الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخلاف السياسى لا يجيز فتاوى تهدر دم المعارضين للحاكم





أثارت فتوى د. محمود شعبات الاستاذ المساعد بجامعة الأزهر الشريف  التى أكدت اهدار دم كل معارض لحكم الرئيس د. مرسى والمطالبين بإسقاطه وخاصة جبهة الإنقاذ جدلا واسعا حول قضيةخروج فتاوى فى مجال الخلاف السياسى تهدر الدماء وتحكم على المعارضين بالمعصية الموجبة للعقاب.
 
بداية يؤكد  د. حسن الشافعى إن الأمة اجتمعت على ان كل من نطق الشهادتين فقد عصم ماله ودمه وهو مسلم لا يجوز تكفيره او استحلال دمه  وعليه لا يجوز ان يفتى احد بتوظيف مغلوط للآيات او الأحاديث الصحيحة لااهدار دم  أية فئة من المسلمين.
وشدد ان الأزهر الشريف سيتصدى لأى رأى يخالف النص أو يحول اسقاطه سياسيا لينال من الخصوم والمعارضين وفتاوى اهدار الدم خطيرة خاصة وأن هناك شبابًا يتأثرون بالفتاوى وبسماع اى كلمة تنسب للدين وقد يندفع بعضهم للقتل تطبيقا لفتوى احلت اهدار دم معارض او غيره، ومن ثم لا يجوز ان تصدر فتوى فى مجال الخلاف السياسى تبيح تكفير او اهدار دم احد نظرا لما لها من خطورة على امن واستقرار الدولة.
 
فيما قال د. محمود عزب مستشار شيخ الأزهر : «إن الفتاوى التى تطلق سياسيا لدعم الحاكم أو اهدار دم المعارضين هو تشويه حقيقى للإسلام وترسخ الفهم المغلوط فى الغرب عن المسلمين  ، مما يزيد ظاهرة الاسلام فوبيا ، ولذلك فإن الأزهر لن  ينتظر مخاطبة أية جهة فى التصدى لمثل هذه الفتوى».
 
ومن جانبه يؤكد د. سعد الدين الهلالى استاذ الفقه بجامعة الأزهر أن اكثر المتحدثين فى الفقه ليسوا متخصصين  وأن الله لم ينصب أحدا وليا على أحد حتى يحاسبه ويطلق فتوى بكيفية عقاب المخالف ، مشيرا إلى ان طاعة الحاكم تكون فيما هو طاعة لله  ولا تعد مخالفة الحكام سياسيا موجبة للقتل أو حتى المنع بالقوة .
 
 

سعد الدين الهلالى
 
وشدد أنه بالقياس على مصر فإن نتيجة الصندوق ملزمة،  لكن عندما جاء د. مرسى رئيسا جاء لمن قالوا» نعم «ومن قالوا «لا»، كما ان من انتخبوه يعلمون انه يحكم فى منظومة حكومة ومعارضة، فحكم الرئيس وتكون رقابة معارضة، ولا يجوز ان نشوه المعارضة ولا ينبغى ان نقول أنها هامش الحياة ونصدر ضدها فتاوى واحكام.
 
وشدد أن حب الرئيس مرسى وحب أن يستمر رئيسا لمصر لا ينبغى أن يكون حبا أعمى ، و ينبغى على الانسان أن يكون وسطيًا وعاقلاً ، وينبغى أن نحترم المعارضة كما نحترم الحاكم ولا ينبغى ان نصدر فتوى لدعم الحاكم فى مواجهة المعارضة أو العكس .
كما يوضح  الدكتور القصبى زلط؛ الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث، أن الإسلام كفل وأوجب القبول بثقافة المعارضة منذ تأسيس الدولة الإسلامية، وكان ذلك فى حديث أبو بكر حينما ولى الخلافة، وأشار إلى عامة المسلمين بأن يعينوه فى الحكم إذا كان على صواب، وأن يعارضوه إن كان على خطأ، كما نزل عمر بن الخطاب على رأى امرأة عارضته فى أمر خاص بمهور النساء، وأقر بما قالت على رؤوس الأشهاد من فوق المنبر.
 
وأشار زلط إلى أنه لا حرج فى المعارضة فى الإسلام، فالإنسان فى الإسلام له الحرية فى الانتقاد، بشرط أن يكون بناءً، مشددًا على وجوب حفظ كرامة الإنسان فى الإسلام، فالاعتداء على أى إنسان محرم.وطالب «زلط» من يتهم جبهة الإنقاذ بحرق مصر أو أنها تستحق القتل، فليتوجه إلى القضاء، لأنه لا يجوز إهدار دماء الجبهة أو غيره دون أن يسمع لها القضاء.
 
فيما اعتبر الدكتور محمد الشحات الجندى، أمين عام مجمع البحوث السابق، أن الفتوى التى يحركها خلاف سياسى مرفوضة ، حيث ان الخلاف السياسى يجب أن يدار بشكل مختلف، فبدلا من الفتاوى التى تبيح الدماء ونشر الفوضى بسبب الخلافات السياسية وإفشال الدولة المصرية، يجب على الحاكم الذى بيده مقاليد السلطة، وصنع القرار، أن يتحاور مع من يختلفون معه سياسيًا حوارا جادا وليس شكليا.
 
 
 

د.حسن الشافعى
 وشدد الجندى على ضرورة تحمل الجميع المسئولية ونبذ الخلافات السياسية، والاستشعار بأن الوطن الذى يجمع الكل هو وطن واحد، رافضا الفتوى ومطالبا بتفعيل الحوار بدلا من ذلك.الدكتور إبراهيم نجم – المستشار الإعلامى لمفتى الجمهورية - أن الإسلام يحرم إراقة دم أى إنسان كما يحرم العنف بكافة صوره، وأن  ما يقال بشأن إصدار فتوى بإهدار دم بعض السياسيين والمعارضين والحض على العنف لا يعدو أن يكون حمقاً سياسياً يشوه صورتنا أمام العالم
 
من جهته يشير  د. محمد حسن سبتان الاستاذ بجامعة الأزهر إلى وجوب  حرمة الدماء ورفض الاسلام للعنف، وقال لقد جعل الله للنفس حرمة كما اكد الرسول صلى الله عليه وسلم على تلك الحرمة وجعل حرمة النفس أشد حرمة من الكعبة .أوضح  أن الله جعل خمسة أمور لتحقيق الاستقرار فى الحياة هى حفظ المال والدين والدم والعرض والعقل ، والمجتمع فى مصر لابد ان يعرف قيمة النفس وحرمتها عند الله فى كل فعل من افعاله، لعل شلال الدماء يتوقف.
 
ولفت إلى أن مجرد اشارة المسلم لأخيه بحديدة حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما ينبغى أن نلتزم به فى حياتنا حتى نحافظ على أمن اوطاننا.