السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مشاكل العمل تسبب الطلاق





تظل مشاكل العمل تتملك من صاحبها حتى بعد مغادرته لعمله، وبمجرد الوصول للبيت، يظهر غضب وضجر الشريك مما لاقاه من ضغوط نفسية طوال اليوم، ربما يفصح الشريك عن بعض هذه الضغوط والمشاكل للطرف الآخر، وربما يؤثر الصمت، الأمر الذى يمكن أن يتسبب فى نزاعات وخلافات زوجية تقود أحياناً إلى الطلاق.
 
تقول عالمة النفس الألمانية جوليانا دريسباخ: إنه من الضرورى عدم التحدث عن مشاكل العمل وأعبائه طوال الوقت بعد العودة إلى المنزل، موضحة «أنه من الأفضل أن يتحدث الموظف عن مشاكل العمل لفترة قصيرة، كى يفرغ ما بداخله عن هذا الأمر، ثم يتوقف تماماً عن ذكرها مرة ثانية بقية الوقت الذى يقضيه فى المنزل، وإلا فقد يستحضر بذلك جميع الأحداث والمعايشات السلبية التى تعرض لها خلال العمل، من خلال الحديث عنها مرة ثانية، مما يُثير غضبه».
 
وأشارت إلى أن الامتناع تماما عن الحديث عن مشاكل العمل فى المنزل يُعد أمراَ غير جيد  بالنسبة إلى الموظف، حيث يتطلب ذلك منه بذل مجهود كبير، كى يظهر أمام أفراد أسرته وكأنه فى أفضل حال فى عمله.
 
وأكدت أهمية الحديث مع شريك الحياة عمّا يواجه الموظف من مشاكل فى العمل، لكن دون الاقتصار على هذا الموضوع فحسب، حيث ينبغى على الموظف أن يحرص على التنويع ومناقشة موضوعات أخرى مع شريك حياته إلى جانب مشاكل العمل، وذلك كى لا يستحضر معايشتها السلبية بشكل مكثف فى المنزل.
 
لكن دراسة أجريت فى جامعة فلوريدا ركزت على دور الدعم بين الأزواج، فى العائلات التى يعتبر الإجهاد اليومى فيها سمة الحياة بين الأزواج.وبعد مقابلة أكثر من 400 زوج وزوجة، توصل مؤلف الدراسة، وين هوتشوارتر، الى أن قلة دعم الازواج فى حالة الإرهاق تعتبر السبب الأول للطلاق بالإضافة إلى خسارة الوظيفة.
 
واعترف الأزواج، الذين حصلوا على مستويات عالية من الدعم فى البيت، بأنهم لم يشعروا بالرضا الكامل عن زواجهم فقط بل كانوا أكثر قدرة على تحمل إجهاد العمل، وأقل شعوراً بالتعب وأكثر تفاعلا مع نظرائهم.كما قالوا بأنهم نادرا ما شعروا بالتعب فى نهاية اليوم، بل كانت لديهم قوة أكثر ورغبة فى الاتصال بالاقارب والاصدقاء وقضاء وقت ممتع معهم، كما كانوا أقل انتقادا لأزواجهم وأطفالهم.
 
ويرى الدكتور هوتشوارتر ان أهم شيء فى البيئة الزوجية الصحية هو تعلم طريقة الحوار البناء مع الزوج وإيضاح أسباب المزاج السيء دون محاولة مقارنة حالتك بحالة الزوج أو الزوجة أو محاولة الظهور كالضحية أو المضحى الاكبر الأمر الذى يمكن أن يؤدى الى سوء فهم، واستياء، وفى حالات عديدة الى الطلاق. وفى الوقت نفسه، يجب أن يظهر الأزواج الدعم لبعضهم البعض فى حالات الارهاق، ويسعون إلى تقديم الدعم المعنوى وتقوية الروابط الأسرية بدلا من الهروب والابتعاد ومحاولة إلقاء التهم واللوم.