الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أرشيف «المصرى»..جسر فنى بين مصر وأفريقيا




استطاع الفنان محمد المصرى أن يقدم وصفا عاما لتجربته الفنية بمشروع «أرشيف فنان» بمركز سعد زغلول الثقافي، دون الاعتبار للترتيب الزمنى لأعماله، الذى لم يتح الفرصة لفهم مراحل تطوره الفنى وتراكمها، والفكرة فى ذلك حسب تعبير المصرى أنه أراد أن يعرض الأعمال التى يحبها، التى تعتبر أعمال شكلت نوعا من التحول فى تجربته الفنية أو كانت سببا فى انتقاله لنافذة جديدة يطل منها على الجمهور.
 

أهم ما يميز تجربة المصرى هو اهتمامه وتواصله الحميمى مع الفن والفنانين فى أفريقيا، ليصبح جسرا بين مصر وأفريقيا، وهو ما لفت إليه الفنان طارق مأمون مدير المركز ومدير الإدارة العامة للمتاحف فى كلمته فى مقدمة اللقاء قائلا: أهمية محمد المصرى أنه أحد المكافحين فى إيجاد بصمته الخاصة، حالة القلق هى أعظم مرض يصيب المبدع فأزمتنا فى الفن المصرى هى التنميط.
 
يعتمد المصرى فى أعماله على الإنسان والتعبير عنه بمختلف الطرق المتاحة، سواء بالصورة الفوتوغرافية أو بالصورة المرسومة أو بالعمل المجهز فى الفراغ أو بالعمل المأخوذ والمجسد لعمل أدبي، وهو أول عمل عرضه على الحضور، عمل مأخوذ عن نص رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» للسودانى الراحل الطيب صالح، وهو عمل فوتوغرافى مع تعديلات الديجيتال وفيه موديل هى داليا العبد والخطوط كانت للخطاط أحمد الفارس عام 2007 وهو إعادة صياغة للرواية فى ثلاث لقطات تعبر عن بداية ووسط ونهاية الرواية فى رؤية رمزية لها، مشكلة هذا المشروع فى التلقى أنه لابد للمتلقى أن يكون قد قرأ الرواية، هذا العمل عرض فى بينالى فن الكتاب الرابع بالإسكندرية تحت عنوان «ذاكرة نباتية».
 
فى عام 2010 قدم المصرى «الهجوم على سفن الحرية» وهو إعادة صياغة لهجوم الأسطول الإسرائيلى على سفينة الإغاثة «مرمرة» المتجهة من تركيا إلى غزة وقت ان كانت تحت الحصار، وهو جزء من الدعاية التى قامت بها تركيا لحشد الرأى العالمى تجاه الهجوم، استخدم المصرى دمى الجنود الصغيرة فى المشروع، جاب هذا المشروع تقريبا كل دول العالم نظرا لأنها فى خدمة حصار غزة.
 
ثم عرض أول عملين له فى صالون الشباب 2005 وكانت لهما قصة طريفة جدا، لأن المصرى يفضل تركيب ألوانه بالأكاسيد والصبغات بدلا من شرائها، ولأنها عملية كيميائية لم يكن ملما جيدا بقوانينها، أصبحت ألوان اللوحة تتفاعل كيميائيا يوميا بالتالى الزائر للمعرض كل يوم يرى ألوانا مختلفة عن اليوم السابق!! ... بعد ذلك قام بعمل معالجات للسطح وعدلها للاشتراك بالدورة الثالثة من بينالى العالم الإسلامى بإيران ثم كان من المفرض عرضهم بمكتبة إسكندرية التى عرضت اقتنائهما أيضا، إنما فى رحلة سفرهما للإسكندرية طارت اللوحتان من الحافلة وتكسرتا تماما!!!
 
من المشاريع المستمرة لديه التى بدأها فى 2011 مشروع تفاعلى يناقش فيه تناول الإعلام لأحداث ما بعد الثورة بدءا من محمد محمود، التى يحاول فيها تقديم نوع من أنواع السخرية حول ما يحاول أن يقدمه الإعلام الرسمى و الخاص عن الأحداث وبين ما يقدمه الإعلام الشعبى للأحداث، مؤكدا أن الإعلام بوجه عام دائما مايخدم توجهات معينة بينما الإعلام الشعبى يهتم بتقديم الحقيقة كما هي، وتم عرضه بعدد من الدول.
 
اهتمام المصرى بالأفكار الشعبية والطقوس الشعبية كانت سببا وراء اقترابه أكثر من الحياة والثقافة فى أفريقيا، الذى أهله ليكون مديرا ومؤسسا لعدد من المؤسسات الفنية والثقافية المهتمة بأفريقيا وتقديم الفن والمجتمع الأفريقى.