الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ضياع الحلم والحساب




 

 
محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 19 - 11 - 2009

 

صحيح أن كرة القدم مكسب وخسارة.. وصحيح أيضا أن الروح الرياضية في تقبل الهزيمة روح مطلوبة.. لكن الغضب أيضا هو إحساس إنساني لا يمكن أن يتقيد في حدود مساحة ولا في توقيت زمني.. خاصة أن المنتخب المصري سواء علي مستوي الخطة و الأداء يدعو الي إثارة كل أنواع الغضب.. بدءًا من الإحباط وحتي المطالبة بكشف الحساب. . لم يكن هذا الذي كان يلعب في استاد المريخ السوداني هو المنتخب المصري الذي شاهدناه قبل يومين ينتزع الفوز من منتخب الجزائر في استاد القاهرة بعد أن ضاقت أمامه فرص الوصول الي كأس العالم وكان عليه أن يفوز بهدفين علي الفريق الجزائري القوي ليضمن فرصة جديدة في مباراة جديدة فاصلة.. وقد فاز بهدفين وضمن المباراة الفاصلة..
فمن جانب ضمن المنتخب الوطني الروح المعنوية الحماسية العالية والثقة الكبيرة في النفس والامكانات والقدرات بما يحقق الفوز ، من جانب آخر فقد فعلها في القاهرة رغم انعدام فرص الفوز.. ولم يكن مطلوبا من المنتخب سوي الأداء بنفس الطريقة والاسلوب وربما أيضا نفس الخطة ونفس التشكيل.. فظروف مباراة السودان هي نفس ظروف مباراة القاهرة.. مباراة فوز.

ولكن هذه المرة.. هدف واحد يكفي.. وهو ما لم يستطع المنتخب الوطني تحقيقه بل حتي فشل في إحراز هدف تعادل.. ولست هنا في موقع المحلل الكروي ولا أستطيع الادعاء بذلك.. ولكنني بعيون المشاهد.. أحسست بالخطر من الدقيقة الاولي للمباراة.. وأنا أري أن منتخب الفراعنة يسعي للخروج متعادلا في الشوط الاول علي أمل أن يحرز هدفا خاطفا في الشوط الثاني.. في الوقت الذي يسعي فيه الفريق الجزائري إلي إحراز هدف في الشوط الأول.. بينما يهدر وقت الشوط الثاني في التكتل الدفاعي و يخرج فائزا.. وهو تماما ما حدث.. خطة المنتخب الجزائري كانت متوقعة.. بينما أداء المنتخب المصري كان بعيدا عن الحسبان..
فلا يستطيع فريق الفراعنة أن يتحجج بالضغط العصبي.. فالضغط العصبي في القاهرة كان "أضعاف أضعاف" ولا يستطيع أن يركن إلي مبررات ظروف المباراة.. فقد كانت كلها في صالحه.. ولا يستطيع أن يتحدث عن اجهاد أو لياقة بدنية.. فقد كان اللاعبون يمرحون في الملعب "رايح" "جاي".. دون استطاعة احراز هدف منظم أو حتي خطف هدف.

لقد ضاع الحلم.. وأفسدوا فرحة وأمل 80 مليون مصري في رؤية علم بلادهم في كأس العالم.. بما يستوجب معه تقديم كشف حساب.. عن الاخفاقات من أول البطول والتي أوصلتنا إلي مباراة السودان -المباراة الفاصلة.
اسألوا المدير الفني والمدرب واجعلوهما يقدمان مبررات منطقية وفنية ونفسية ومعنوية.. عن كل مباراة تمت خسارتها من أول السطر.. فالمصريون شعبيا ورسميا لم يقصروا.. وقد استحق وقت الحساب.