة من هذه التدريبات؟
- القوات الجوية المصرية تعتبر دائمًا محل تقدير من العديد من الدول الشقيقة والصديقة، ويظهر ذلك فى رغبتها فى مشاركة قواتنا الجوية فى التدريبات لتبادل الخبرات ومهارات القتال، فهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الشقيقة على مدار العام مثل «اليرموك» مع الجانب الكويتى، والتدريب المشترك «زايد» مع الجانب الإماراتى، والتدريب المشترك «حمد» مع الجانب البحرينى، والتدريب المشترك «فيصل» مع الجانب السعودى، وهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة مثل «النجم الساطع» مع الجانب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والإيطالى، والتدريب المشترك «كليوباترا» مع الجانب اليونانى، بالإضافة إلى التدريب المشترك «ميدوزا» مع الجانب اليونانى، والتدريب المشترك «حماة الصداقة» مع الجانب الروسى، والكثير من الدول الأخرى.
وفى إطار تلك التدريبات يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات، وتقوم القوات الجوية ببذل مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى استفادة فى جميع التدريبات المختلفة، هذا بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه المشاركون فى التدريبات من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية.
■ كيف يتم التأهيل بالقوات الجوية لإعداد وتدريب طيارينا والكوادر الفنية خاصةً فى ظل التقدم التكنولوجى الراهن؟
- الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها هو الفرد المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الآداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب ويمتلك لياقة ذهنية وبدنية عالية ليصبح قادرًا على استخدام أحدث المعدات، وتلك الصفات هى التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات الأداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف، وتقوم قواتنا الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها وصولاً إلى تشكيلاتنا الجوية التى يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد التخصصى والبدنى، بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب.
كما أن هناك خططا مستمرة للتدريب والإعداد الدائم داخليًا وخارجيًا تتم من خلال برامج التأهيل العلمى «النظرى ـ العملى» بمعهد دراسات الحرب الجوية ومراكز التدريب والمعاهد الفنية المتخصصة بالقوات الجوية المصرية والعالمية، وكذلك الفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة، كما تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى.
ولدينا مدرسة القتال الجوى بها آخر ما تم التوصل إليه من فنون الحرب والقتال الجوى كتدريب متقدم، كما نمتلك نظامًا لتقييم نتائج الاشتباكات الجوية وهو من أحدث النظم فى هذا المجال، بالإضافة لبرامج تبادل الزيارات والبعثات الخارجية للاستفادة من خبرات الدول المختلفة، وكذلك الاشتراك فى المناورات والتدريبات مع الدول الشقيقة والصديقة لصقل المهارات والتعرف على أحدث الأسلحة وأساليب القتال.
أما بالنسبة للكوادر الفنية، تقوم القوات الجوية باختيار العناصر المتميزة للعمل فى المجال التأمين الفنى ثم يتم تأهيلهم التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى اللازم فى مراكز إعداد الفنيين بعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية، وتستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة من الكوادر الفنية المؤهلة على مختلف الطرازات بالقوات الجوية، كما يتم تأهيلهم بدورات وفرق خارج البلاد، مع توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم والاهتمام بمستوى المعيشة للصف والجنود وتوفير نوادى ترفيهيه لرفع الروح المعنوية لهم.
■ ما هى الجهود التى تقوم بها القوات الجوية فى دعم مسيرة التنمية والمعاونة فى خدمة المجتمع المدنى؟
- تقوم القوات الجوية بدور مهم لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدنى، لما لها من قدرة على رد الفعل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية، فتكون دائمًا فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء الجوى للجرحى والمصابين والنقل والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين، وكذلك مكافحة الحرائق ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن، وتقوم طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج، كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة فى البحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى ومكافحة الزراعات المخدرة، وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية «إدارة مكافحة المخدرات» والقوات الجوية وبالتعاون مع قوات حرس الحدود، كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحى لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال «التنمية الزراعية ـ التخطيط العمرانى ـ النقل والطرق»، كما تقوم القوات الجوية بنقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة من الكوارث الطبيعة.
■ ماذا عن الخدمات التى تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء؟
- الوفاء ورد الجميل هو صفة أصيلة داخل القوات الجوية عن طريق الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء فى لمسة وفاء لمن ضحو بأرواحهم فى خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام، لذا انشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى.
كما تقوم القوات الجوية بتقديم الرعاية الطبية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية، وتولى القوات الجوية الاهتمام بشكل خاص بأسر وأبناء الشهداء باستخراج كارنيهات العضوية لـ»دار القوات الجوية ـ نوادى القوات المسلحة»، كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.
وأخيرًا وليس آخرًا يتجلى الوفاء والعرفان بالجميل من القوات الجوية بدعوة أسر الشهداء فى احتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة ليعلموا علم اليقين أن الدور الذى قام به شهدائنا الأبرارلا ينسى أبدًا مهما مرت الأيام والسنين فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالى مصر فى أمان وعزة وكرامة.
■ كلمة توجهها لرجال القوات الجوية وشعب مصر بمناسبة عيد القوات الجوية؟
- أُهنئ رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية، وأشيد بحفاظكم على مستوى الأداء المتميز وعطائكم وجهدكم الذى تبذلونه لرفع كفاءتكم القتالية وصقل مهاراتكم بالتدريب المستمر، وتضربون كل يوم مثالاً للتضحية والبطولات وتحليكم بأعظم صور الشجاعة والبسالة النادرة، راجيًا لكم دوام التوفيق فى مهامكم ومسئولياتكم التى تحملون أمانتها وتضطلعون بها فى حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه وأدعوكم للاستمرار فى بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة استكمالاً لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم بكل غالى ونفيس من أجل الوطن وسطروا فى التاريخ بطولات لا تنسى.
وعلى الشعب المصرى أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية الذين يقفون دائمًا مع إرادة الشعب العظيم ضمانًا لاستقراره ورخاؤه وصونًا لمقدرات شعبنا العظيم وتاريخه وحضارته المجيدة لتظل مصرنا الغالية حرةً أبية.