الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

من «الشيخ حسن» إلى «بشر مثلكم» رجل الدين على الشاشة بين الدعوة والسياسة





 
مصطفى الشال: قدمت الشعراوى وعبد الحليم محمود والغزالى لمحاربة التطرف
أكد المخرج مصطفى الشال صاحب أهم المسلسلات التى قدمت السير الذاتية للعديد من الأئمة والمشايخ فى العشر سنوات الأخيرة وعلى رأسهم «الشعراوى» و«عبد الحليم محمود» و«الإمام الغزالى» أنه لابد من تقديم النماذج الوسطية من رجال الدين والذين اقتربوا من الناس بفكرهم الوسطى البعيد عن التطرف والتشدد وهذا نابع من أن المصريين بطبيعتهم وسطيون والتاريخ اثبت ذلك.

وقال: عندما قررت تقديم مسلسل «الإمام الشعراوى» لم أقدم بساطة تفسيره لكتاب الله فقط وإنما اخترت أن أركز على الحياة الاجتماعية البسيطة التى يعيشها هو وأسرته حتى تكون نموذجاً يحتذى الناس به فى حياتهم وكان هذا سر نجاح المسلسل وفى المقابل كان هناك نموذج عكس شخصية الشعراوى فى المسلسل وهى شخصية الشيخ التى جسدها حمدى أحمد والتى كانت تتسم بالتطرف والتشدد فى افكارها أيضا الإمام عبد الحليم محمود يسير فى هذا الطريق وإن كان لم يأخذ حقه فى العرض.

مصطفى الشال

وأشار الشال إلى أهمية التفريق بين المشايخ ورجال الإزهر وبين وظيفة الدعاة التى استحدثت مؤخراً والتى يتاجر بعضهم بالدين لجنى المكاسب المالية فهذا نموذج لا يعبر عن قداسة رجل الدين بأى حال من الأحوال ويجب تقديم هذا النموذج على الشاشة فماذا سيستفيد المشاهد عندما يرى رجل الدين فاسقاً ومتعدد العلاقات النسائية وهمه كسب المال فى هذه الحالة سيشوه الصورة المحفورة فى اذهان الناس عن هذا الشخص.

وتوقع الشال نفور الناس من المسلسلات التى تشوه شخصية رجل الدين خاصة مسلسلات الداعية وبشر مثلكم التى فى طريقها للخروج من النور وخاصة إذا كانت  هذه شخصيات بدون أصول تاريخية وأضاف الشال مؤكدا أنه سيكمل مشوار مسلسلات السير الذاتية لرجال الدين الوسطيين لمواجهة أى تطرف قادم من جانب التيارات الإسلامية التى نبضت على الساحة وأن هناك مشروعاً يجهز له مع المؤلف بهاء الدين إبراهيم عن حياة الإمام «ابن تيمية» المناهض للتشدد والتطرف خاصة آراءه التى تبيح إهدار دم الحاكم وتوقع أن يكون هناك صدام مع الإخوان والسلفيين حول هذا المسلسل الذى لا يتناسب مع فكرهم.
 
رانيا ياسين: «زينب الغزالى» ليس ترويجا للإخوان بل نموذج للداعيات

 
حوار- آية رفعت

 دافعت الفنانة رانيا ياسين عن مسلسل «زينب الغزالى» الذى قامت بتصويره وأكدت أنها لا تروج لجماعة الإخوان بل تقدم داعية جليلة ونموذج لسيدة قوية.

■ هل لجماعة الإخوان يد فى توقف مشروع المسلسل؟

- إطلاقا فالمنتج هو السبب الرئيسى لعدم وجود سيولة مالية لديه، حيث إن شركة الإنتاج جديدة ولم تحسب جيدًا المصروفات المقدرة لإكمال التصوير مما اضطرنا لتوقفه وكان يتبقى لنا أسبوعان فقط.. وكل هذه الادعاءات من نسج خيال المؤلف أحمد عاشور.. والإخوان ليست لهم أى سلطة لوقفه أو الاعتراض عليه حيث إننا نرصد للتاريخ بمنتهى الأمانة مثلما حدث فى مسلسل «الجماعة» ونقول ما لهم وما عليهم فنحن لا نمجد فيهم ولا نسىء لهم.. ونتطرق فى الأساس لتاريخ حياة شخصية زينب الغزالى مع الإخوان وغيرها وبالطبع نناقش بعض خبايا الجماعة والأحداث والمعتقدات التى كانت تدور داخلها وقتها من وجهة نظر الغزالى نفسها.. بعض آراء الشخصيات مثل سيد قطب والتلمسانى ونكشف عن طبيعة الدعوة التى أقامتها الجماعة والتى تسببت فى قرار عبدالناصر باعتقال أعضائها. غير أننى أرفض ما اتهمنى به البعض بأنى تراجعت عن تقديم بعض المواقف فى المسلسل لمداعبة الإخوان، فأنا لم أنافق أحدًا حتى أنى بدأت العمل بالمسلسل منذ شهر مارس الماضى أى قبل تولى الإخوان أى سلطة لا فى مجلس الشعب ولا الرئاسة.
■ معنى ذلك أنه لا تأثير فى وجود عناصر إخوانية داخل شركة المها التى قامت بشراء المسلسل؟
- على العكس فلو كان من بينهم عناصر إخوانية لكانت أول المهتمين بإخراج المسلسل للنور خاصة أنه يحمل رمزا لرموز جماعتهم الكبار والذين يعتزون بهم.

■ هل بالفعل تدخلت فى السيناريو لتشويه صورة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟

- أنا تدخلت بالفعل ولكن ليس من أجل تشويهه بل حذفت بعض الجمل التى كانت تقال على لسان زينب للحفاظ على صورتها وعلى صورته على حد سواء. فقد كانت تقول أن عبدالناصر كافر وملحد، وعلى الرغم من أن الغزالى ذكرت هذه العبارة فى كتابها الخاص بحياتها ولكنها كانت تقول ذلك بعدما تم تعذيبها فى المعتقلات.. لذلك وجدت أن قولها لهذه الجملة فى بداية المسلسل ليست لها أى صفة وستؤثر سلبا على صورتها خاصة أنها تقوم بتكفير الرئيس الراحل بدون سبب مقنع لدى المشاهد.

■ وهل يستعرض المسلسل تغييرات الانتماءات السياسية فى حياة زينب الغزالى؟

- أم الصابرين كانت منذ بدايتها مؤمنة بفكر جماعة الإخوان وكانت تدعمهم منذ البداية حتى إنها ساندت بشكل كبير الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة، ولكنها كانت ترفض الانضمام لهم فى بدايتها حيث كانت ترى أن انتسابها لأى حزب كان سيؤثر على تفكيرها السياسى الإخوانى.
■ وكيف تقيمى تطور صورة الرموز الدينية؟

- لقد كانت الأفلام قيما تعتمد على إظهار رجل الدين بالشكل الطيب والواعظ وهذا ما يجب أن يكون عليه.. ولكن الشيوخ مهنة مثل أى مهنة بالعالم يوجد بها الصالح والفاسد، فهناك نماذج لشيوخ أجلاء وعظام ويجب أن نقتدى بهم وآخرين انتشروا فى الفترة الأخيرة ويعملون بالدين كأنه تجارة يخوضون فى أعراض الناس ليشتهروا. ويجب على الدراما الاهتمام بكل العناصر فنبرز وننتقد الفاسد ونعلى من شأن العالم لكى يستفيد منه الناس.


حسن يوسف: مسلسلا «حسن البنا» و«سيد قطب» سياسية وليست دينية


أكد الفنان حسن يوسف والذى قدم العديد من الأعمال الدينية مثل الإمام المراغى وأمام الدعاة وغيرهما من الأعمال الدينية الأخرى أن الأعمال التى ستقدم فى الفترة المقبلة بعيدة كل البعد عن الدين فهى أعمال سياسية ليست لها أى علاقة بالدين فتقديم عمل عن سيد قطب سيقدم الفكر السياسى لهذا الرجل فقط وأيضا تقديم حسن البنا فى عمل فنى سيوضح كيف نشأت جماعة الإخوان المسلمين وهذه الأعمال ليست دينية لأن هؤلاء الأشخاص رجال سياسة وليسوا رجال دين على عكس الشعراوى أو الإمام عبد الحليم محمود أو الإمام المراغى الذى كان هدفهم فىالحياة هو خدمة الإسلام والأزهر الشريف وعن دور السينما فى تقديم الأعمال الدينية وتناول شخصية رجل الدين أكد يوسف أن السينما كانت تتعمد تقديم رجل الدين بشكل كوميدى أكثر من الجانب الدينى فى حياته.


محمد رياض: السينما لم تقدم أعمالا دينية منذ فيلم «الشيماء»


أكد الفنان محمد رياض الذى أثرى الدراما المصرية بالعديد من الأعمال الدينية مثل الإمام ابن حنبل وابن حزم ومسلسله الأخير الإمام الغزالى قال أن السينما المصرية ظلمت الأعمال الدينية بشكل كبير فلم يقدم عمل دينى سينمائى منذ فيلم «الشيماء» الذى قدمته الفنانة سميرة أحمد فى السبعينيات ولم يقدم بعدها أى عمل آخر والسبب فى ذلك هو أن مؤسسات الدولة هى التى كانت تقوم بانتاج هذه الأعمال ولكن فى الوقت الحالى توقفت مؤسسات الدولة عن انتاج الأعمال السينمائية الدينية لأنها تتكلف ميزانية انتاجية ضخمة ولم تحقق ايرادات كبيرة وذلك بسبب تغير ذوق المشاهد وأضاف رياض أنه يفكر حاليا فى أن يقدم احد الشخصيات الدينية ولكن لم يستقر عليها حتى الآن لأنه يجد فى هذه الأعمال رسائل هامة للمشاهدين وتساهم فى خدمة الإسلام.


مدحت العدل: لا يمكن مقارنة «الداعية» بمسلسلات رموز الإسلام


يناقش الكاتب مدحت العدل قضية فساد رجل الدين فى مسلسله «الداعية» ولكن ليس من الجانب الدينى المتعارف عليه، حيث قال إن تطور صورة رجل الدين ناتج عن تطوره فى المجتمع فانتشارت النماذج السيئة والتى تعتمد على استخدام الدين والفتاوى بشكل متشدد وغير مدروس فى الفترة الماضية تحتم على الفن أن يعكس ما وصلوا إليه.. وتدور أحداث المسلسل حول أحد الدعاة الجدد والذين انتشروا مؤخرا فى الفضائيات الدينية المختلفة.. ليقع هذا الداعية فى غرام عازفة تعمل بفرقة موسيقية، ومن خلال قصة الحب يبرز المؤلف الانتقادات التى يعانى منها هذا الرجل ومنه لإبراز المشاكل التى يعانى منها المجتمع المصرى من تناقضات وتشدد وغيرها من العوامل التى تؤثر على فكره..
 وسيقوم ببطولة المسلسل هانى سلامة وبسمة.. وأضاف مدحت العدل أنه لا يعتبر المسلسل دينيا بالشكل المتعارف عليه لكى يستطيع مقارنته بالمسلسلات الدينية التى تحمل السير الجليلة للشيوخ العظماء والتى تحمل مواعظ يحتاجها المجتمع للاقتضاء بها، حيث أنه عمل اجتماعى من الطراز الأول. وعن توقعاته لإثارة المسلسل لمشاكل خاصة مع بعض الرموز الدينية الموجودة بالمجتمع قال أنه يتوقع بعض ردود الأفعال والانتقادات بسبب استخدام شخصية رجل الدين فى هذا السياق ولكنه لم يقصد بها أى داعية بعينه، وأضاف قائلا: «كل من يتناول فكرة التطرف بشكل عام يقابل بالانتقادات والهجوم، فأنا سأقوم بعرض هذه المشكلة من وجهة نظر اجتماعية وليست دينية. وكيفية التعامل مع الدنيا والدين معا دون تطرف.. ثم أن الكاتب الراحل نجيب محفوظ بنفسه قد تعرض لهجوم حاد بسبب تناوله قضية التطرف».

توقع الناقد رفيق الصبان صدامًا بين صناع الأعمال التى تتناول الدعاة والمسلسلات الدينية بشكل عام وبين القائمين على الحكم فى مصر من الإخوان والسلفيين فى ظل تقديم نموذج رجل الدين من ناحية عيوبه وحسناته وأشار الصبان إلى أن هناك هالة من التقدير والاحترام تصل لدرجة التقديس بالنسبة لصورة رجل الدين على اعتبار أنه قدوة يحتذى الناس به فى حياتهم وهذا انعكس على صورة رجل الدين على الشاشة وجعل المبدعين يفكرون قبل أن يتناولوا رجل الدين فى أعمالهم وإذا أظهروه يكون هذا من منطلق أنه ملاك ولا يخطئ وليس بشرًا من الممكن أن يخطئ ويصيب وأضاف الصبان أن الرقابة كانت ومازالت من أهم العوائق التى تقف فى وجه المبدعين إذا ما قرروا تقديم الشيخ أو الداعية بشكل واقعى ومهنته مثل مهنة الطبيب والتاجر والمحامى قد يخطئ وقد يصيب وتكون فى النهاية رفض هذه الأعمال ومنعها من الخروج للنور.

 أما الناقدة ماجدة خيرالله فترى أن شخصية رجل الدين اختلفت من الماضى حتى الآن فلم يعد الشيخ هو ذلك الرجل التقى الفقيه المشهور بالخلق القيم حيث ظهر أشخاص يدعو أنهم رجال الدين وليس ملمين بأمور الدين بالقدر الكافى وكل هذا انعكس على الصورة التى يظهر بها رجل الدين على الشاشة. وتقول: السينما خدمت شخصية الشيخ أو الداعية بصورة متعددة منذ الخمسينيات وحتى اللحظة الراهنة ففى الوقت الذى ظهر فيه يحيى شاهين فى «جعلونى مجرمًا» بشكل شيخ متسامح وتقى ويحاول هداية فريد شوقى لطريق الصواب ثم ظهرت بعده شخصية الشيخ المنافق فى فيلم «الزوجة الثانية» والذى كان يحلل للحاكم كل مفاسده وافترائه على الفلاحين البسطاء مستخدمًا آيات الله فى ذلك ونفس النموذج قدمه يوسف شاهين فى فيلم الأرض وعندما بدأ موسم هجرة المشايخ لدول الخليج بحثًا عن الرزق عادوا بفكر مختلف عن الوسطية التى نشأ عليها المصريون حيث عادوا بالفكر الوهابى وبدأت تظهر الجماعات المتطرفة والاغتيالات وتحريم كل شىء وهذا انعكس على الفن حيث ظهرت أعمال مثل الإرهابى وطيور الظلام والعائلة لمحاربة هذا الفكر إلى أن وصلنا لما نعيش فيه الآن..


واضافت خيرالله أن التيارات الإسلامية المتشددة لم تختف وإنما كانت تخطط فى الخفاء لاختيار اللحظة المناسبة للانقضاض على السلطة وهذا ما نعيش فيه الآن وإذا كانت شخصية رجل الدين قد تغيرت على الشاشة فإن هذا التغير ناتج عن التغيير فى الواقع.


النقاد: الرقابة تضع خطوطًا حمراء لمنع تشويه صورة رجال الدين


تتغير صورة رجل الدين فى الأعمال الفنية من فترة لأخرى وتتنوع ما بين رجل واعظ صالح يدعو الناس إلى سبيل الله بالموعظة الحسنة ويمثله فيلم «الشيخ حسن» وغيره من يتخذ الدين ستاراً لإخفاء جرائمه ويستخدمه كوسيلة للتملق ويشهد عليه فيلم «الزوجة الثانية» بجانب رجل الدين المتطرف الذى يدعو للعنف ويروج للفتنة والإرهاب والدليل فيلمى «عمارة يعقوبيان» و«الإرهابى» تناولت الأعمال الدرامية عدداً من الشخصيات الدينية التى نقلت للعالم وسطية الإسلام فى الدعوة.

وأبرز هذه الأعمال كانت مسلسلا «الشعراوى» و«أبو حنيفة النعمان» و«عبد الحليم محمود» و«الإمام الغزالى» و«المراغى» وغيرها من الأعمال وحاليا بعد صعود التيارات الإسلامية فى حكم الإخوان تم الاعلان عن العديد من المشاريع التى تروج للإخوان ورموزهم ومن بينها مسلسل «أم الصابرين» الذى يتناول شخصية «زين العابدين» القيادى بجماعة الإخوان المسلمين بجانب مشروع عن حياة الشيخ حسن البنا وفى المقابل ظهرت مشاريع ترد عليها وتبرز الوجه الآخر لكثير من الدعاة من تناقض أخلاقى وهذا فى مسلسلاً «بشر مثلكم» الذى يستعد له الفنان عمرو سعد و«الداعية» الذى يجسده هانى سلامة عن داعية متشتت بين الدنيا والدين بجانب مسلسل «مولانا» وأعمال أخرى لم تر النور بعد.