الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وثيقة الأزهر.. وحماية الوطن




إن الوثيقة التى أصدرها الأزهر الشريف خرجت من منطلق واجبه الدينى والوطنى ولذلك لاقت قبول جميع القوى المختلفة ومثلت كل الاطياف السياسية  فى مصر سواء من ناحية الاسلاميين أو العلمانيين أو الليبراليين أو اليساريين وتبين ذلك من اسماء الذين اشتركوا فيها  ويجب عدم الانسحاب منها، حيث إنه من المفترض أن تكون الوثيقة خريطة للتحرك السياسى والوطنى لمصلحة مصر.

 

اما ان تفتت الاتحادات بهذه الصورة فهذا يؤدى إلى النزاع مرة أخرى  وتبقى الأوضاع فى مصر على الصورة التى  نراها اليوم من التوتر والاحتقان أمر يجب ان يتلافاه كل مصرى حريص على مصلحة مصر خاصة فى تلك المرحلة السياسية الدقيقة ولو بالتنازل عن بعض المطالبات التى تنادى بها بعض القوى  والتيارات المتنازعة سياسيا.

 

إن ما يؤكد أهمية وثيقة الأزهر ومصداقيتها وقبولها حتى لدى كل أفراد الشعب المصرى أن الأزهر ليس له مصلحة فى الميل لطائفة أو تحزب أو طيف سياسى معين ولكن تحدوه الرغبة إلى اطفاء نيران الخلاف وإصدار وثيقة تمثل  اتفاقًا بين التيارات وأى انسان يستطيع ان يرى المناقشات التى تمت حول الوثيقة لتخرج ممثلة للتيارات جميعا.

 

أما وجود نقد لمسألة متفق  عليها  فهو أمر خطير جدا يؤدى بمصر إلى دوامة خطيرة ، كما أن من  الثبات على المبدأ أن يلتزم الانسان بما يتفق عليه الجميع وإلا كانت كل الاتفاقيات التى تحدث بين الدول معرضة فى أى وقت للتراجع عنها لمجرد خلاف يحدث وهو موجود دائما.

 

ومن المفترض كما يقال فى الحكم المصرية: الرجل ملتزم بكلامه وعليه يجب على الأطياف السياسية التى وافقت على الوثيقة أن تتمسك بها وتجعلها خريطة للعمل فى مصر لا سيما أنها خرجت من جهة حيادية كالأزهر الشريف  الذى يمثل ضمير الأمة.

 

إن ما يحدث على أرض الواقع وفى الحالة المتوترة الآن توجب على الجميع  التمسك بوثيقة الأزهر وعدم الانصراف عنها، لأن الانصراف من حولها يؤدى لإشعال الفتن بصورة مستمرة، كما يؤدى إلى إهدار الوطن.

 

 وأرجو أن  ينظر الجميع إلى مصر باعتبارها أمًا لهم لأن البلد الذى ينشأ فيه الإنسان يتحول إلى حضن يجب أن  يعامل كأحضان الامهات وهذا شيء مفطور  فى طبيعة الانسان حتى الطيور والحيوانات فما بالنا بالانسان الذى هو مفطور على حب الوطن والمكان الذى نشأ فيه، ولابد أن يعيش الانسان فى وطنه بصورة ترجو له الأصلح والأهدأ بالاً والبعد عن الاضرار التى تنشأ من خلال المواجهات  الشرسة التى نراها على الساحة  المصرية.

 
 

عضو هيئة  كبار العلماء