الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كارثة بيئية يعيشها أهالى 3 قرى بالفيوم بسبب المدينة الصناعية






 
 
 
 
مأساة إنسانية يعيشها أهالى قرى الأصفر وداود ومنصور على، والتى يقطنها حوالى 15 ألف مواطن منذ إقامة بعض المصانع التى تنتج الكيماويات بمنطقة كوم أوشيم بالفيوم، هذه المصانع حولت حياة أهالى هذه القرى إلى جحيم لا يطاق. الجو ملوث. المواشى «ماتت» الأطفال مشوهون. والزروع والنخيل أصيبت بالأصفرار كألوان المنازل القديمة المشيدة من طفلة الجبل الملاصق للقرى، مأساة هذه القرى يرويها أصحابها « لـ«روز اليوسف»، فماذا قالوا؟
فى البداية يقول فيصل الهنداوى «مزارع» لم نعد نهنأ بالمعيشة منذ إنشاء المنطقة الصناعية بكوم أوشيم فى بدايات التسعينيات من القرن الماضى فقد حولت الجو النقى الذى تهب نسماته من بحيرة قارون إلى أدخنه تسببت فى تشوهات للأطفال وإجهاض للسيدات ناهيك عن درجة الحرارة الحارقة خلال فصل الصيف.
ويضيف عبد الوهاب مسعود «مزارع» مقيم بقرية داود  أنه تمت إقامة المنطقة الصناعية شمال منازلنا المكتظة بالسكان البسطاء، أقيمت بالتدليس حيث ضحك المسئولون على الرئيس السابق محمد حسنى مبارك عندما أكدوا له أن المنطقة ومصانعها الكيماوية تبعد عن أقرب منطقة سكنية نحو30 كيلو مترا بالمخالفة للحقيقة التى تؤكد أن منازل المواطنين فى هذه القرى لا تبعد سوى 200 متر وأن بعض المصانع حاليا ملاصقة للأراضى الزراعية بعزبة داود وهو ما تسبب فى هلاك المحاصيل الزراعية  واحتراق سعف النخيل وإصابته بالعقم وعدم إلقائه ثمار البلح. وذلك لأن المصنع تتصاعد منه الأدخنة والتى بدأت تدمر صحة المواطنين وتسببت فى زيادة أعداد الوفيات بين الأطفال حديثى الولادة فضلاً عن الأجنة المشوهة والأطفال المعاقين.
ويؤكد رضا عبدالحميد «فلاح» إنه كان يمتلك 11 رأس ماشية نفقت جميعها نتيجة التلوث ولم يتبق له سوى «بقرة» واحدة تعانى من التسمم وسوء التغذية وينتظر موتها بين لحظة وأخرى.
ويضيف عبدالحميد عبد الهادى «مزارع»  أن سكان  هذه القرى يعانون من الأمراض الصدرية والالتهاب الرئوى بسبب أدخنة المصانع المستمرة والتى تنبعث  ليلا ونهارا، حتى أن الأطفال يتعرضون فى كثير من الأحيان إلى حالات اختناق ونوبات إغماء متكررة.
ويرى عبدالسلام مصطفى «حاصل على ليسانس حقوق»  أن الحل الوحيد لأهالى قراهم هو الرحيل من المنطقة إلى أى دولة أخرى طالما أن المسئولين حولوا حياتهم إلى جحيم لا يطاق بعد أن  أصيبت نساؤهم بالعقم وأطفالهم بالتشوهات والعجز المبكر بسبب انبعاثات المنطقة الصناعية التى دمرت حياتهم.
ويقول الجالى بشير الجالى «سائق»: إن المشير محمد حسين طنطاوى القائد الأعلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة  السابق أثناء زيارته للمنطقة الصناعية العام الماضى قد التقى العديد من أهالى المنطقة لإيجاد  حل لمشكلة  انبعاث الأدخنة ومخلفات  المصانع الكيماوية، ووعد المشير انه إذا ثبتت مخالفة المصنع للاشتراطات البيئية وتلويثه للبيئة سيتم إغلاقه على الفور حتى يتم توفيق أوضاعه وفقا للمواصفات والاشتراطات البيئية القياسية.  لكن بعد رحيل المشير عن السلطة لم نجد مسئولا يسمعنا وكأننا نعيش فى منطقة لا تتبع جمهورية مصر العربية.. المهندس أحمد على أحمد محافظ الفيوم يؤكد أنه سيرسل لجانًا من جهاز شئون البيئة ومديريتى الصحة والطب البيطرى لهذه القرى لعمل مسح شامل وفحص المواطنين.