الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«نساء مصر»: ميدان التحرير لن يكون أداة قمعنا





أبرزت وسائل الاعلام المختلفة خلال الأسبوع الماضى قضية الاعتداء على النساء فى ميدان التحرير، كما أعربت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن قلقها وانزعاجها الشديد لضخامة الهجمات الأخيرة ضد المرأة والتى تضمنت تقارير عن اعتداءات جنسية حدث كثير منها فى الميدان، وهو نفس المكان الذى احتشدت فيه النساء للمساهمة فى تحقيق مستقبل أفضل لبلادهن، ودعت الهيئة الحكومة والشعب المصرى لوقفة حاسمة أمام كل أشكال العنف ضد النساء، وتعزيز حقوق الإنسان للجميع بما فى ذلك حقوق النساء فى حياة خالية من العنف والتمييز ومشاركة كاملة فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

فى نفس الوقت ، تنظم اليوم الجبهة الوطنية لنساء مصر مسيرة من نقابة الصحفيين مروراً بطلعت حرب وحتى ميدان التحرير ضد «عنف وبلطجة» النظام والتحرش بالنساء.
وقالت منى عبد الراضى المتحدث باسم الجبهة: إنهن لن يصمتن إزاء التطور الذى وصل إلى حد انتهاك الفتيات والتحرش بهن،  مضيفة أن هذا الأمر لا ترضاه أى من الشرائع السماوية والإنسانية.

من جهتها عبرت الدكتورة عزة هيكل، مقررة لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس القومى للمرأة، عن اعتقادها أن «ما يحدث للمرأة  هو جزء من عملية قمع سياسى واجتماعى للمرأة المصرية»، بهدف النقص من دورها فى الحياة السياسية.

 واعتبرت أن «المسئول عن هذه الاعتداءات هى جماعات وميليشيات سرية،  لها اهداف سياسية لإهانة المرأة وتخويفها وتجريمها وإبعادها عن المشهد السياسي، بادعاء أن ما يحدث هو من قبيل البلطجة».

وتعليقا على البيان الذى أصدرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة الذى شجب ما تتعرض له المرأة المصرية من انتهاكات وحالات عنف، قالت الدكتورة هيكل «إن المجتمع الدولى فى حاجة إلى المجتمع المدنى المصرى لمراقبة الحياة الاجتماعية للمرأة والإبلاغ عما يحدث من السلطات المصرية»، غير أنها عبرت عن أسفها من أن «دستور مصر الثورة لم يعط غطاء قانونيا وحماية تشريعية للمرأة المصرية».

وترى هيكل أن الحكومة تغض الطرف ولا تساعد المنظمات الحقوقية فى مساعيها، كما لا تنشر ثقافة حقوق المرأة بين الناس: «إنها تنشر ثقافة إهانة المرأة التى يجب عليها ألا تغادر بيتها. وفى حالة خروجها من منزلها فهى تستحق ما قد يحصل لها» كما تستخلص الدكتورة عزة هيكل.

وقد روت احدى الفتيات اللاتى تعرضن للاعتداء  ما حدث لها حيث قالت: إنه على مدخل ميدان التحرير بدأت مجموعات منظمة من شباب يبدو مظهرهم بأنهم ليسوا من البلطجية الذين يتحرشون بالنساء فى الانقسام لمجموعات كل تحيط بامرأة وتلتف حولها وتبعدها الى طرف من أطراف الميدان ثم تبدأ عشرات الأيادى بالعبث فى كل جزء من جسدها ، وتهديد بعضهن باستخدام الاسلحة البيضاء واستخدام العنف الجسمانى مع اخريات.

ويقول الدكتور وائل أبو هندى - أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الزقازيق-أن الهدف من التحرش بات واضحا للعيان، وهو منع تلك الفئة من الوصول إلى الميدان مجددا فى إطار الحملة المستمرة الهادفة إلى تشويه سمعة ذلك المكان وتخويف الناس منه، وإخلائه من الثوار وجعله مكانا منفرا للجماهير، لا جامعا لها كما كان حتى خلع الرئيس محمد حسنى مبارك قبل عامين.

وتعتبر الدكتورة عزة كامل، رئيسة مؤسسة مركز قضايا المرأة والناشطة النسوية، «أن ما تتعرض له الفتيات فى ميدان التحرير من تحرش جنسى يشكل عملا ممنهجا يستهدفهن بالأساس من أجل كسر إرادتهن ومنعهن من التظاهر».

وتضيف «أن الظهور القوى للإسلام السياسى يشجع على ذلك من خلال تأجير مجموعات منظمة تسعى إلى استهداف الناشطات اللواتى يُعتبرن علمانيات فى نظر البعض».

وتشير دكتورة منال عمر - أخصائى الطب النفسى - إلى أن ميدان التحرير لم يعد يحمى المتظاهرين به، وإن عمليات التحرش التى تحدث به منظمة لتحقيق أهداف معينة، لافتة إلى أن من يريد التحرش أو الإشباع الجنسى أمامه فرص وأماكن كثيرة.
وأضافت  «السيدات اللاتى يتم الاعتداء عليهن يعجزن عن استرداد حقوقهن بالتشفى أو الانتقام، ويشعرن بالذل والمهانة والعار، وعندما تحكى الأمر لأقاربها وأسرتها وأصحابها فيتم تسريب ذلك الشعور السلبى إليهم».

غير أن نهال سعد زغلول، الناشطة فى حركة بصمة ضد التحرش، تعتبر أن سبب ما يحدث يعود « أيضا الى أننا ظللنا صامتين لفترة طويلة حتى تفاقمت المشكلة». وقالت : «إنهم يشنون حربا على المرأة من خلال إشاعة الذعر والخوف. فهى للأسف ظاهرة اجتماعية يتم استخدامها فى السياسة بهدف إرهاب المرأة».

وعن سؤال ما إذا كانت هذه الأحداث ستمنع المرأة المصرية من النزول إلى الشارع للتظاهر، أجابت قائلة «قد يأخذ الخوف من بعضهن لكن لن يكون هناك تأثير كبير بشكل يمنع كل النساء من التظاهر». وأكدت أن جمعية «قوة ضد التحرش» و هى الحركة الشبابية التى تأسست لحماية النساء فى الشوارع أثناء التظاهر وخلال الأعياد  «تبذل مجهودات كبيرة للدفاع عن المرأة وحمايتها، مما يطمئن النساء إلى حد ما».

ويصر عدد كبير من النساء على الاستمرار فى النضال وفى ميدان التحرير على الرغم من انتشار هذه الظاهرة.تقول سامية عبد الرشيد – أنها سوف تحمل السلاح لتدافع عن نفسها أيا كان نوعه وأنه لا بد من وقفة ضد هؤلاء حتى يعرفوا أنه ليس من السهولة تخويف النساء.
كما تحمس عدد اخر للنزول فى المسيرات النسائية على الرغم من عدم مشاركتهن من قبل فيها حيث تقول دعاء محمد البندارى أنها ستشارك فى أى مسيرة نسائية تتم الدعوة اليها لأن ما يحدث يستفز شعور أى امرأة وطالبت أن يشارك الأزواج زوجاتهن فى هذه المسيرات حتى تفشل الخطط التى تسعى الى تخويف المرأة.