الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محسن جابر: «البوس والأحضان» فى الفن حرام..!




فى قرار مفاجئ صدم المنتج الكبير محسن جابر الكثيرين بإعلان اعتزاله الانتاج الغنائى بعد أكثر من 40 عاماً فى سوق الغناء حيث أصبح من أهم منتجى الكاسيت فى الوطن العربى.. وبالرغم من رغبته فى الاستجمام والابتعاد عن مشاكل الفنانين بالوسط الغنائى إلا أنه لم يستطع أن يعتزل الحديث فى السياسة ومناقشة مجريات الأمور والأزمات التى تمر بها مصر حاليا.
 
 
■لماذا قررت اعتزال الانتاج الغنائى؟
 
- هذا القرار جاء لحاجتى إلى الراحة بعد أن وصلت لمرحلة عمرية تفرض علىّ أن استريح واستمتع بالأيام الباقية من عمرى وأقضيها فى أشياء أحبها.
 
■ لكن البعض يرى أنك اعتزلت فى هذا الوقت حتى تهرب من مضايقات الإخوان والتيارات الإسلامية لصناع الفن؟
 
- أرجوكى لا تستفزينى بهذه الأمور حتى لا أتراجع عن قرار الاعتزال بالطبع لن يستطيع أحد أن يجبرنى على الاعتزال عن العمل الذى أحبه والانتاج الغنائى الذى قضيت فيه أكثر من 40 عاما من عمرى. واعتزالى ليس خوفا من الإخوان.
 
■ هل اعتزالك لأنك وجدت أن الفن حرام؟
 
- فى الحقيقة هذا الأمر لم أحسمه تماما ففى إحدى المرات التى كنت أقوم فيها بأداء فريضة الحج توجهت بسؤال لمفتى الحرم المكى وقلت له أقوم بالحج من فلوس الفن هل هذا حرام فكان رده فى الميكرفون «ما بنى على حرام فهو حرام» فبهذا يكون رأى مفتى الحرم المكى أن الفن حرام فى الوقت الذى يرى آخرون أن الفن ليس حراما لهذا أجد قماشة واسعة يختار كل واحد ما يناسبه.
 
■ إذن أنت مقتنع أن الفن ليس حراما؟
 
- «مخبيش عليك» محتمل يكون فيه شىء حرام ولكن أقول «هو الغفور الرحيم» لأن الغناء ليس الكلمات التى يقولها المطرب فقط ولكن هناك ممارسات داخل الفن بها الكثير من الحرام فعندما تدخل الفنانة كما اعتادت وتأخذنى بالبوس والأحضان بهذا حرام وعندما تنادينى «يا حبيبى» فهذا حرام ولكن اعتزالى الفن ليس له علاقة بالتحولات السياسية التى تشهدها مصر على الإطلاق.
 
■ هل اعتزالك للانتاج الغنائى يعنى انقطاع علاقتك بالفن والصناعة.
 
- اعتزلت العمل الفنى لاستريح من «خبث الفنانين» وطعنات الغدر ومشاكل النجوم ولكن لن اعتزل عملى كرئيس اتحاد منتجى الصوتيات فهذا الاتحاد يضم كل العاملين فى الموسيقى فى مصر والوطن العربى والعالم كله ويضم الكيانات الكبرى من بينها شركة سونى ويونيفرسال وقرار الاعتزل جاء عن شركتى ولكن العمل العام والصناعة كلها لن ابخل عليها بدورى وخبراتى لإنها بالفعل تعانى من خطر كبير.
 
■ كيف ترى مصير صناعة الكاسيت فى مصر حاليا؟
 
- للاسف الصناعة انهارت تماما منذ ظهور الانترنت وبدأ الانهيار وانتهى أمرها كاملا ولكن الكارثة المقبلة اصبحت تواجه المصنفات الفنية الثقيلة مثل المسلسلات والأفلام وبالفعل حدث هذا مع الأفلام المعروضة فى السينمات حاليا وأخرها فيلم أحمد حلمى «على جثتى» وفيلم أحمد عز «الحفلة» وبالفعل كنت فى اجتماع مؤخرا مع الجهات المعنية ورئيس المجلس الأعلى للثقافة لدراسة التطورات وإمكانية حماية الصناعة.
 
■ البعض اتهمك أنك كنت ضد الثورة منذ اللحظة الأولى؟
 
- على العكس هذا الكلام ليس له أى علاقة بالحقيقة بل على العكس وكنت القناة الأولى والوحيدة التى واكبت الثورة واتذكر هذه الأيام الصعبة وقت الحظر وفى الوقت الذى انتشرت فيه أعمال السرقة وانتشرت فيه البلطجة والتخريب وقتها منحت كل العمال والموظفين إجازات وكنت أنزل بنفسى إلى الشركة يوميا وأغلق الباب وأنزل إلى المخازن بمفردى حتى أقوم باختيار الأغانى الوطنية التى تناسب المرحلة واللحظات الصعبة والمهمة التى تمر بها البلد فهنا أغانى قمت بعمل مونتاج خاص بها وهناك أغان قمت بعمل كليبات لها من صور حية وهذا كله تطلب منى وقتاً وجهداً حقيقياً لاختيار الاغانى التى تناسب المشاعر الحقيقية لهذه الأيام فليس من المعقول أن أعرض أغنية «لفى البلاد يا صبية» ولا أغنية القديرة وردة «وأنا على الربابة بغنى» فكيف أكون ضد الثورة.
 
 

 
 
■ هل أنت من أبناء مدن القناة؟
 
- لا أنا من طنطا وبالطبع حزين على ما يحدث فى مدن القناة من سقوط شهداء.
 
■ هل تتفق مع من يدعى أن هناك خطة لتقسيم مصر وعزل مدن القناة؟
 
- مصر دولة عظيمة وكبيرة جدًا فلا يجوز أن نتحدث عن كلام من هذا القبيل فالشعب المصرى أقوى من هذا ولم تستطيع كل قوى الاستعمار التى مرت بها مصر على مدار تاريخها من قبل مع اختلاف الظروف والحكام والأزمنة فلماذا يظن البعض أن هذا من الممكن أن يحدث حاليًا لن يستطيع أحد أن يقسم مصر ولكن الكارثة الكبرى ستكون إذا وقعت الحرب الأهلية وهنا ستكون كارثة على المنطقة بأكملها وليس مصر فقط.
 
■ كيف ترى الطريق للخروج من هذه الأزمات؟
 
- الحوار هو الحل ومن الضرورى أن تقوم جبهة الإنقاذ الوطنى بمسايسة الأمور أكثر من ذلك خاصة أن الثوار فى الفترة الأخيرة قاموا بمنح هذه الجبهة عمقاً وسمحوا لهم بالحديث بأسمائهم بالرغم أن أعضاء هذه الجبهة ليس لهم جذور قوية وعميقة فى الشارع ومؤخرًا قام الثوار بوضع الجبهة فى منطقة جيدة جدًا للتفاوض ولكن للأسف أرى أن الجبهة لم تستغل هذه الفرصة جيدًا.
 
■ لكن الجبهة تتعلل بأن الحوار لا يثمر عن نتائج حقيقية مع مؤسسة الرئاسة؟
 
- كنت أتمنى أن تقبل الجبهة الحوار حتى وإن كانت ترى أن النتائج ليست على المستوى أو أن الرئاسة لم تلتزم بها فكان عليها أن تقبل الحوار العلنى حتى تثبت لحزب الكنبة أن الطرف الثانى ليس جادًا وغير ملتزم وبهذا سوف تتحقق المكاسب ولكن للأسف جبهة الإنقاذ تظهر فى نظر الناس بأنها متعالية ومتعجرفة وهذا ليس وقته بالمرة وعليها أن تكون أكثر حرصًا على تحقيق أكثر مكاسب لمصر. وتترك الحجج والحقيقة أصابنى الاندهاش عندما سمعت مبررات الجبهة لعدم حضور الحوار ففى إحدى المرات رفضت الذهاب للحوار بحجة أن الرئيس لم يقم بدعوة أعضائها بأسمائهم ومرة أخرى رفضت الذهاب لأنه لم يقل جبهة الإنقاذ بحجة أنه بهذا يرفض الاعتراف بالجبهة.
 
 

 
■ هل ترى أن جبهة الإنقاذ سوف تضيع فرصة إنقاذ مصر؟
 
- للأسف أخشى أن يكرر أعضاء الجبهة الأخطاء من جديد ويحدث نفس الموقف الذى وقع من قبل فى الانتخابات الرئاسية وهم من قاموا بإضعاف الموقف فإذا كانوا منذ اليوم الأول يدا واحدة لما وصلنا لهذه النتائج وكان من المفروض أن يقوموا بعمل حكومة ائتلافية على غرار ما يحدث فى الحكومة الإسرائيلية واللبنانية وهذا يكون النموذج الناجح فى حالة وجود التكتلات الكبيرة. ولهذا نطالب مجددًا بتدارك الأخطاء وعدم إهدار الوقت وزيادة الاحتقان لأنى فى كل مرة أخشى أن ينزل الإخوان لمواجهة الثوار لغياب الحوار ووقتها ستكون الكارثة الكبرى.
 
■ كيف وجدت غناء الفنانة دوللى شاهين برعاية الإخوان المسلمين؟
 
- للأسف حزين أننى لم أشاهد هذا الحفل ولم أفهم الأمر كله وكان من المتوقع أن يكتمل الأمر وترتدى دوللى الحجاب ويمنحها الإخوان العضوية الشرفية فى الجماعة وحزب الحرية والعدالة.
 
■ لكن ما تفسيرك لهذه المفارقة؟
 
- شىء مثل «الطعمية بالمايونيز» أين الإخوان المسلمين وأفكارهم وأين دوللى شاهين وعالمها فمن الممكن أن أتوقع أن تحقق الجماعة أهدافها برعاية حفل للفنانة ياسمين الخيام أو الفنانة الكبيرة ماجدة الرومى ولكن بما حدث يكون ما تفعله سما المصرى «حلال» فى الإخوان المسلمين.
 
■ بمناسبة ذكرك سما المصرى هل شاهدت ما تقدمه من كليبات وأغان تهاجم فيها الإخوان والإسلاميين؟
 
- فى الحقيقة هى أرسلت لى أكثر من رسالة ولكن لم أفهم ماذا تريد منى بالتحديد ولكن أولادى جعلونى أشاهد الكليبات التى قدمتها مؤخرًا على موقع اليوتيوب وفى الحقيقة أنا مشفق عليها لأنه إذا قام بقتلها واحد من الإخوان لن يقف بجوارها أحد.
 
■ لكن ألم تعتبر ما تقدمه فناً وحرية تعبير كما تدعى؟
 
- أرفض تهكمها على الرموز حتى إذا كان الشعب نفسه يرفضهم فليس هى من تتهكم على القامات والرموز فالسياسى يرد عليه سياسى مثله وليس من المقبول أن تتحدث راقصة عن رئيس الجمهورية فهذا معناه انهيار الدولة نهائيًا.
 
■ هل ترى أن الشعب المصرى ليس جاهزاً بعد للتجربة الديمقراطية؟
 
- نحن أكثر من 80 مليوناً النصف من الأميين يذهبون فى الاتجاه الذى يتواجد فيه كيلو السكر وزجاجة الزيت ولم نكن مهيئين للتجربة الديمقراطية ولا على المستوى السياسى ولا حتى على المستوى الحزبى ولا توجد لدينا أحزاب حقيقية مثل البلاد الديمقراطية وللأسف كل الأحزاب المصرية مجتمعة مع بعضها لم تتمكن من القدرة على التصدى لحزب الإخوان ولم يوجد حزب واحد قادر على أن يمثل «ثلث» الكتلة ليحدث توازناً للأسف ثورة 25 يناير لم تكن محسوبة لهذا لا أعرف إلى أين سوف تذهب بنا هذه الثورة.
 
■ هل سوف تتنازل عن قضيتك مع أنغام بعد قرار الاعتزال؟
 
- أنغام بالتحديد لن أتنازل عن قضيتى المرفوعة ضدها لأنها لم تتبع الطرق الشرعية معى بل أرادت أن تدخل من الشباك وليس من الباب وفى الوقت الذى كانت فيه شركة روتانا تحاول ابتزازى لأبيع لها شركة «عالم الفن» ولكن رفضت توعدت أن تسحب منى كل نجوم شركتى وبالفعل عرضت على أنغام التعاقد معها وعندما رأت «الفلوس» سال لعابها وطعنتنى فى ظهرى وقامت بتوقيع العقد مع روتانا بالرغم من أن عقدها معى لم ينته بعد وبالفعل الخبير استطاع أن يثبت هذا وانتظر الحكم القضائى ولن أتنازل عن قضيتى مع أنغام مهما حدث.