السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«صباح الفل» فيلم تسجيلى يجسد معاناة النساء العاملات وحكم تولى المرأة للمناصب





لا زالت   قضايا المرأة تمثل حالة من الجدل والنقاش لا سيما فى هذا الوقت الذى تظهر فيه الشبهات المنسوبة للدين، وعلى الرغم من ان هناك العديد منها تم  بحثه بكافة جوانبه  فى الفترة الماضية إلا ان معظم تلك القضايا عادت لتظهر مرة أخرى على الساحة كان من أبرزها تولى المناصب القيادية والتزام المراة بمباديء الشريعة فى العمل، والخلوة مع زميل العمل، والوحدة المجتمعية بين الجنسين، والتمييز ضد المرأة، وهو ما حاولت  المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة رصدها وتوضيحه على المستويين  المجتمعى والدينى.
 
عقدت المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة بالتنسيق مع مؤسسة التعاون الإنمائى الألمانى فعاليات حملة «أنا هنا» منذ أيام واستضافت الندوة فضيلة الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقا، والدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى جامعة الزقازيق، وادارت الندوة الأستاذة هالة عبد القادر المديرة التنفيذية للمؤسسة المصرية لتنمية الأسرة، وحضر الندوة لفيف من الحقوقيات المهتمات بقضايا المرأة المختلفة، وعددا آخر من مشايخ الأزهر الشريف. فى مستهل الندوة أكدت الأستاذة هالة عبد القادر مدير المؤسسة، على ضرورة المساواة بين المرأة والرجل فى الحقوق الأساسية والواجبات، بعدما نادت بعض الأصوات التى تستند إلى تفسيرات خاطئة للشريعة الإسلامية بعودة المرأة مرة أخرى للمنزل وعدم الحمل بالخارج.
 
وأكدت هالة على حق المرأة فى التساوى بالرجل فى المواقع والمناصب القيادية، كذلك المرتبات والترقيات، بدون تمييز طرف على آخر إلا بالكفاءة والمهارة.وأشارت هالة إلى أهداف حملة أنا هنا، التى تعزز المساواة بين الجنسين فى العمل، وهذه الحملة تتناولها منظمات غير حكومية فى مصر والأردن والمغرب وتونس.
 
وعرضت الندوة فيلماً روائياً تسجيلياً بعنوان «صباح الفل»، وهو فيلم يجسد معاناة احدى النساء العاملات، التى تستيقظ صباحا لتؤدى مهامها كزوجة وأم ، ثم تستعد للذهاب إلى العمل، الأمر الذى يجعلها مشتتة الذهن وتنسى الكثير من الأمور، بسبب ما تتكبده من مسئوليات منزلية وعملية،  فهى أم وزوجة وامرأة عاملة فى وقت واحد، كما أنها تعانى من عدم تعاون زوجها معها فى تحمل مسئوليات الأسرة، وفى نهاية الفيلم تشكو الزوجة من أنانية زوجها الذى لا يقدر ما تعانيه من متاعب وآلام، لدرجة أنها كانت تستعد للذهاب إلى العمل «يوم الجمعة».!
 
وفى ضوء هذه المعاناة  تحدث الشيخ سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقا، والذى أكد أن المجتمع قد أتعب كل من النساء والرجال على السواء، أتعبهم فى طوابير العيش ومشاكل الأسعار التى لا تنتهى وغيرها من الأعباء الحياتية التى أرهقت الأسرة المصرية، مؤكدا أن الرجل والمرأة نوعان متكاملان، خلقهما الله يعمران الأرض، موضحا أن تعمير الأرض صورة من صور العبادات، فالمرأة تعمل منذ فجر الإسلام، بل قبل نشر الإسلام أيضا قد عملت، مشيرا إلى أن السيدة خديجة كانت تعمل وتتاجر إلى أن استأجرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقوم بتجارتها، وقال أن السيدة أسماء بنت أبى بكر كانت تحمل على رأسها طعام الماشية، حتى رق لها قلب النبى صلى الله عليه وسلم فأتى لها بعيره وطلب منها أن تركب خلفه رفقة بها.
 
وأكد الشيخ سالم أن المرأة المسلمة شاركت فى الجهاد، وخرجت مع النبى فى غزواته المختلفة.وأجاز الشيخ تولى المرأة لجميع المناصب والقيادات عدا منصب الرئاسة والذى يعنى الإمامة استنادا لقوله صلى الله عليه وسلم «لا يصلح قوم ولوا أمرهم لامرأة»، مؤكدا أنه لا يوجد أية نصوص تحرم خروج المرأة للعمل، حيث اختلف العلماء فى ذلك، وبالتالى فمادام لا يوجد دليل على تحريم الخروج فأنى مع المبيحين لعمل المرأة –على حد قوله- ، مشددا على ضرورة تولى المرأة للمناصب نظرا لكفاءتها وليس لجمال مظهرها أو لحلاوة حديثها.
 
وأكد على ضرورة التزام المرأة العاملة بمبادئ الشريعة الإسلامية التى تحظر عليها الخلوة بمفردها مع زميلها فى العمل، كالمدير وسكرتيرته، وغيرها من الأعمال الأخرى التى لا يجوز فيها خلوة رجل وامرأة بمفردهما فى مكان واحد، مشددا على ضرورة ترك المرأة لمهام عملها إذا تعارض العمل مع واجباتها كزوجة وأم.
 
من جانبها أكدت أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة الزقازيق الدكتورة هدى زكريا على ضرورة دعم القوى البناءة فى المجتمع والتى يكونها الرجال والنساء معا، رافضة فكرة المساواة بين أى رجل وأى امرأة لأن هناك الكثير من النساء متفوقات على الرجال، فلا يمكن مساواة امرأة وهبت نفسها للعلم وخدمة المجتمع برجل لم يقدم شيئا للبشرية على حد قولها.
 
وقالت الدكتورة هدى، أن المرأة فى المجتمع المصرى خاصة والمجتمع الشرقى عامة تفتقد لكلمة «شكرا»، وتفتقد للتقدير والرعاية، فهى تهان برغم تحملها لأعباء الأسرة المنزلية والمادية، مؤكدة أن الطلاق يجعل الرجل يخسر سكرتيرة وحبيبة وخادمة بالمجان، فهو يدفع آلاف الجنيهات بعد ذلك لاستئجار سيدات تقوم بأعمال كانت تقوم بها الزوجة بمفردها وبدون مقابل.
 
وأشارت الى تجاهل المرأة للحقيقة المجتمعية لوجود المرأة، مؤكدة أن الوحدة المجتمعية بين الجنسين هى التى تحقق نمو وتقدم المجتمع، رافضة التمييز ضد المرأة وتوليها للأعمال المنحطة والأقل كفاءة فقط لأنها أنثى، وليس لأى سبب آخر.
 
وشددت على أن المجتمع الانتهازى اللاأخلاقى هو المجتمع الذى لا يعترف بالنساء ولا يقدر قيمتهن فى الحياة، مؤكدة أن المرأة منذ خلقت لا تتخلى عن أدوارها أبدا سواء كزوجة وأم، أو دورها فى الكفاح والنضال، فكلنا شاهدنا ما فعلته المرأة المصرية فى ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير المجيدة.
 
وأكدت أن الدراسات الاجتماعية أظهرت أن أبناء الأم ربة المنزل أكثر انحرافا من أبناء الأم العاملة، مؤكدة أن المرأة المثقفة والعاملة تعيد بناء المجتمع، ولن تسمح النساء العربيات لأى مخلوق أن يقلص دورها، ويعود بها للخلف مرة أخرى نحو عصور الظلام والرجعية.