الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«زجاج عاكس» لقطات من حياة وأحلام المصريين




يقدم الكاتب محمد عبدالكريم أول عمل أدبى له وهو المجموعة القصصية «زجاج عاكس» الصادرة عن دار المصرى للنشر والتوزيع، قدم أربعة عشر قصة قصيرة اعتمد فيها روح التورية أو المواربة فى الأحداث، حيث يبدأ القصة بشكل تقليدى لكنه ينتهى بالقارئ نهاية غير تقليدية لاتتماس والبداية، فى دعوة منه للقارئ أن يقرأ ما بين السطور ويعيش حالة القصة كاملة، ففى قصته «السَّبَتْ «الاعتماد»» يعرض فى لمحة سريعة حياة طفل مع والدته التى تودعه برسالة صغيرة تنزلها بالسَّبَتْ فى كل صباح من يومه الدراسي، تتوفى الأم ولا يفهم الطفل معنى أن أمه «ماتت» ويرعاه أقرباؤه الذين يسكنون معه بعد وفاة أمه وفى العام الدراسى الجديد نزل الطفل لمدرسته لكنه وحتى انتصاف الليل لم يعد! ...

 
 
ينزل أحد أقربائه للبحث عنه ليكتشف أنه قضى اليوم تحت شباك غرفة والدته منتظرا لرسالتها فى السَّبَتْ! .. لهذه القصة أبعادا نفسية عميقة، وفى نهاية القصة يجد القارئ نفسه يعيش عالم هذا الطفل اليتيم.
 
قصة « المصباح «الأمل»» عبدالكريم لعب على تيمة فانتازية قديمة وهى الإنسان الطموح الباحث عن الفرصة لتحقيق طموحه والتى تأتيه من خلال المصباح السحرى الذى وجده صدفة بأحد المبانى القديمة ليخرج منه المارد الكبير، ليحين موعد إملاء أمنياته على المارد ليحققها له، فلم يتمن سوى أمنية واحدة .. أن يكون جنيا مثله ليملك القوة الخارقة! بالفعل ينفذ له طلبه لكن مع تبادل الأدوار فيتحول الجنى إلى إنسى والعكس، فى نهاية القصة نكتشف كم مافقده البطل بتحوله من آدميته إلى عالم الجن فهو فقد الحياة! ... فليس كل مانتمناه هو الأفضل أو الخير لنا، عبدالكريم أطال فى بعض المواقع نمن القصة التى ربما يكون قد استرسل فيها بعض الشىء باهتمامه بسرد بعض التفاصيل التى ربما لو أنها حذفت ما كان السياق قد تأثر.
 
قسم عبد الكريم مجموعته بلوحتين الأولى من رباعيات جاهين وهى «البيبان» «الانتظار»، أما اللوحة الثانية فهى « أنا الوشوش» التى رسم فيها الفنان أحمد عكاشة مجموعة من التعبيرات المتنوعة لوجه واحد وكأنه يعبر عن حالة الكاتب لأنه كل هؤلاء، فقد أراد إضفاء لمسة فنية معبرة بصريا عن فكرة المجموعة مع التعبير الخطابى لها، عبد الكريم فى كل عنوان لكل قصة خصص إحساسه عن القصة فنجد بجانب كل عنوان حالة العمل بين قوسين، على ظهر الغلاف الخارجى كتب فقرة من مختاراته من قصصه ليختتم فى النهاية أن شخصياته هم من أجبروه عن التحدث والتعبير عنهم ورفضوا عروضه من الكتاب اللامعين للكتابة عنهم! ..