الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رانيا حمدى: المجتمع الشرقى «يحتقر» المرأة.. ويحرمها حقها




 
رانيا حمدى كاتبة من الاسكندرية تكتب القصة القصيرة والرواية، كتاباتها تحمل نكهة شعرية، وهى ترفض الكتابة الايروتيكية التى تثير الغرائز، وهى مشغولة بالدفاع عن قضايا المرأة، صدر لها، «أنثى مع إيقاف التنفيذ» ، هنا حوار معها:
 
■ كيف ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة؟
 
الكتابة ابتدت معايا من سن صغيرة.. كان عندى 12 سنة تقريباً.. ابتديت بكتابة الشعر الغنائى لحد ما دخلت أولى ثانوى وكان لى مدرس لغة عربية بيهتم جدا بمسألة إنه يعرفنا على الشعر والشعراء وبالفعل بدأت أقرأ أكثر وبدأت مشاعرى تنضج وأسلوبى يتطور بشكل ملحوظ وعدت فترة الثانوية العامة وبدأت اتعرف على النت من خلال الكتابة عبر المنتديات وبدأ يبقالى قراء وكنت سعيدة جدااااا بالحاجة دى وبعد ذلك تعرفت على أستاذ عادل الألفى وهو صحفى شاب فى الأهرام وحقيقى كان نعم العون وقتها وبرده كان منصف كفاية فى التعامل معايا.. يعنى هو قرأ لى شغل وقاللى هبعتهولك لمجلة كلمتنا ضمن شغل لناس تانية ولو شغلك يستاهل فعلاً هم هيراسلوكى وبالتالى بعد توفيق ربنا أدين له بالفضل فى إنه كان سببًا فى إنى أكتب مع مجلة كلمتنا وده كان أكبر من أحلامى وقتها لإنى من إسكندرية ومتخيلتش إن مجلة كبيرة بالشكل ده مقرها القاهرة ممكن تهتم بيا أو بكتاباتى ومن هنا بدأت الكتابة تاخد شكل احترافى معايا وانطلقت بعدها من كلمتنا لمجلة إلكترونية اسمها بحلقة كنت فيها مجرد كاتب مبتدئ فى باب أدب الوان و بعد فترة وجيزة اجتهدت وبفضل ربنا اثبت نفسى وأصبحت رئيس قسم باب الأدب فيها وحقيقى الوقت ده كان من أعز الأوقات على قلبى ومن بحلقة لجرنال الجماهير ومنه لجرنال الجيل وده غير الكتابات المتفرقة اللى نزلتلى فى الأهرام العربى ومواقع إلكترونية مختلفة ودخل الفيسبوك حياتى بقوة وابتديت اسوق لنفسى ولكتاباتى عن طريقه بشكل أكبر وأصبح لى قاعدة من القراء لا بأس بها ثم جاءت خطوة الكتاب المطبوع وقد كان بالفعل من خلال كتابى قصص «أنثى مع وقف التنفيذ».. ولسه عندى أحلام أكبر كتير وإن شاء الله أحققها.. أنا متعودتش أحلم حلم إلا وأحققه مهما كان كبيرًا ومهما كان اللى هبذله فى سبيله.. وحقيقى لولا توفيق ربنا ورحمته بيا مكنتش بقيت رانيا حمدى.
 
■ لماذا اخترت القصة القصيرة فضاء لإبداعك؟
 
أنا بدأت الكتابة بالشعر ولكن القصة القصيرة كانت تجربة جديدة بالنسبة لى وكانت تحديًا فى البداية عن طريق أول قصة قصيرة كتبتها.. كان اسمها «يا محاسن الصدف» وكانت تحمل طابعًا كوميديًا إلى حد ما.. تم نشرها فى ذلك الوقت فى جريدة الجيل.. مع التجربة دى شعرت بنوع من الحرية فى الكتابة بعيداً عن التقيد بقافية ووزن ولكن احتفظت بطابع خاص لكتاباتى حيث تجد لجملى وقعًا موسيقيًا يشبه الشعر وبالتالى جمعت بين القصة بكل ما تحمله من معنى للحرية والشعر فى موسيقاه ووقعه على الروح.
 
■ ما جدوى الكتابة فى هذا الزمن؟
 
الكتابة فن راق جداً وله دور قوى داخلنا وله بصمة قوية تحملها كل شخصية قارئة.. احنا بنكتب لكل قارئ.. لكل راق.. لكل مقدر لفن الكتابة.. فن يسطر المشاعر والمبادئ والتاريخ سلاح ذو حدين قد يقتل أو يخلد تاريخًا والدليل على كده إن الكتابة فن خلد أساطير لا تحمل أدنى قدر من الحقيقة.. دائماً أقول لوالدى إن الكتابة أرقى أنواع الفنون وإنها وسط مميز ومختلف على الرغم من تحفظى مؤخرا على بعض الكتاب وأسلوب كتابتهم وإقحامهم للعرى والإيحاءات داخل كتاباتهم دون أدنى داع أو حاجة..
 
■ هل تتسرب سيرتك الذاتية الى كتاباتك؟
 
لا شك أن أى عمل فنى يحمل جزءًا من صاحبه ولكن ماهية هذا الجزء تختلف والاحتراف لا يكمن فى تسجيل أو سطر ملحماتنا الخاصة بل فى الوصول لملحمات الآخرين الخاصة.. لسقطاتهم ودمعاتهم.. خطاياهم وتضرعاتهم.. يكمن الإبداع الحقيقى فى أن تعيش بخيالك ككاتب أدوار الآخرين وحيواتهم بكل ما تحويه من معاناة وأحداث.
 
■ ما ابرز مشكلات كتاب الاقاليم؟
 
البعد عن القاهرة كمقر أساسى ومركز للوسط الثقافى .. كل الأوساط الثقافية خارج القاهرة تعد أشباهًا.. وهذا يؤثر علينا كقاطنى المدن البعيدة عن القاهرة بشكل سلبى و لكن أعتقد أن مواقع كموقع الفيسبوك تجعلنا نتخطى هذا الحاجز بشكل ما.
 
■ ما القضية التى تؤرقك فى ابداعك؟
 
 
ما يؤرقنى كثيراً ورغم كل انفتاحنا الفكرى هو النظرة الدونية للمرأة.. مازال المجتمع الشرقى رغم كل ما وصلنا له من مساواة ينظر للمرأة بشىء من الدونية ومؤخراً اختلطت الدونية بالحقد على المرأة بخاصة النموذج الناجح .. فكرة حيود الفطرة التى فطرنا الله عليها وعليها يحيد كل من مفهوم الأنوثة والرجولة بتأرقنى بشدة وبحاول أطرحها بشكل سوى وابحث لها عن علاج داخل كتاباتى وكتابى الأول قصص «أنثى مع وقف التنفيذ» دليل على صدق مسعاى.
 
■ كيف تفاعلت مع ثورة يناير إبداعيا؟
 
فى بداية الثورة كتبت قصائد قوية عن المخلوع و نظامه ولكن مع مضى الوقت وكم القهر والظلم والقتل غير المبرر الذى شاهدته تحولت عن الكتابة و عن الساحة السياسية عامة لما سببته لى من ألم داخلى قوى.. وأعتقد أن مصر بذاتها لو استطاعت لتحولت عن شعبها كاملاً بكل أطيافه وتوجهاتهم وتناولهم للثورة و طرحهم لها لأنه بات ينطبق علينا المثل القائل ومن الحب ما قتل.. نسأل الله لمصر وأهلها السلامة.