حريتك لا تعنى قمعى
روزاليوسف اليومية
لايعرف التاريخ الإنسانى شريعة سماوية أو وضعية احترمت حرية التعبير وكفلت حقوق الإنسان مثل الإسلام الذى جاء ثورة كبرى لتحرير إرادة الإنسان وصيانة كرامته وانتشاله من الذل والمهانة منذ ما يقرب من 15 قرنا من الزمان ، أى أن كل الشعارات التى يتغنى بها العالم ليست اختراعا عصريا بل هى حق إسلامى أصيل أقرته الشريعة الإسلامية .
والدعاة وعلماء الإسلام هم أكثر الفئات إدراكا لقيمة الحرية ، فقد عانوا على مدى سنوات طويلة مثل كل أصحاب الفكر والرأى من القمع والقهر وصودرت كلمتهم ومنعوا من منابرهم ، ومنهم من سجن ومن نفى فى سبيل كلمة الحق وناضلوا مع المصريين جميعا حتى انتزعوا للمجتمع حريته بثورة عظيمة لا فضل فيها لأحد .
وكنا نحلم ومازلنا بأن ينعم هذا الشعب العظيم الذى تحمل ما لا يطيقه بشر بثمار هذه الثورة ، لكن للأسف الشديد ما يحدث الآن فى الشارع المصرى ليس هو الحرية التى أريقت من أجلها الدماء ، «حريتك لا تعنى قهرى» فعندما تقطع الطريق أمامى لتمنعنى من عمل وعن الذهاب للمستشفى أو المدرسة أو الجامعة وعندما تعطل مصالحى بإغلاق المؤسسات والمصالح ، وعندما تخرب وتهدم وتستنزف مواردى دون أن تمنحنى الحق فى مجادلتك .
عندما تثير الرعب والفزع وتخيفنى على ابنى وابنتى فهذا هو القهر بعينه ولا صلة له بالحرية .
لم يتوقع أكثر المتشائمين أن تراق دماء المصريين بعد نجاح ثورتهم ، وسواء كان القاتل هو الأمن أو فلول النظام السابق او أياد خفية تعبث بأرواحنا، وسواء كانت الدماء ثواراً حقيقيين أو بلطجية مأجورين فإن هذه الدماء مسئولية من أساء فهم الحرية وحولها إلى فوضى وجعل منها حبلا سميكا نشنق به أنفسنا، لا اقصد أبدا الدعوة لوقف التظاهر والاحتجاج وكل مظاهر المعارضة السلمية ، على العكس تماما أؤمن ان الثورة لابد أن تظل مستمرة لتستكمل مكتسباتها وحتى لا نعيد إنتاج نظام مستبد بأى شكل، فقد طالت فترة الهدم وعلينا أن نبدأ مرحلة البناء وعلينا جميعا ان نتقى الله فى هذا الوطن وألا يحركنا إلا مصلحته.
المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف