الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هنا بورسعيد




كان الرئيس سخياً‮ ‬للغاية في زيارته الأهم لبورسعيد‮.. ‬قبل ثلاثة أيام‮.. ‬فلم‮ ‬يشأ أن‮ ‬يغادرها بدون أن‮ ‬يضفي حالة من البهجة والصفاء علي المجتمع المميز في هذه المحافظة الباسلة‮.. ‬سببتها‮ (‬أي تلك الحالة‮) ‬مجموعة متكاملة من القرارات التي أسعدت شعب بورسعيد‮.. ‬ونقلته مزاجيا من حال إلي حال‮.. ‬وسوف تنقله واقعياً‮ ‬إلي مستوي أفضل‮.‬

لقد قرر الرئيس زيادة مساحة منطقة شرق بورسعيد إلي‮ ‬62‮ ‬كيلو متراً‮.. ‬أضاف إليها‮ ‬2800‮ ‬فدان‮.. ‬وأمر ببدء بناء نفق تحت القناة‮.. ‬وقرر تحويل فرع بورسعيد من جامعة القناة إلي جامعة مستقلة‮.. ‬وتقرر إنشاء هيئة مستقلة لتنمية شرق بورسعيد‮.. ‬وصارت بورفؤاد مدينة بذاتها وليست حياً‮.. ‬وأعاد اسم‮ (‬المصري‮) ‬إلي ملعب بورسعيد‮.. ‬وأكد علي وجوب أن‮ ‬يكون للمحافظة مطارها الخاص‮.‬

مجموعة من القرارات التي خاطبت مصالح متنوعة‮.. ‬بدءاً‮ ‬من المصالح المباشرة والملموسة‮.. ‬وحتي المصالح المعنوية مثل قرار إطلاق اسم المصري علي استاد المدينة‮.. ‬وهي قضية شغلت بال جمهور المحافظة العاشق للكرة ولناديه الرمز‮.‬

ولايمكن افتراض أن هذه قرارات جاءت إلي ذهن الرئيس بعبور الخاطر‮.. ‬أو بمجرد أن استمع إليها في المؤتمر الذي عقد هناك‮.. ‬لم نعتد مثل هذا النوع من المفاجآت من الرئيس خصوصاً‮ ‬إذا كانت بهذا القدر من العدد المتوالي‮.. ‬وبالتأكيد كانت هناك مجموعة من المعلومات والإعدادات أمام الرئيس‮.. ‬قرر بناء عليها أن تكون محصلة زيارته إلي بورسعيد بهذا العدد من القرارات‮.. ‬ومن ثم فإنه انطلق من القاهرة عاقداً‮ ‬العزم علي أن‮ ‬يثلج صدور أهل المدينة‮.. ‬وليس فقط أن‮ ‬يتابع ميدانياً‮ ‬ما‮ ‬يجري فيها كما جرت العادة‮.‬

وليس‮ ‬غريباً‮ ‬ألا تحتفي صحف بعينها بهذه الحالة التي ترك الرئيس بورسعيد عليها‮.. ‬فهي لاتنقل إلا الأخبار السلبية‮.. ‬وقد وجدت إحدي الصحف في زيارة السيد الرئيس فقط أن المدينة قد خضعت لإجراءات أمنية مشددة لبضع ساعات‮.. ‬هذه الساعات ضرورة لأمن الرئيس‮.. ‬ويتفهمها المواطن العادي قبل الصحيفة المتحذلقة‮.. ‬ولكن الذي بقي في ذهن الناس أن هناك إرادة حقيقية في أن تكون محافظتهم لائقة بما‮ ‬يريدون وأن تلبي رغباتهم رغم التكاليف المتنوعة التي‮ ‬يفترض أن تتكبدها الموازنة العامة لكي تتجسد تلك القرارات واقعاً‮.‬

وإذا كان اسم الاستاد مجرد مشكلة بيروقراطية‮.. ‬انتهت بقرار الرئيس‮.. ‬فإن تحويل فرع بورسعيد لجامعة هو قرار إداري معقد له تكلفته لأن الفرع حين‮ ‬يصبح جامعة‮ ‬يحتاج إلي كثير من الإعدادات‮.. ‬كما أن النفق تحت القناة لن‮ ‬يبني هكذا بمجرد أن‮ ‬يتم إصدار القرار ويحتاج أموالاً‮ ‬طائلة‮.. ‬وقس علي هذا الكثير‮.‬

الذي تنقله صحف بعينها‮ ‬يجافي الواقع‮.. ‬وهذه الصحف تتباعد عن مجريات الشارع ومتغيراته حين تتناسي الإنجاز‮.. ‬وتتحدث عن القذي فقط‮.. ‬ومن ثم تفتقد مصداقيتها‮.. ‬وتلك الصحف كانت تطنطن أسابيع بخصوص موعد إنهاء عمل المنطقة الحرة‮.. ‬ثم حين قرر الرئيس أن‮ ‬يمتد ثلاث سنوات لم تذكر حرفاً‮.. ‬ولم تحث الشعب البورسعيدي علي أن‮ ‬يستغل المدة المتبقية في عمليات تنموية واسعة تعوضه عما فاته وقضي فيه وقتاً‮ ‬في بيع المنتجات المستوردة و(شغل البالات‮).. ‬لكن الصحف في واد‮.. ‬وواقع شعب بورسعيد المتجدد في واد آخر‮.‬

اللافت في هذه الزيارة التي تلت زيارة الرئيس إلي الأقصر قبل ما‮ ‬يزيد علي نحو الشهر‮.. ‬هو أن القرارات السعيدة تتوالي‮.. ‬وقد تقرر في الزيارة السابقة أن تتحول الأقصر إلي محافظة‮.. ‬وهو مطلب شعبي وله مردود إداري ومحلي‮.. ‬وأستطيع أن أفترض أن جولات الرئيس التالية سوف تشهد مثل تلك البشارات المتنوعة في كل إقليم‮ ‬يتجه إليه كلما أتاحت فرص التمويل إمكانية أن تحدث النقلة التي‮ ‬يريدها الناس في مختلف محافظات مصر‮.‬

لاحظ هنا أن المواطنين في بورسعيد والمواطنين في الأقصر لم‮ ‬يفاتحوا الرئيس في المطلب النخبوي المتكرر من قبل بعض الكتابات وهو‮: ‬تغيير الدستور أو تعديله‮.‬


الموقع الإليكتروني : www.abkamal.net

الموقع الإليكتروني : [email protected]