الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رسالة من مواطن قبطي!
كتب

رسالة من مواطن قبطي!




 


 كرم جبر روزاليوسف الأسبوعية : 30 - 01 - 2010


- هل سمعتم عن مسيحي حرق مسجداً أو قسيس شتم المسلمين أثناء وعظه بالكنيسة؟
- حالات الحب والزواج بين أبناء الديانتين تحتاج معالجات اجتماعية وأسرية هادئة
- نحن أصحاب هذا البلد بالمشاركة مع المسلمين، لكن ماذا نفعل إذا لفظنا الشريك؟


الأستاذ / كرم جبر


تحية طيبة وبعد ،،،


أحييك علي مقالك الرائع مصر هي الحل، والذي عبرت فيه ووضعت يدك علي الحل لمشاكلنا سواء الطائفية أو غيرها.. فالانتماء إلي مصر أولا فعلا هو الحل ولكن كيف نحيي هذا الانتماء ومتي؟.. هذا هو السؤال المطروح للمناقشة - وأيضا - أؤيدك الرأي في أن العهد الحالي عهد الرئيس مبارك هو أفضل من عهد الرئيس السادات بالنسبة للأقباط، وكذلك من عهد عبدالناصر الذي كانت اهتماماته تنصب علي زعامة مصر للمنطقة العربية ودورها التحرري لبلدان أفريقيا وزعامته الشخصية، ولم يكن له أي اهتمامات وتوجهات دينية سواء قبطية أو إسلامية.
إن المجتمع المصري أيام الرئيس عبدالناصر كان لايزال يسير بقوة الدفع الذاتي المتبقي من العصر الذهبي للمواطنة والتسامح وقبول الآخر، في الفترة من عصر محمد علي وحتي قيام الثورة.. ولكن اسمح لي أن أناقشك فيما كتبته بأن الإنجازات التي تحققت في عصر الرئيس مبارك غير مسبوقة في التاريخ القبطي، وأؤكد أن الرئيس رجل عادل ومتسامح ومحب لشعبه بكل طوائفه، ولكن بعض الأجهزة الحكومية بأفرادها وتصرفاتها ليست كذلك.
هذه الحقوق التي اكتسبت من نصوص الدستور المصري الذي هو فعلا، وكما تقول من أرقي الدساتير في العالم.. ولكنها نصوص بدون تطبيق فأنت تعلم ياأستاذ كرم أن أي نص قانوني يحتاج إلي لائحة تنفيذية وإلي منفذين مؤمنين بهذه القوانين وإلا ستصبح صماء، وهو ماعانيناه ومازلنا نعاني منه إلي الآن فالدولة المصرية حاولت أن تكون أكثر انفتاحا وأكثر تقدما بمتطلبات المرحلة الصعبة، ولكن التيارات المنغلقة يزداد نفوذها وانتشارها في المجتمع بشكل أصبح يعرقل أي خطوة جادة نحو تحقيق المواطنة بمعناها الشامل، من الذي يملك المؤسسات والأجهزة الإعلامية الحكومية والإمكانيات الضخمة التي كان يمكنها أن تحجمهم وتعطي الفرصة للمعتدلين والتنويريين ليقولوا كلمتهم.
إن أكثر ما يثيرني ويحزنني بل ويستفزني هو قيام بعض الكتاب بمساواة الجاني والمجني عليه ومساواة القوي مع الضعيف وللأسف لقد وقعتم في هذه المغالطة بطريقة عيب ياولاد العبوا مع بعض، ثم يليها بوسوا راس بعض، وبالرغم من أنكم وكل الأبطال في روزاليوسف رواد الدولة المدنية والاعتدال وأكثر من دافع عن حقوق الأقباط وأنا كقارئ من قدامي قراء روزاليوسف ومتابع جيد لكل الحملات التنويرية، أشهد بأنها كانت دائما حامية الحريات في هذا الوطن وهو ما شجعني وأعطاني الحق للكتابة لكم لعرض وجهة نظر قبطية من مواطن مصري قبطي الديانة ومسلم الثقافة والتربية.
إنكم بقولكم التيارات الدينية المتطرفة من الجانبين أو بقولكم الإسلام السياسي والمسيحية السياسية، فإنكم تكونون قد اتبعتم أسلوب المخاواة والمساواة، وهو أسلوب لا يعبر عن الحقيقة ولايؤدي إلي أي نتائج إيجابية.. فبالله عليك أين المسيحية السياسية هذه، ومن هم المسيحيون السياسيون وأي نوع من السياسة يمارسون وأين يمارسونها فالإسلام السياسي معروف ومطالبهم وطموحاتهم معلومة للجميع ولكن أين هي هذه المسيحية السياسية، وأين هي التيارات المسيحية المتطرفة؟
هل سمعتم يا أستاذ كرم عن مسيحي حرق جامعا أو مسيحي قتل أو حتي اعتدي علي مسلم أو حتي شتم شيخاً في الشارع أو قسيس شتم المسلمين أثناء وعظه في الكنيسة.. أرجوك اذكر لي حالة واحدة في 100 سنة الماضية، إن المتطرفين المسيحيين هم من يعطون خدهم الأيمن لمن ضربهم علي الأيسر، وهم من يحبون أعداءهم ويباركون لاعنيهم ويعطون ما لقيصر لقيصر ومالله لله، أما الأقباط غير المتدينين فهم الذين يردون اللطمة علي الخد بضربتين في وجه المعتدي ولا يتركون حقهم أبدا، ونحمد الله أن الأقباط معظمهم من المتطرفين وإلا كانت هناك حرب أهلية من زمن بعيد.
أما أسلمة أو تنصير الفتيات فلابد أن نفرق بين حالات الحب التي تحدث بين اثنين من الشباب مختلفي الديانة، وذلك بحكم التزامل في المدارس والجامعات أو الأندية أو أثناء العمل بالشركات، وهي حالات ليس فيها سبق إصرار ولاترصد وتحتاج معالجات أسرية واجتماعية بهدوء، وهي لا يجب أن تثير الأقباط أو المسلمين لأنها إحدي ضرائب المواطنة والتآخي في الوطن، ولا تستدعي أن تدفع عنصري الأمة إلي مواجهات دامية.. ولكن عندما يتم أسلمة أو تنصير الفتيات أو الشبان عند طريق التخطيط المسبق والمدفوع ماليا والإيقاع بهم في براثنهم بهدف الإثارة والتحدي، هنا مكمن الخطر.
إن الاعتراف أولا بوجود بعض الحقوق المسلوبة من الأقباط - سواء كانت بقصد أو بدون قصد - هو بداية الطريق الطويل لرفع الغصة من حلق الأقباط.. نعم أستاذ كرم صدقت أن أقباط مصر لن يحميهم سوي حضن مصر، ولكن ماذا يفعل الأقباط إذا لم يجدوا هذا الحضن الدافئ؟.. نعم صدقت نحن أصحاب هذا البلد بالمشاركة مع إخواننا المسلمين ولكن ماذا تفعل عندما يلفظك الشريك الأكبر ولايعطيك حقوقك الشرعية في هذه الشراكة؟.. نعم يا أستاذ كرم صدقت أن الضغط علي الدولة يشوه دورها الذي تقوم به ولكن الذي يشوه وجهها أكثر هو عدم حل مشاكل الأقباط، بالرغم من أن العلاج معروف وموصوف منذ تقرير الدكتور العطيفي عام 1972.
إن أقباط مصر لا يستقوون بأحد من الخارج، ولكن أقباط المهجر بحكم جنسياتهم وثقافتهم وعالمهم الجديد يلجأون إلي المنظمات الإنسانية عندما يرون ما يحدث لعائلتهم وذويهم في مصر من حوادث شبه أسبوعية ولا يجدون من ينصفهم، إن رد فعل الحكومة والإعلام وجميع الأجهزة في حادث نجع حمادي كان أكثر من رائع، ولكن هذا هو الحادث رقم 161 ضد أقباط فهل نحتاج 160 حادث اعتداء علي أقباط حتي تكون ردود الفعل دافئة هكذا.
أرجو ألا أكون أطلت عليك، ولكني من أشد المعجبين بكتاباتك وآرائك ومتابع ومؤيد لكل ما تقومون به من جهد لإصلاح وتنوير ما أفسده المفسدون.. وأخيرا نعم يا أستاذ كرم صدقت أن مصر هي الحل فقط لو صدقت النوايا وتكاتفت الجهود.
ناجي يسي
رجل أعمال قبطي مهموم بحب مصر
--
قمت بنشر هذه الرسالة كاملة التي جاءت عبر الإيميل رغم عدم اتفاقي علي بعض ما جاء فيها لسببين:
الأول: لإحساسي بأنها تتضمن آراءً عاقلة يمكن أن تسهم في الحوار الجاد للتوصل إلي حلول حاسمة لهذه المشكلة.
الثاني: لأن صاحبها الذي لا أعرفه يمثل وجهة نظر الإخوة الأقباط، بما فيها من وجيعة وشجون.
.. والنقاش لايزال مستمراً.؟
فوز بطعم الانتقام
انتصرت الأخلاق، انتصرت القيم والمبادئ، انتصر الهدوء والثقة والتواضع، انتصر الفريق الأفضل، الذي لم ينجح الفريق المنافس في جرجرته إلي الانفعال وانفلات الأعصاب، وظل الأبطال المصريون طوال المباراة في أعلي درجات الانضباط والروح الرياضية، ففازوا بأكثر من الأربعة أهداف بكثير.
انتصر الأداء الرجولي رفيع المستوي، ورغم الضرب المبرح، والركلات غير المشروعة في المفاصل والأقدام والرقبة والصدر، إلا أن لاعبينا تحملوا ذلك في صبر وهدوء، لم يضعفوا، ولم يردوا علي الاعتداء باعتداء، وظلوا في حالة تركيز هائلة لتحقيق الهدف الذي جاءوا من أجله، وهو الفوز بالبطولة.
انتصر الفريق المصري بأكثر من الأهداف الأربعة التي احتضنتها الشباك، ونجح في رد الاعتبار للكرة المصرية وللشعب المصري الذي كان يشعر بالمرارة والإهانة من جراء ما حدث في استاد أم درمان.. وأزالت المباراة الأخيرة آثار الغضب، وكانت الفرحة غامرة لأن الفوز كان ساحقاً.
إنه فوز له مذاق خاص، لأن الرد جاء في الملعب وبأقدام اللاعبين وقوتهم وسطوتهم، ولم يكن أبداً خارج المدرجات، أو بترويع المتفرجين والاعتداء عليهم.. وزادت الفرحة لأنها مسحت الإحساس بالمهانة والألم، وجاء الفوز الساحق برداً وسلاماً علي المصريين.
إنه انتصار بالضربة القاضية وليس بالنقاط، فخرج المنافس من الحلبة محاولاً أن يحطم عزيمة فريقنا باللجوء إلي كثير من الوسائل غير المشروعة، ولولا أن هؤلاء اللاعبين أبطال ومحترفون، ويعرفون كيف يحافظون علي أنفسهم ضد الإيذاء المتعمد، لولا ذلك لأصيب نصف الفريق علي الأقل بكسور تمنعه من اللعب شهوراً طويلة.
إنه فوز جميل أنعش القلوب، لأنه جاء متوجاً بأداء جميل، لبطل ظل متواضعاً في أوج انتصاره، لم يزهو ولم يختال ولم يغتر، ولم يحاول أن يهين المنافس الذي أمامه، رغم أنه كان في مقدوره أن يفعل الكثير والكثير، ولكن الشرفاء دائماً ينتصرون دون إذلال خصومهم.
إنه الفوز الذي رد الاعتبار، ومهما اتخذنا من إجراءات ضد ما حدث في أم درمان، فلم يكن كل ذلك يشفي الغليل، وجاء البلسم في الأهداف الأربعة الرائعة، واحداً تلو الآخر، كل هدف منها يسجل أسطورة تنال آهات المصريين.
الدروس الأخري المستفادة من الانتصار الكبير كثيرة، لأن الشعوب الواثقة هي التي تستفيد من انتصاراتها أكثر من هزائمها، وتتواضع أمام الانتصار ولا تنكسر أمام الهزيمة:
الدرس الأول المستفاد هو أن الله سبحانه وتعالي يعطي كل إنسان علي قدر نواياه، وكانت نوايانا سليمة، ولم نتعمد الإساءة لأحد، رغم الإساءات الكثيرة التي تعرضنا لها.
الدرس الثاني هو أن الثقة بالنفس هي دائماً مفتاح الفوز، فالأيدي المهتزة لا تصنع شيئاً، والقلوب المرتجفة تدمن الهزيمة، والأبطال المصريون ظلت ثقتهم بأنفسهم كبيرة، رغم حملات الهجوم والتشكيك.
الدرس الثالث هو عدم التورط في محاولات جر الشكل التي تفقد الإنسان ثباته وأعصابه، وتجعله يتصرف بمنطق رد الفعل، ويرتكب صغائر لا تليق بقدره ومكانته.
الدرس الرابع هو ضرورة الإيمان بعدالة السماء، تلك العدالة التي ردت الاعتبار كاملاً لجموع المصريين بفوز يقترب من الانتقام، بعد أن فقد الفريق المنافس أعصابه وارتكب أفعالاً مسحت الفوز الضعيف الذي حققه في أم درمان، وتوجت لاعبينا بوسام الشرف والاحترام.
لماذا فزنا في أنجولا ولم نفز في أم درمان؟
لأننا استفدنا من الهزيمة فصنعنا النصر، الذي أثلج الصدور، وجاء بالفرحة بعد الحزن وبالأمل بعد اليأس.
شكراً لحسن شحاتة وللأبطال جميعاً.. وندعو الله سبحانه وتعالي أن يتوج فريقنا بانتصار آخر
يوم الأحد القادم.


كرم جبر


Email:[email protected]