وسائل الإعلام العالمية: عصيان البورسعيدية ضربة موجعة للنظام

 
 
 
تصاعدت حدة العصيان المدنى ببورسعيد حيث حاصر أمس المتظاهرون مجمع محاكم المحافظة وطالبوا العاملين بالنزول والانضمام إليهم فى مشهد جديد وسط تأييد البعض ومعارضة البعض الآخر لإنهاء اجراءات إعلام الوراثة لاسر الشهداء والمصابين.
 وحذر المستشار امير ابوالعز المحامى العام الاول لنيابات بورسعيد من محاصرة المحكمة حتى لايتم التأثير على مباشرة التحقيقات فى القضية والتى بدأ المستشار «شاهين» رئيس الاستئناف بمحكمة الاسماعيلية مباشرتها بعد تكليفه من المستشار «نبيل صليب» رئيس محكمة الاستئناف بالاسماعيلية فى أول أيام بدء التحقيقات.
 وفى غضون ذلك استمر اعتصام أهالى الشهداء والمصابين والمحبوسين بميدان الشهداء وتوقف الحياة بالمناطق المحيطة بالمنطقة واستمرار الاستجابة لدعوات العصيان من العاملين بديوان عام المحافظة والأحياء والمصالح الحكومية والمدريات الخدمية.
 كما استمرت قيادات أولتراس النادى المصرى فى تنظيم مظاهرات من الثامنة صباحا والطواف الكامل فى شوارع المحافظة لإعلان استمرار العصيان.
 وانضمت الى التظاهرات أعداد كبيرة من العاملين يتقدمهم فى مفاجأة جديدة للعاملين بمديرية أمن بورسعيد والضرائب العامة ومديرية التربية والتعليم واداراتها التعليمية والشئون الاجتماعية.
 وفشلت شركة قناة السويس للحاويات المسئولة عن  إدارة ميناء الشرق فى إيجاد حلول مع الاهالى قاطعى الطريق لفتحه والسماح للعمال بالمرور.
 كما فشلت الشركة فى نقل عمالها الى الميناء عبر اللنشات البحرية بعد إعلان سائقى اللنشات الأجرة انضمامهم للعصيان المدنى لحين الاستجابة لمطالب محافظتهم.
 وفى تطور سريع للأحداث أكد محمد مسعد رئيس اللجنة النقابية للعاملين بشركة القناة للتوكيلات الملاحية بأن جميع العاملين بالشركة أعلنوا الانضمام لباقى طوائف الشعب البورسعيدى بالمحافظة.
من ناحية أخرى قررت القوى الثورية والشعبية بالمحافظة اقامة صلاة الجمعة بميدان الشهداء فى مشهد جديد بالمحافظة منذ اندلاع ثورة 25 يناير المجيدة وانطلاق تظاهرة حاشدة بعد الصلاة الى المجرى الملاحى للقناة بضفتيه الشرقية والغربية لتوصيل رسالتهم الى منظمات المجتمع المدنى الدولى والمنظمات الحقوقية الدولية لما يجرى من انتهاك انسانى على أرض بورسعيد وفق ما وصفوا.
هذا التصميم غير عادى لشعب عنيد يتحمل الخسائر اليومية ولكنه مصمم كل التصميم على إسقاط النظام، ويعلن عصيانه عليه بصراحة متخطيًا كل الثورات بحكم أن ذلك الشعب يتحكم فى أكبر شريان مائى ملاحى عالمى فى العالم وبالتالى فإن عجز الحكومة المصرية على تهدئة هذا الشعب الثائر من شأنه أن يسقطه ويسقط كل من يقترب منه، هكذا عبرت وسائل الإعلام العالمية على العصيان المدنى البورسعيدى الذى أصبح حديث العالم كله والذى جاء عنيفًا ومستمرًا إلى حين سقوط النظام الإخوانى.
وفى هذا الشأن وبالرغم أن هذا العصيان يعود على بورسعيد خاصة ومصر عامة بالخسارة الفادحة اليومية والتى تحقق كل ساعة أكثر من 4 ملايين جنيه للمدينة إلا أن التصميم على العصيان يزداد يوما بعد يوم، «روزاليوسف» تجولت لمعرفة حجم الخسائر اليومية الناتجة عن هذا العصيان.
يقول عماد الدسوقى تاجر ومستورد: أن العصيان نحن نؤيده بل وندعمه رغم أننا فى اليوم الواحد نخسر 33 مليون جنيه لعدم قيامنا باستيراد البضائع المتفق عليها، بالإضافة إلى دفع أرضية الحاويات التى تستقر على أرصفة الميناء والتى تصل إلى 6 آلاف جنيه لليوم الواحد.
ويقول جمال سالم صاحب أحد المصانع: العصيان أدى إلى خسائر لا مثيل لها ولن تعوض بسهولة وذلك على مستوى المصانع فى الاستثمار والتى يصل عددها إلى 42 مصنعا به أكثر من 33 ألف عامل وموظف وموظفة فتوقف حركة الإنتاج يعرضنا لخسائر فادحة من حيث الكميات المطلوب استيرادها وأيضًا تصديرها، بالإضافة إلى الاستهلاكات الكهربائية والأمنية وأيضًا رواتب العمال الذين ليس لهم أى ذنب فهم يتم منعهم على المنافذ الجمركية يوميًا ويتم حصر المصانع والاستثمار وعن نفسى خسائرى اليومية تتعدى 44 ألف جنيه، وبالتالى فى الخمسة أيام الأولى يصل إلى مائة وعشرين ألف جنيه.
لجنة الإحصاء بالمحافظة برئاسة اللواء محسن يحيى: أن العصيان المدنى تعدى خسائره المائة وثمانين مليون جنيه مصرى ونحو 140 ألف دولار قيمة وحجم التحصيلات اليومية من مختلف الأعمال والوظائف الحيوية فى المدينة مثل الجمارك والاستثمار وهيئة الميناء والحاويات والشهر العقارى ورسوم التحصيل المختلفة، كما أدى إلى توقف 179 ألف عامل وموظف وموظفة عن العمل تمامًا وخلو الإدارات وتعطل الأعمال اليومية بالإدارات والمحاكم والمحافظة والأحياء وأضاف اللواء محسن يحيى: أن الدولة تخسر كثيرًا من حجم الواردات ومن حجم الدخل القومى لها وللمدينة، وبورسعيد تخسر يوميًا من الدخل القومى الناتج لها والذى يقدر بنسبة 3٪ من إجمالى تلك المبالغ المذكورة يوميًا.