الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من حق المصريين أن يفرحوا!
كتب

من حق المصريين أن يفرحوا!




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 02 - 02 - 2010


"الفوز الساحق" يحل محل "التمثيل المشرف"!


1


- من حق المصريين أن يفرحوا، لأنهم أزاحوا كابوساً ثقيلاً من علي صدورهم، وحققوا النصر مرتين، في الأولي كسروا غرور الفريق الجزائري، وفي الثانية هزموا غانا وفازوا بالكأس.


- عنجهية الجزائريين واعتداءاتهم وتخليهم عن الروح الرياضية هي التي أعطت للفرحة مذاقاً خاصاً، لأنها فجرت في الفريق المصري كل عناصر التحدي والإصرار والرغبة في رد الاعتبار.
- انطلق المصريون في الشوارع في ظاهرة غير مسبوقة في تاريخهم، حتي في جنازتي عبدالناصر وأم كلثوم، وهي الأحداث الأكثر خروجاً للجماهير، لم يكن المشهد واحداً علي مائة مما حدث ليلة الأحد.
2
- من حق المصريين أن يفرحوا، لأن الانتصارات المتتالية كانت بطريقة التفوق الساحق، وحققنا الكأس في ثلاث بطولات متتالية علي مدي 6 سنوات دون هزيمة واحدة.
- كنا في مثل هذه البطولات نرفع شعار "التمثيل المشرف" لإخفاء الهزائم والانكسارات وتضليل الرأي العام الكروي الذي لايمكن الضحك عليه، لأن ال80 مليون مصري خبراء في كرة القدم.
- الآن صار الشعار هو "الفوز الساحق" الذي يثلج القلوب وينتزع الآهات، وينال احترام العدو قبل الصديق والشقيق قبل الحبيب.
3
- من حق المصريين أن يفرحوا، لأن هذه هي مصر، الدولة الكبيرة في كل شيء، في السياسة والرياضة والأخلاق والمكانة والقدر والقامة.
- بلدهم كبير، وكل مصري يكون في أوج سعادته عندما نشحن فيه كل مشاعر العزة والإباء والكبرياء.. ولذلك كان الجرح عميقاً من غدر الجزائريين وخداعهم.
- بلدهم كبير، والكبير هو الذي يرتفع فوق الصغائر، ولكن "اتق شر الحليم إذا غضب".. وكان يوم غضب المصريين في مباراة الجزائر، حيث لقنوهم درساً لن يمحوه التاريخ.
4
- من حق المصريين أن يفرحوا، ليس لأنها بطولة في كرة القدم، ولكن لأنها روح البطولة والانتصار، والشعوب المنتصرة غير المنكسرة والمهزومة.
- الانتصارات تبرز في الشعوب أحلي ما فيها.. الروح والعزيمة والأخلاق والإصرار والروح المعنوية العالية في السماء.. وكلها تفتح طاقات من الأمل والتفاؤل.
- المهزومون هم الذين يرون الأشياء سوداء، فتعمي عيونهم وقلوبهم عن مشاهدة الواقع، خصوصاً إذا لم تكن لديهم عزيمة الوقوف بسرعة وإعادة محاسبة الذات.
5
- من حق المصريين أن يفرحوا، لأن ما أنجزوه غير مسبوق في التاريخ، ولن تحققه دولة أخري قبل عشرات السنين وسيظل اسم مصر محفوراً في سجل الفخر والاحترام.
- حصدوا كل الألقاب ونالوا كل أوسمة البطولة، وأجبروا الجميع علي احترامهم والاعتراف بقوتهم وعزيمتهم، وهكذا العالم كله لايحترم إلا الأقوياء.
- الآن فقط، أطمئن الجميع إلي أن خروجهم من تصفيات كأس العالم، كان بسبب الأجواء الحربية العدائية التي تعرضوا لها، فأعطت من لايستحق وظلمت من يستحق.
6
- من حق المصريين أن يفرحوا، لأن هذا الفريق حطم كل الشماعات والمبررات والحجج الكاذبة، التي يتم تعليق الهزائم والفشل عليها.. فلا أكاذيب بعد اليوم.
- المصري إذا حصل علي فرصة عادلة وتوافرت له الامكانيات يمكن أن يصبح بطلاً في كل المجالات، ليس في الرياضة فقط، ولكن في السياسة والاقتصاد والعلوم والفنون وغيرها.
- "مصر ولادة"، وتستطيع أن تثري العالم بمواهب وخبرات بطعم التاريخ والحضارة و5 آلاف سنة، من الوعي والتنوير وصناعة الحياة.
7
من حق المصريين أن يفرحوا، لأن الانتصار الكروي يبشر بعودة القوة الناعمة لهذا الوطن العظيم، التي تجسد دور مصر ومكانتها وريادتها.
- القوة الناعمة التي تجعل العرب والأفارقة يلتفون حولنا، بعيداً عن الشعارات الكاذبة والتطاول السخيف ومزاعم الريادة والسيادة والبحث عن دور.
- القوة الناعمة بلغة الكرة هي الجناح الأيسر للقوة الخشنة، وبدون الجناحين يكون الطيران في آفاق المجد كسيحاً وهزيلاً وغير مكتمل.. ومصر هي الاثنان معاً. .. و"عايز تهدو.. هاتلو جدو".


E-Mail : [email protected]