السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عكرشة» قنبلة موقوتة على وشك الانفجار تهدد القليوبية




قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار فى أى لحظة، لتقتل الآلاف من المواطنين الأبرياء، إنها منطقة «العكرشة» التابعة لمركز أبو زعبل، حيث تحتوى على أكثر من 250 مصنعا صغيرا، تعمل معظمها ليلا فى الخفاء، وتقوم على تصنيع المواد الخطيرة، مثل صهر بطاريات السيارات القديمة، لاستخراج الرصاص منها، وتسييح المخلفات لاستخراج الحديد والألومونيوم، باستخدام وسائل بدائية، تتسبب فى انبعاث مئات الغازات السامة المدمرة لصحة الإنسان، والبيئة المحيطة بها. أهالى قرية «العكرشة» بالخانكة يؤكدون، أنهم عاشوا ساعات من الرعب والفزع، بعد حالات الوفاة والإصابات بين أبناء القرية، نتيجة تعرضهم لغازات سامة. كثيرا ما يصاب أهلها بالموت نتيجة استنشاقهم لتلك الغازات السامة من الأرض. «وفد القليوبية»زار تلك المنطقة الكريهة التى يقطنها أكثر من 30 ألف نسمة، والتى تربط بين مدينة السلام وأبو زعبل ومدينة الخانكة وعزبة الأبيض، حيث تستقبلك أكوام القمامة، عند مدخلها، وتستنشق روائح كريهة منتشرة فى الهواء. يقول «مصطفى محمود»، وهو من منطقة «العكرشة» إن (المنطقة منذ سنوات أصبحت مأوى لأصحاب الصناعات المحرمة، الذين يعملون بشكل غير رسمى، وبطرق ملتوية، يستغلون فيها فساد المحليات، بدفع الرشاوى للموظفين، والمسئولين للسماح لهم بممارسة أعمالهم، والعمل على قتلنا بالبطىء.
 
 
 
ويقول عم»خليل محمد»من سكان المنطقة إن عملية نقل المسابك إلى «العكرشة» جعلها بؤرة لكل أنواع التلوث، لدرجة أن من يزور المنطقة لوقت بسيط لابد أن يصاب بأمراض صدرية ويصاب الجهاز التنفسى، بسبب استنشاق الهواء، وهو ما كنا نشعر به منذ سنوات قبل أن نتعود على استنشاق السموم، دون أن نميزها، أو نشعر بها ولا يوجد منزل بالمنطقة إلا وفيه فرد أو أكثر مصاب بأمراض تنفسية وصدرية).
 
 
 
أما «منال المهدى»واحدة من سكان القرية الملوثة تطالب وهى غاضبة جدا بـ«محاكمة المسئولين السابقين والحاليين فى محافظة القليوبية على التلوث الذى أصاب المواطنين فى العكرشة والقرى والعزب المحيطة بها جراء غض الطرف عن مصانع بير السلم التى تهدد حياتهم بمخلفاتها وأدخنتها الكفيلة بحرق الحجر والشجر.
 
 
 
وقد أكد العديد من الخبراء المتخصصين فى هذا المجال:أن غازات المسابك تصيب المواطنين بالسرطان.نتيجة لاستنشاق غاز الامونيا والرصاص,والتى ينتج عنها امراض كثيرة ليست السرطان فقط بل تمتد الى الفشل الرئوى والتهاب الجهاز التنفسى .
 
 
 
ويضيف د.محمد الخبير البيئى إن المصانع والمسابك الموجودة فى المنطقة تتسبب فى موت الأشجار واقفة فى مكانها، وتقتل الكائنات الحية فى مياه الترع الموجودة بالمنطقة، فما بالنا بما تفعله فى البشر، كما أن غاز الأمونيا يمثل خطورة مباشرة على السكان لأنه سام جدا ويمكن أن يسبب الوفاة إذا تعرض الإنسان لنسبة كبيرة منه. وقد طالب الخبراء بضرورة «نقل تلك المصانع والمسابك على الفور بعيدا عن الكتل السكانية، ولمسافات بعيدة داخل الصحراء، وإجراء الكشف على سكان المنطقة، وعلاج المصابين منهم، وتقديم العلاج الوقائى لغير المصابين بأمراض، مع ضرورة تطهير المصارف والترع بالمنطقة والتى تشرب منها الماشية وتروى منها الزراعات.