الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

على عبد المنعم مدير مشروع تخطيط طرق ومحاور الإسكندرية : النقل «خارج علي القانون»..وشبكة المواصلات متهالكة




كشف د. علي عبدالمنعم مدير إدارة تخطيط النقل بالإسكندرية عن قيام اللجنة المشكلة بالتعاون بين المحافظة ووزارة التعاون الدولي بالمفاضلة بين 7 مكاتب استشارية عالمية لتنفيذ مشروع تطوير النقل بالإسكندرية وهو المشروع الذي يجري تمويله بمنحة من الوكالة الفرنسية للتنمية.

وأضاف عبدالمنعم في حواره لـ«روزاليوسف» أن المشروع سيجري طرحه للنقاش العام عبر عدة لقاءات عامة ومؤتمرات يجري تنظيمها بالتعاون مع المحافظة والجامعة قبل البدء في التنفيذ.
واعترف عبدالمنعم بأن شبكة النقل في عروس المتوسط باتت متهالكة وانتهي عمرها الافتراضي، لافتًا إلي أن المشروع الجديد يتضمن تطوير شبكات ما يسمي بنظام النقل السريع «مترو وخطوط ترام حديثة عبر كباري أو معزولة المسار في الطرق الأرضية»
 
■ ما آخر تطورات ملف تطوير النقل الحضري بالإسكندرية؟
- الوكالة الفرنسية للتنمية التابعة للاتحاد الأوروبي كانت قد خاطبت وزير النقل في أكتوبر 2011 بمسودة اتفاقية عبارة عن منحة قيمتها 500 ألف يورو لإجراء دراسة عن النقل الحضري بالإسكندرية.
والحقيقة أننا أهملنا النقل في الإسكندرية منذ سنة 1982 وهو تاريخ آخر دراسة حول التخطيط الشامل وكان قد قام بها محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت بالاشتراك مع الدكتور محسن زهران ومجموعة من أساتذة الجامعة وخرج منها مخطط شامل و13 مشروعًا عاجلاً وتم تنفيذ الـ13 مشروع العاجل فورا، منها نفق باب شرق ومشروعان «باركنج» واحد في القائد إبراهيم والآخر أمام هانو بالمنشية وطريق جمال عبدالناصر وطريق جميلة أبوحريد، فيما لم ينفذ المخطط الشامل حتي الآن.
■ وما أسباب التأجيل؟
- أولاً لضخامة التكاليف واتجاه صرف الميزانيات في تطوير الميادين وحل المشاكل اليومية وليس للتخطيط علي المدي الطويل فالنظام القديم كان يعتبر الإسكندرية مجالاً «للسياحة» الصيفية وكانت هناك اعتبارات سياسية للاهتمام بالمشاريع العاجلة مثل حل مشاكل في منطقة معينة أو تجميل ميادين أو حل مشاكل طارئة غير مدرجة في مشروع التخطيط الشامل.
■ وماذا عن وضع وسائل لنقل الحكومة في الإسكندرية؟
- لدينا في الإسكندرية الترام والذي يعتبر العمود الفقري للمدينة من حيث وسائل النقل انتهي عمره الافتراضي منذ 50 عاما وقيمته تقدر بالملايين ولكن كان المشروع الذي أعد سنة 82 أن نشتري القطارات علي مراحل لأن المشاريع العملاقة لا يمكن تنفيذها مرة واحدة فقد أصبحت الإسكندرية الآن معرضة لانهيار شديد في نظام النقل والمرور وهناك مناطق سيصعب في السنوات المقبلة خدمتها بالنقل أو المرور مثل منطقة سموحة ستتوفي مروريا لأن سموحة بها ثلاثة كباري تربطها بطريق الحرية وحاليا جميعها مسدودة وتقع علي ترعة المحمودية وهي غير مؤهلة في الوقت الحالي.
■ وما أثر نزع الرمال لتوسيع المرور علي تسهيل المرور في الكورنيش؟
- للأسف كنا نمتلك ساحلاً يكاد يكون أجمل ساحل في الشرق الأوسط نحن افنينا الإسكندرية عندما انتزعنا الرمال من الشواطئ.
■ هل من الممكن أن تعود شواطئ الإسكندرية كما كانت؟
- لا يمكن إعادة الرمال إلي الشواطئ حيث أقيمت منشآت ضخمة منها توسيع الكورنيش وإنشاء كوبري سان ستيفانو ولا يمكن إعادة الحال كما كان عليه علي الرغم من أن توسيع الكورنيش لم يكن بالأسلوب العلمي السليم.
■ البعض قال إن هذا كان بسبب الخوف من مد البحر وغرق المدينة؟
- للأسف هذا الكلام ليس صحيحًا بالمرة وتردد من أشخاص ليسوا متخصصين.
■ ألم يكن ذلك بتخطيط؟
- اطلاقا.
■ وما أهم مشكلات الإسكندرية؟
- مشكلتان رئيسيتان: المرور والنقل.. ومشكلة المرور هي طارئة تظهر وتختفي عند وجود مشاكل نقلية أي.. المشكلة الأساسية في الإسكندرية هي مشكلة نقل وليست مشكلة مرور ومشكلة المرور هي الظاهرة والتي يمكن أن يشعر بها المواطن إذا ما تطور النقل ستختفي تدريجيا مشاكل المرور.
■ وما الذي يتضمنه المشروع الحالي؟
- تطوير نظام النقل بالإسكندرية سواء بالمنطقة الحضارية الحالية أو امتدادها حتي مدينة برج العرب والساحل الشمالي ويشمل التطوير شبكات ما يسمي نظام النقل السريع «مترو أو خطوط ترام حديثة علي كباري أو علي سطح الأرض معزولة المسار بشكل كامل أي ممكن ترام سريع أو ترام تسير في نفق علي كوبري علوي وفقًا للمنطقة التي ستتحرك فيها خارج المدينة.
■ وهل تتحمل المباني القديمة مثل هذه المشروعات؟
- الترام الحديث ليس له أي تأثيرات سلبية علي المباني القديمة وكذلك لا نخشي من وجود مدينة آثرية تحت سطح الأرض حيث يتم استخدام ذلك بأجهزة حديثة لمعرفة مكونات ما تحت الأرض من منطقة الإنشاء المقترحة مثلا منطقة الـ7 بنات تجري دراسة جيولوجية وحفر استكشافية أو أجهزة اليكترونية سوف نستخدمها للتأكد من خلو المنطقة من الآثار.. في أوروبا الترام لا يحدث أي ضجيج بينما الحالي انتهي عمره الافتراضي مما يحدث ضجيجًا وأيضا لأنه تم اهماله من حيث الصيانة والإصلاح.
■ متي سيبدأ المشروع الجديد لتطوير النقل بالإسكندرية؟
- المشروع لم يبدأ بعد ويجري الآن اختيار أفضل مكتب استشاري لتنفيذه تقدم لنا 22 مكتبًا استشاريًا عالميًا لعمل الدراسات حول المشروع تم تصفيتها إلي 7 مكاتب عن طريق لجنة من وزارة النقل وزارة التعاون الدولي ومحافظ الإسكندرية برئاستي وتم تصفية الشركات إلي أربع شركات عالمية من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا عندهما نظم نقل حديثة وسيتم اختيار أفضل دراسة فيها وهناك وعد من الوكالة الفرنسية لتمويل التنفيذ بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي ووزارة النقل.
■ وما الفترة التي سيستغرقها تنفيذ المشروع؟
- إجراء دراسات التنفيذ يستغرق حوالي 18 شهرًا يليها مباشرة تنفيذ المخطط الذي سيتم الاتفاق عليه من الخبراء وسيتم طرحه للنقاش العام من خلال مؤتمرات تنظمها الجامعات أو الوزارات لشرح المشروع ومراحل تنفيذه وأخذ آراء المواطنين فيه وتنفيذ المشروع سيتطلب مليارات وبالنسبة للفترة المحددة للانتهاء من المشروع استطيع أن أقول أن هناك حلولاً سريعة المدي يمكن تطبيقها من الغد مثل إعطاء أولويات للاتوبيسات والسرفيس علي شبكة الطرق إنشاء حارات خاصة بها أي شبكة معينة للأتوبيسات والسرفيس علي شبكة الطرق إنشاء حارات خاصة بها أي شبكة معينة للأتوبيسات والميكروباصات وهي أشياء يمكن إجراؤها بدون تكلفة ويمكن عرضها علي اللجان المسئولة سواء في المحافظة أو خارجها لاقرارها ويجب أن يكون المسئول عن الملف من المتخصصين وليس الهواة.
■ وكيف ستواجهون مشاكل الميكروباصات و«التوك توك»؟
- لا يستطيع نظام النقل العام تغطية الاحتياجات النقلية المتزايدة وحده بل نحتاج لمعاونة القطاع الخاص الذي يتمثل في التاكسي الجماعي والميكروباص والتاكسي الفردي ولكن تلك الوسائل الخاصة لا يجب أن يكون نظام التشغيل فيها عشوائية وغير قانوني بل يجب أن يعمل سائق الميكروباص في إطار قانون يحدد مساراته والأجرة التي يأخذها والمحطات التي يقف فيها وفترات العمل اليومية والالتزامات القانونية.
■ ما أسباب حوادث القطارات في رأيك وهل القطارات في مصر أصبحت كارثة؟
- سكك حديد مصر كانت تعتبر ثاني سكك حديد في العالم من حيث التاريخ وطول السكة واستمرت من أفضل سكك الحديد حتي بداية الثمانينيات ونظرا لمشاكل المرور تم إلغاء ما يسمي بالارتباط بين الاشارة والمزلقان بمعني في العديد من دول العالم هناك ارتباط بالاشارة بين المزلقان بمعني لا يمكن إعطاء اشارة خضراء للقطار بدون أن يكون المزلقان مغلقًا ولا يمكن إعطاء اشارة حمراء إلا وأن يكون المزلقان مفتوحًا وكان هذا الوضع معمولاً به في مصر حتي عام 84 حين وجدوا أن الاشارة تتطلب من 5 إلي 7 دقائق وكان هذا الزمن  كبيرًا جدًا فتم إلغاء نظام الارتباط واستبدل بعامل المزلقان وبالتالي الحوادث زادت بمعدل كبير عالميا لا توجد أي حوادث عند المزلقانات قد تكون هناك حوادث لأسباب أخري ولكن ليست لهذا السبب حيث إنهم يحترمون نظام الارتباط بين الاشارة والمزلقان والآن سنعيد الاشارات.