السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نفسية أولياء الأمور







محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 08 - 12 - 2009


قبل أيام وعند اجتماع مجلس المحافظين الذي قرر استئناف الدراسة قلت في هذا المكان أن مواجهة الإصابات بأنفلونزا الخنازير وانتشارها بين أطفال المدارس قد انتقلت من الناحية العملية إلي الناحية النفسية.

وأكدت أن أولياء الأمور من واقع عدة لقاءات ومناقشات- قد استبد بهم خوف نفسي من توقع احتماليته العالية لانتشار الإصابة بأنفلونزا الخنازير بين تلاميذ المدارس مع الانخفاض المتتالي في درجة الحرارة وفي موسم برد فصل الشتاء في قناعة لا تتقاطع مع التقديرات التي أعلنتها وزارة الصحة في خطة مواجهة انتشار الإصابات.

ومع بداية استئناف الدراسة أكدت عدة تقارير ومشاهدات أن أولياء أمور امتنعوا عن إرسال أبنائهم الي المدارس.. وقاية لأطفالهم وليس علاجا.. إلي حد ارتفاع نسب الغياب وانخفاض نسب الحضور في بعض مدارس القاهرة والمحافظات.

ومن ثم فإن هذه الحالة النفسية من الخوف علي الأبناء والتي انتابت أولياء الأمور .. قد تصبح بين ليلة و ضحاها بيئة صالحة لشائعات متعددة المسارات و التوجهات وأيضا الصياغات خاصة أنه لم يصبح من الأسرار وجود أجندات تتبناها صحف خاصة تقوم علي التشكيك والتهويل ولي عنق الحقائق الموثقة.. إحراجا للحكومة أو تأصيل هدف التشويش علي كل جهد حقيقي يصب في صالح البسطاء.

صحيح أن قرار استئناف الدراسة يحمل حيثيات موضوعية تتعلق بنسب الاصابة بأنفلونزا الخنازير بين أطفال المدارس وأنها لم تتعد بعد نسب الخطورة التي تستدعي إجراءً بتعطيل الدراسة.

وصحيح أيضا أن خطط مواجهة حالات الاصابة بين أطفال المدارس والقرارات الإدارية بإغلاق فصول ومدارس بأكملها قد جاءت علي المستوي الذي حددته الخطة سواء من حيث السرعة في اتخاذ قرارات الغلق والعزل ومتابعة الحالات وعلاجها .. وقد كنا نتخوف من الترهل البيروقراطي والاهمال والاتكالية والتراخي.

إلا أنه من الواجب الانتباه إلي أن أيام البرد المقبلة ستحمل المزيد من أعداد الاصابات بأنفلونزا الخنازير علي النحو المتوقع سلفا في خطة المواجهة .. وستحمل معها أيضا تصاعدا موازيا في درجات الخوف والتخوف من جانب أولياء الأمور.. فلا ننزعج رسميا من ارتفاع نسب الغياب في المدارس بما يؤدي إلي إجراءات إدارية في حق التلاميذ.

وهو ما يحتاج إلي تأكيد وإعادة تأكيد وعدم التوقف عن التأكيد وبكل الوسائل المتاحة عبر وسائل الاعلام وفي حملات إعلانية كاشفة علي أن خطط المواجهة في سياقها الطبيعي المتوافق مع حجم توقع الاصابات وانتشارها وسرعة التعامل معها وعلاجها.. فنغلق كل الأبواب التي تأتي منها الرياح الشريرة.