الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى الذكرى الـ18«قيثارة الغناء» جمهورها أحبها وتناسي ديانتها




 بالرغم من مرور سنوات كثيرة على رحيل قيثارة الغناء ليلى مراد فإن أعمالها الفنية وصوتها الرنان مازال محفورا فى أذهان محبيها وجمهورها الذى يتزايد يوما تلو الآخر حتى من الأجيال التى لم تعاصرها إلا أن أفلامها المتميزة وأغانيها المعبرة مازالت تلمس القلوب. فى هذا الملف تحدث عدد من الفنانى الذين تعاونوا معها والذين قدموا أعمالا عن حياتها واتفق الجميع على أنها موهبة لن تتكرر هذا بجانب التأكيد على أنها كانت نموذجا للتسامح الدينى خاصة أنه بالرغم من ديانتها اليهودية فإن جمهورها لم يتأثر بذلك حتى بعد اعتناقها الإسلام.
 
أفلامها المتميزة وأغانيها المعبرة لا تزال تلمس القلوب
 

 
 
لبلبة: رفضت تقليدها فى الحفلات لأنها كانت حساسة جدًا
 
على الرغم أنها لم تلتق بها إلا فى فيلم واحد وهى طفلة عمرها 7 سنوات إلا أن الفنانة لبلبلة تحدثت عن ذكرياتها مع الفنانة ليلى مراد وقالت: جمعنى بها فيلم «الحبيب المجهول» وكنت أجسد دور شقيقتها الصغيرة الشقية التى تقوم بدور رسول الغرام بينها وبين حبيبها حسين صدقى وكانت بطبعها رقيقة وهادئة الطباع كما كانت تظهر فى أفلامها وأخلاقها عالية جدًا وكنت أشعر بحنانها كأم وكانت من وقت لآخر تجلس مع أمى وتتحدث معها عنى وعن عملى وكانت تقول لها إنها تريد أن تعتزل الفن وتتفرغ لأسرتها وتربية أولادها وأنها لا تريد أن تتغير الصورة الجميلة المحفورة فى أذهان الناس عنها وبالفعل كان فيلم «الحبيب المجهول» آخر أفلامها حيث كانت اتفقت مع المخرج على ذلك وبالرغم من عرض أفلام كثيرة عليها بعد ذلك إلا أنها كانت مصرة على قرار الاعتزال وهذا مبدأ يحترم واتخذته بعدها ممثلات أخريات مثل هند رستم التى اعتزلت وهى فى قمة مجدها وكان عمرها لم يتجاوز وقتها 46 سنة.
 
وأضافت لبلبلة أنها كانت حريصة على الاقتراب منها فى هذا الفيلم لتتعلم منها ومن أدائها سواء كممثلة أو كمطربة وأنها كانت تحضر الجلسات التى تجمعها بين كمال الشناوى وحسين صدقى وأضافت إن القدر لم يسمح لها أن تلتقى بليلى مراد بعد ذلك بسبب اعتزالها.
 
وأشارت لبلبة إلى أنها رفضت تقليدها فى الحفلات التى كانت تقدمها فى الستينيات لأنها كانت «تهاب» شخصيتها سواء هى أو أم كلثوم وهذا من منطلق الحب علاوة على أنها لا تريد أن يأخذ تقليدها بشىء من الحساسية لأنها كانت حساسة جدًا وأكدت أيضًا أنها كانت ومازالت تعشق أفلامها سواء وهى كبيرة أو وهى طفلة خاصة فيلم «غزل البنات» الذى أظهر خفة دمها وفيلم «حبيب الروح».
 
وأنهت لبلبة حديثها عن ليلى مراد قائلة: هى فنانة لن تتكرر وتركت بصمة غنائية وأثرت السينما بأهم الأفلام الاستعراضية.
 
 

 
 
مجدى صابر: ليلى مراد نموذج للتسامح الدينى الذى عرفته مصر
 
يعتبر مسلسل «قلبى دليلى» هو مسلسل السيرة الذاتية الوحيدة فى حياة الكاتب مجدى صابر، كما أنه العمل الوحيد الذى قدم عن قصة حياة «قيثارة الغناء» ليلى مراد وعلى الرغم من انتهاء أحداث المسلسل قبل مرحلة اعتزالها الفن إلا أنه رصد كم المعاناة التى عانت منها خلال حياتها الخاصة والفنية.
 
وقد أكد صابر أن ما دفعه لاختيار الراحلة ليلى مراد لتقديم سيرتها الذاتية فى الدراما هو «الجدل الدينى» الذى كان يدور حولها قائلا أنه قصد من خلال أحداث المسلسل أن يتعرض لفكرة التسامح الدينى الذى كان موجودا وقتها فى مصر، وأضاف قائلا: «كانت هناك حالة من التعايش والتسامح بين جميع الديانات فكنا نتعامل كمصريين بدون وجود أى تفرقة وليلى كانت خير دليل على ذلك حتى إنها دخلت عالم الشهرة وأحبها المصريون دون الالتفات لديانتها اليهودية وقتها، حتى بعد إشهار إسلامها لم يتغير فى الأمر شىء.
 
 

 
وأضاف صابر أنه قصد رصد الفترة التاريخية التى كانت تعيشها مصر سياسيًا واقتصاديًا ودينيًا من خلال قصة حياتها حيث استعرض الأحداث المصرية منذ ثورة 1919 وحتى عام 1956، بالإضافة إلى تطرقه لفكرة تهجير اليهود من مصر ودعم بعضهم لدولة إسرائيل والتى كانت ليلى رافضة لها تمامًا.
 
وقد اكتفى بالفترة الفنية فقط من حياة المطربة الراحلة وذلك لعدم وجود أى مواد درامية ذات أهمية بعد إعلانها قرار اعتزال الفن خاصة وأن هذه الفترة فى حياتها تتميز بالخصوصية بعض الشىء ولا يهم الجمهور الكثير للتعرف عليها.
 
كما قال صابر إن تجربة هذا المسلسل كانت ثرية ومتعبة فى نفس الوقت حيث إنه أصر على جمع كل المعلومات التى ذكرت أو كتبت حول الفنانة الراحلة خاصة الموثق منها حيث إنه ابتعد عن الشائعات التى أثيرت حولها فنيا أو إنسانيا لعدم رغبته فى الإساءة لها.
 
ومن المواقف الإنسانية التى كانت فى حياتها علاقتها بوالدتها وبوالدها الفنان الراحل زكى مراد وقصة كفاحها حيث تركت التعليم فى سن الـ12 لتتولى شئون المنزل بدلا من والدتها واضطرابات علاقتها بزوجها الفنان أنور وجدى والتى جرحتها كثيرًا خاصة بعد خيانته لها.
 
وقد نفى صابر إهمال الإعلام والفن فى تخليد ذكرى ليلى مراد خاصة أنها كفنانة لا يمكن أن تموت أو يتم إخفاء حب جماهيرها لصوتها قائلا إن الفن كمجال يخلد نجومه لأنهم يعيشون دومًا بصوتهم وصورتهم، وذلك لا يعنى أن هناك إهمالاً نحو ليلى مراد على العكس ففى كل ذكرى يتم إحياؤها فى الإذاعة المصرية وفى الموسيقى العربية تتوجد بها ليلى مراد بأغانيها.
 
وعن عدم مشاركة ورثة الفنانة الراحلة بالاحتفاء بذكراها خلال المسلسل قال صابر: كان جميع ورثتها معترضين وقاموا برفع 3 دعاوى قضائية على وعلى المخرج زهير رجب وقد خسروها جميعًا حيث وجد القصاء أنه لا يمكن منع عمل فنى وإبداعى طالما لا يسىء للشخصية التى يتحدث عنها».
 
 
 

 
النقاد: «استعراض» أنور وجدى خلد أفلامها الغنائية
 
اجمع النقاد على أن الأفلام الاستعراضية التى قدمتها الفنانة ليلى مراد كانت وراء تخليد رصيدها الغنائى لدى الجمهور وجعل اغانيها تعيش معنا رغم مرور عشرات السنين فى ظل عدم وجود حفلات مسجلة لها إلا نادراً.
 
 

 
يقول الناقد رفيق الصبان: استطاعت ليلى مراد أن توازن بين كونها ممثلة ومطربة فى نفس الوقت حيث قدمت توليفة متنوعة خلال مشوارها السينمائى مابين أفلام استعراضية مثل «عنبر» و«قلبى دليلى» وسلسلة أفلام ليلى التى حملت اسمها وأفلام درامية مأخوذة عن أعمال عالمية وأبرزهم فيلم «ليلى» المأخوذ عن رواية «غادة الكاميليا» وهذا التنوع جاء بسبب وجود مراحل فى حياة ليلى مراد السينمائية التى بدأت مع محمد كريم ثم مزراحى ثم أنور وجدى إلى أن وصلت مرحلة الاعتزال سنة 1955 وأشار الصبان إلى أن أهم مراحلها الفنية على الإطلاق كانت مع أنور وجدى الذى قدم الجانب الاستعراضى مع ليلى مراد حيث كانت تظهر فقط فى الأفلام السابقة لهذه المرحلة كمطربة فقط لكن وجدى اظهرها فى الاطار الاستعراض القائم على الغناء والرقص. واضاف الصبان مؤكدا أن الشائعة التى أطلقها أنور وجدى عقب طلاقهما بأنها تتبرع بأموالها لإسرائيل كانت لها أثر سيئ على توزيع افلامها فى الخارج لدرجة أن سوريا ولبنان منعت عرض أعمالها هناك سواء أغان أو أفلام خاصة أن الشائعة كانت تقول أنها تبرعت بجزء من أموالها لإسرائيل والشعب العربى عاطفى بطبعه وصدق هذه الشائعة التى دفعت ثمنها فى النهاية أنور وجدى لأنه خسر ماديا بسبب عدم توزيع افلامه مع ليلى مراد خارجيا وندم عليها.
 
ويتفق مع الرأى السابق الناقد طارق الشناوى وقال: ليلى مراد لم تكن فقط ممثلة عبقرية لكنها ادخلت الأغانى التى تكون لها قصة من خلال البورتريهات التى جمعتها مع محمد فوزى مثل «شحات الغرام» الذى اصرت طفرة. كما أن افلامها السينمائية خلدت أغانيها لأنها بطبعها خجولة وتخشى مواجهة الجمهور فى الحفلات لذلك كانت السينما هى الملجأ الوحيد لها لتخرج طاقتها الفنية وأكد الشناوى على أن ديانتها كيهودية فى بداية حياتها لم تمثل أى عائق أو حائل بينها وبين الجمهور وأن حب الناس لها لم يتغير أو يزيد حتى بعد اشهار اسلامها عام 1947.
 
وكشف الشناوى عن رغبة ليلى مراد فى العودة للفن فى مرحلة الستينيات بعد اعتزالها بـ 8 سنوات وكان من المفترض أن يسمح لها مؤسسة السينما فيلم لكن لم يكتمل واكتفت بتسجيل اغان للاذاعة حتى آخر ايامها فى فترة. واضاف الشناوى أن سبب اعتزال ليلى مراد للفن هو زيادة وزنها وهذا جعلها تأخذ قرار الاعتزال حتى تظل جميلة فى عيون الناس وذاكرتهم.
 
 

 
الحياة الحب
 
انتاج عام 1954 وشاركها البطولة يحيى شاهين ومحمود المليجى ومارى منيب واخراج سيف الدولة شوكت.
 
 

 
شادية الوادى
 
انتاج مارس 1947 واخراج وبطولة يوسف وهبى بالاضافة إلى حسن فايق وعبد السلام النابلسى.
 
 

 
 
غزل البنات
 
انتاج عام 1949 وكان أول مشاركة لها أمام الفنان نجيب الريحانى والذى توفى قبل اكمال تصوير الفيلم مما دفع المخرج أنور وجدى إلى اختصار نهاية الفيلم لتكون بآخر مشهد للفنان الراحل.
 
 

 
ليلى بنت الريف
 
انتج فى عام 1941 وكان أول الأفلام التى يشاركها فيها الفنان الراحل أنور وجدى ولكن كان فى دور ثانوى، واسندت البطولة الرجالية للفنان يوسف وهبى.
 
 

 
حلمى بكر: صوتها يبقى بالأذن بعد انتهاء غنائها
 
كشف الموسيقار الكبير حلمى بكر عن أنه يمتلك تسجيلاً خاصًا للمطربة الراحلة «ليلى مراد» وذلك من خلال أغنية «متهجرنيش» وقامت بتسجيل هذه الأغنية بعد أن اعتزلت الغناء وذلك بعد أن قام الموسيقار كمال الطويل والموسيقار حلمى بكر باقناعها أن تأتى للاستديو لسماع صوت حلمى بكر ولكن عندما ذهبت إلى الاستديو طلب منها الموسيقار كمال الطويل أن تضع صوتها على الأغنية وذلك عام 1961 ومازلت احتفظ حتى الآن بهذا التسجيل.. وعن موهبتها قال بكر إن ليلى مراد موهبة لن تتكرر وذلك لأنها تتمتع «بجرس رنان» أى عندما ينتهى المستمع من سماع الأغنية يجد صوتها فى أذنه وهى كانت آخر مطربة تتمتع بهذا الجرس بعد «أم كلثوم» و«أسمهان» وأضاف بكر أن السينما كان لها دور كبير فى حياة ليلى مراد حيث كانت قليلة الظهور فى الحفلات ولم يتبق من تسجيلاتها الكثير ولكن السينما حافظت على أعمالها من الانقراض.. وعن تأثير ديناتها على الفن أكد بكر أن ليلى مراد أسلمت ولها عدة صور مع شيخ الأزهر وقتها وهى ترتدى الحجاب وبيدها المصحف الشريف وأيضا غنائها فى فيلم ليلى بنت الأكابر أغنية «يا ريحين للنبى الغالى» حيث أتذكر أننى بكيت عندما سمعت هذه الأغنية من كثرة تأثرها بالكلام الذى بين فيه حبها للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وحبها للإسلام ولكن يوجد من يريد تشويه بعض الفنانين ولكننى أوجه له رسالة وأقول له «ارجع للتاريخ ولا تزور فيه».
 
 

 
الأوبرا تحتفل بميلاد «ليلى مراد»
 
على الرغم من اعتراف د. إيناس عبدالدايم رئيسة دار الأوبرا بوجود تقصير فى السنوات الماضية نحو عدد من الفنانين ومنهم الفنانة ليلى مراد، إلا أنها أكدت أن سياسة الأوبرا الجديدة تضع العمالقة فى المقام الأول.
 
وأوضحت على أنها وضعت فى خريطة الأوبرا عدة حفلات سوف تقام لإحياء ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة ليلى مراد ستحمل أشهر اغانيها ومنها «قلبى دليلى» و«يا حبيب الروح» و«ليه خلتنى احبك».
 
محمد سلطان: أول مطربة تحقق نجاحًا سينمائيًا فى مصر
 
أكد الموسيقار محمد سلطان أن الفنانة ليلى مراد كانت المطربة الأولى فى مصر التى اثبتت نجاحًا كبيرًا فى الغناء وفى التمثيل حيث استطاعت أن تقوم ببطولة العديد من الأفلام وتحمل هذه الأفلام أسمها مثل «ليلى بنت الأكابر» و«ليلى بنت الفقراء» وغيرها واستطاعت أن تنافس كبار نجوم السينما فى هذا التوقيت الذى كان يستحوذ فيه النجوم الرجال للبطولات السينمائية وأضاف سلطان أيضا أن ليلى مراد كانت تتمتع بصوت مغلف بالأحساس المرهف والشياكة فى الأداء موضحا أنها كانت تنشئ بينها وبين أعمالها حبًا شديدًا وكان يظهر هذا من خلال صوتها الذى كان يحمل الكثير من المشاعر.
 
وأنهى سلطان حديثه قائلا إن ليلى مراد موهبة من النادر تواجدها مرة أخرى لما يحمله صوتها من أبعاد صوتية مميزة وقوة حنجرة كبيرة.