الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النساء يحتفلن بعيد الحب ولا يخشين التهديدات




فى نفس الموعد من كل عام، يتجدد الخلاف الفقهى والجدل الاجتماعى مع اقتراب احتفالات عيد الحب أو « الفالنتاين»، ففى حين يعبر قطاع كبير من المواطنين عن عدم الاعتقاد بأهمية الاحتفال بـ «الفالنتاين»، نظرا لكونه مرتبطا بعادات غربية .. يؤكد آخرون أن تبادلهم الهدايا التى تعبر عن الحب فى ذلك اليوم ليس له علاقة بالمعتقدات الدينية.
 
 

 
يرى بعض علماء الدين أن مثل هذه الاحتفالات بدعة وتقليد للغرب، محذرين من الأفكار الهدامة والمرفوضة التى تحملها تلك المناسبات، كما أن الإسلام يرفض الاحتفال بأعياد أصحاب الشرائع الأخرى.. يؤكد البعض الآخر أن احتفال المسلمين بعيد الحب جائز طالما لا يوجد مانع شرعى للاحتفال به، لافتين الى أن الهوية مثل البصمة الشخصية لا يطمسها الانفتاح على الآخر.
 
وقد صدرت عدة فتاوى خلال الأسبوع الماضى تحرم الاحتفال بهذه المناسبة حيث زعم الشيخ أحمد محمود عبد الله الشهير بـ»أبو إسلام»، أن عيد الحب هو عيد الدعارة والزنى، فالحب العيد «عند الصليبيين يعنى ممارسة الزنى، أما الحب عندنا فلا يزال فيه مساحة من الاحترام»، واصفا كل من يبيع «حاجات حمرة» فى هذا اليوم «آثم» سينتقم الله منه فى الدنيا قبل الآخرة، لأن هذا المال حرام ولا يجوز أن يضعه مسلم فى جوفه أو جوف أولاده.
 
وعلى الرغم من ذلك، تحدى النساء هذه التهديدات وتهافتن على شراء الورد الأحمر والهدايا ذات اللون الأحمر وشهد السوق رواجا كبيرا.
 
وقالت أسماء منصور – صاحبة محل هدايا – أنها لا تهتم بالفتاوى التى تحرم بيع الهدايا التذكارية المتعلقة بهذا العيد.واضافت أن السوق يشهد ركودا منذ فترة طويلة وأغلب أصحاب المحلات ينتظرن مثل هذه المناسبات لكسب العيش.
 
كما ترى منال عبد العزيز – متزوجة - أن فتاوى التحريم تقليدية وغير مقنعة فى عصر إزالة الحواجز لافتة الى أن أعياد الغربيين تتعلق بهم. وأوضحت أن الاحتفال بالحب شيء شخصى بين الانسان وشريك حياته، ولا معنى لتحويله الى شىء حرام واشارت إلى انه لا ينبغى علينا أن نجمع مشاعرنا طوال العام وندخرها ليوم واحد، وإنما يجب أن نوزعها على مدار ايام السنة.
 
وقالت رواية سامى – مدرسة – أن عيد الحب يمثل مناسبة سعيدة ورائعة لكل شخصين يجمعهما الحب، مشيرة الى انه بإمكان الرجل أن يهدى زوجته فى عيد الحب باقة ورد، لافتة الى أن الهدية بشكل عام والورد تحديدا يحمل الكثير من معانى الحب الضائعة وسط جمود الحياة وصخبها المتواصل.
 
وأكدت سلوى محمد – طبيبة – أنها تنتظر دائما هدية من زوجها فى هذا اليوم، واضافت «لا أعتقد أن مجرد الاحتفال بعيد الحب كمناسبة غربية تعنى الخروج عن تعاليم الاسلام، مادام أننا لا نفعل شيئا يغضب الله، ولكننا نأخذ المعنى الإيجابى فى مثل هذه المناسبات التى نتبادل فيها الهدايا بين زوجاتنا» .
 
كما تصر منة عبد الرحمن – محاسبة – على الخروج مع زوجها فى هذا اليوم للاعتراض على الدعوات التى هددت بضرب من يخرج فى ذلك اليوم او يشترى هدايا، وقالت هناك فتاوى أخرى تجيز الاحتفال به من خلال تبادل الهدايا بين الأزواج، وهو ما لا يتعارض مع تعاليم الإسلام التى تدعو للحب والمودة والرحمة بين الأزواج.
 
وقالت فاطمة حسن عيد – ربة منزل - أن الاحتفال بعيد الحب على طريقتنا أى بما لايخالف الضوابط الاسلامية مباح ولا شيء فيه، ولامانع من الاحتفال به وفق عاداتنا، لأننى عند شرائى هدية لزوجى تعبيرا عن حبى لها فى هذا اليوم فلا شك فى أن هذا أمر طيب.
 
ويشدد الخبراء النفسيون على استغلال هذه المناسبة من كل عام لاذابة الخلافات بين الزوجين أو لتوطيد العلاقة بين الحبيبين.
 
واشار الدكتور وائل أبو هندى – استاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق- إلى أنه فى يوم «الفالنتاين» يزداد الحب والسلام فى العالم، ومصر بحاجة الى هذا الحب خاصة فى ظل الظروف التى تمر بها حيث ترتدى منذ فترة السواد.
 
كما رأى انه من المهم على الناس إقرار الأشياء التى تؤدى الى التقارب بين الناس ونشر المودة والمحبة، مؤكدا انه لا ينبغى لفقهاء التحريم المسارعة فى تحريم تلك الأشياء لأن الناس باتت أكثر وعيا، وبالتالى فلن يلتزموا بفتاواهم تلك لعدم اقتناعهم بها.