الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رحيل ناجى كامل .. رائد فن الكاريكاتير المصرى




عن عمر يناهز79 عاما توفى مؤخرا رسام الكاريكاتير الكبير ناجى كامل بعد معاناة مع المرض، «كامل» من مواليد 23 يوليو 1934، نتيجة لشغفه بالرسوم منذ صغره التحق بكلية الفنون الجميلة ليتخصص فى قسم النحت بالكلية
وبعد إنهاء دراسته الجامعية واصل دراسته العليا لمدة عامين من خلال التحاقه  بـ«مراسم الأقصر» التى كانت تستدعى منه التفرغ الكامل لممارسة الفن طوال هذه المدة، وفى عام 1959 انضم إلى أسرة رسامى الكاريكاتير فى مجلتى روزاليوسف وصباح الخير، وظل يعمل بها حتى عام 1972 إلى جوار عدد من المجلات الأخرى منها إصدارات دار الهلال حيث سافر إلى الكويت حيث اشترك فى تحرير جريدة القبس الكويتية، ليعود إلى مصر مرة أخرى فى فترة حرب أكتوبر مكملا مسيرته فى مؤسسة روزاليوسف حتى عام 1980، لينتقل بعدها إلى جريدة الأهرام.
إلى جوار موهبة الرسم والنحت امتلك ناجى موهبة العزف على الناي، فقد عرف أنه عازف ناى من الطراز الأول، يعزف لأصدقائه ومحبيه فقط دون احتراف، كما قام بتمثيل بعض الأدوار الصغيرة فى السينما، منها فيلم «مع الناس» للمخرج كمال عطية عام 1964 الذى شاركه فيه أيضا رسام الكاريكاتير رجائى.
على الرغم من تعدد المجالات الفنية والأساليب التى استخدمها ناجى إلا أن فن الكاريكاتير هو صانع مجده ونجوميته وسبب شهرته الأوسع كما أن أعماله الفنية الأخرى فى مجالات النحت والرسم والتصوير تضارع مثيلاتها لرواد وكبار الفنانين التشكيليين المصريين بل وتتفوق على بعضهم أحيانا، وقد تميزت رسومه الكاريكاتورية بخطوط واضحة سريعة وعفوية ناقدا من خلالها الجانب الاجتماعى للحياة المصرية بشكل ساخر‏‏، وقد كرمه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بمنحه درع التفوق فى عيد العلم عام ‏58، كما شارك ضمن بعثة وزارة الثقافة الذين قاموا بتوثيق وتسجيل آثار النوبة عام‏61‏،  تناول فى أعماله خلال تلك الفترة الصحارى والجبال الوعرة متناولا تقاليد البدو ووجوه الفتيات ذات الملامح المصرية الأصيلة مستخدما الخطوط السريعة لضربات الفرشاة والقلم مازجها بالخطوط الهندسية معتمدا على التضاد اللوني.
فى عام‏62‏ حصل ناجى كامل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة ثم سافر بعدها إلى إيطاليا لدراسة فن النحت،‏ كما مثل مصر فى مؤتمر الفكاهة بالهند عام‏ 85، وللراحل مقتنيات عديدة بمتحف الفن الحديث بالأوبرا ومؤسسة الأهرام وروزليوسف وخارج مصر كما كرمته الأردن بإنتاج فيلم تسجيلى لأعماله كأحد أشهر فنانى الكاريكاتير فى العالم العربى كما أنتج له التلفزيون المصرى عام‏ 98‏ فيلمين تسجيليين عن مراحل حياته الفنية خاصة فن الكاريكاتير فى مصر، وقد شارك فى العديد من المعارض الجماعية والخاصة داخل مصر وخارجها. 
إلى جوار رحلة عطائه الكبيرة معلما لأجيال طويلة من رسامى الكاريكاتير من خلال رسوماته التى أطلت عليهم على صفحات الجرائد طوال أكثر من خمسين عاما شارك «كامل» فى تدريس محاضرات فى الرسم والتصوير لطلبة كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة فى بداية تسعينيات القرن الماضي، كما شارك أيضا فى العمل الأهلى من خلال عضويته لمجلس إدارة الجمعية المصرية للكاريكاتير التى تولى فيها منصب نائب الرئيس لعدة سنوات، وعلى الرغم من رحلة العطاء الطويلة تلك لم يكن كامل عاشقا للشهرة أو محبا للظهور وهو الطبع الذى ظل مصاحبا له طوال حياته وحتى وفاته.