الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لستم ديناصورات




 

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 20 - 11 - 2009

 

عفوًا أقول لمن يبرر هزيمة المنتخب المصري بكلمات من نوع "إن الله قدر ولطف".. فالله سبحانه تعالي يقدر ويلطف دائما في كل الأوقات وكل الأحوال.. وإن خسارة المباراة في السودان ربما جاءت حماية من اعتداءات رهيبة كانت ستلحق بالجمهور المصري علي يد الأشقاء الجزائريين بشكل أكثر انتقاما وعنفا ودموية من الاعتداءات التي تعرض لها ليلة المباراة في شوارع الخرطوم.. إنكم تطلبون من المنتخب المصري أن ينهزم في مبارياته حماية للجمهور.. فهذا قول خاطئ ومبررات واهية.

إن جمهور الأشقاء الجزائريين وغيرهم من جماهير الكرة الأخري ليسوا ديناصورات.. والجمهور المصري ليس بالفراخ.. ومن الطبيعي أن أي عنف من أي طرف لا بد أن يواجه بعنف مواز من الطرف الآخر.. لكن الجمهور المصري الذي صفق للمنتخب الجزائري في نهاية المباراة تحية لفوز استحقه لم يرد عن نفسه اعتداءات مباشرة و لم يرد الدخول في اشتباكات .. لأنه اعتبر أن الأمر قد انتهي مع صفارة الحكم.

وهذه طبيعة الشعب المصري الذي يعرفه الأشقاء الجزائريون قبل غيرهم.. كما يعرفون أيضا أن مثل هذه أمور لا تمر دون اختزان شعبي ودون حساب مؤجل.. اليوم أو غدا أو بعد الغد أو بعد سنة.

لقد أخطأتم خطأ رهيبا في حق أشقائكم المصريين بالاعتداء عليهم وترويعهم سواء في السودان أو في الجزائر الشقيقة.. ولم يجعلكم الفوز بنتيجة المباراة مكتفين هانئين.. وإنما أردتموها اعتداءات ومواجهات دامية . وهو ما لا يمكن تغييبه من الذاكرة.. ومرة أخري لستم وحدكم ديناصورات.

لقد تحركت القيادة السياسية علي أعلي مستوي لضمان أمن الجمهور المصري علي أرض السودان.. ويدها ضامنة لأمن كل مصري ليس فقط في الجزائر الشقيق وإنما في كل بقعة من بقاع الأرض.. وعند الانتهاء من كتابة هذه السطور يكون آخر مشجع مصري قد وصل إلي القاهرة.. آمنا مطمئنا.

ونحن ننتظر الجزائر الشقيقة الرسمية.. توضح وتفسر وتعتذر .. وتشجب هذه الاعتداءات وترفض هذا السلوك من الجمهور الجزائري في حق أشقائهم المصريين.. ربما تهدأ بعض النفوس في الشوارع المصرية.